عروبة الإخباري – أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ثلاثة أوامر ملكية، الثلاثاء، تضمنت تعيين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيسا لمجلس الوزراء بدلا منه، وإجراء تعديل وزاري أبقى على وزيري الخارجية والنفط في منصبيهما.
عيّن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز نجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة النفطية الثرية، في منصب رئيس الوزراء بدلا منه، حسب ما جاء في أمر ملكي مساء الثلاثاء.
ونص الأمر الملكي الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الحكومية بأن “تكون جلسات مجلس الوزراء التي نحضرها برئاستنا”، ما يعني أن الملك الثمانيني سيترأس الجلسات التي يشارك فيها رغم تعيين نجله الشاب (37 عاما) في منصبه.
وعادة ما يكون الملك في السعودية رئيسا للوزراء ويبقى في منصبه هذا حتى وفاته.
وتضمنت الأوامر الملكية أيضا تعيين الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزيرا للدفاع بعدما كان نائبا للوزير. وكان ولي العهد وزيرا للدفاع منذ بداية العام 2014.
ووفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية احتفظ الأمير عبد العزيز بن سلمان بمنصب وزير الطاقة والأمير فيصل بن فرحان بمنصب وزير الخارجية ومحمد الجدعان بمنصب وزير المالية وخالد الفالح بمنصب وزير الاستثمار.
وسعت المملكة منذ سنوات إلى تفنيد التكهنات بشأن صحة الملك سلمان البالغ من العمر 86 عاما، والذي يحكم أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم منذ 2015. وفي عام 2017، نفت تقارير وتكهنات بأن الملك يخطط للتنازل عن العرش لصالح نجله.
وتم إدخال الملك سلمان إلى المستشفى مرتين حتى الآن هذا العام، كان آخرها لمدة أسبوع في أيار/مايو، وفقا لوسائل الإعلام الحكومية.
وكان من المتوقع أن يُبقي العاهل السعودي بلاده على مسارها المحافظ الثابت عندما وصل إلى السلطة، لكنه عوضا عن ذلك أحدث تغييرا كبيرا في المملكة وفتح باب السلطة أمام جيل شاب من اسرة آل سعود.
تحصين موقعه
أما ولي العهد، فيقود مملكته المحافظة بإصلاحات جذرية طموحة وتغييرات اجتماعية متسارعة بدأت مع صعوده سلّم القيادة قبل خمس سنوات. لكن في موازاة ذلك، عمل على تحصين موقعه كحاكم فعلي ومستقبلي عبر إسكات كل معارضة.
وشملت التغييرات منح المرأة الحق في قيادة السيارة، وفتح دور السينما، والترحيب بالسياح الأجانب، والحد من سلطة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستضافة نجوم موسيقى البوب ومبارزات الوزن الثقيل وغيرها من الأحداث الرياضية.
في موازاة ذلك، قام بسجن منتقديه وفي حملة تطهير واسعة النطاق شملت النخبة السياسية والاقتصادية في البلاد، فاعتقل حوالي 200 من الأمراء ورجال الأعمال في فندق ريتز كارلتون بالرياض في حملة مكافحة الفساد عام 2017 والتي ساهمت في تشديد قبضته على السلطة.
بعد انطلاقة سريعة نحو القمة، ألقى مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي بوحشية في قنصلية بلاده في إسطنبول في العام 2018، ظلالا على مسيرة محمد بن سلمان الذي كان قد مضى عام على تسلمه منصب ولي العهد.
فتح الأبواب من جديد
وأعادت زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في تموز/يوليو بعدما كان قد تعهد خلال حملته الانتخابية بالتعامل مع المملكة “كدولة منبوذة” على خلفية سجلها الحقوقي ومقتل خاشقجي، أعادت على ما يبدو فتح الأبواب الخارجية أمام الحاكم الشاب.
كما أن الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا حفز عددا من القادة الغربيين على السفر إلى المملكة لمناشدتها لزيادة الإنتاج.
ومن أبرز مشاريعه الضخمة في خضم سعيه لتنويع اقتصاد المملكة القائم على النفط، بناء مدينة “نيوم” المستقبلية الضخمة وكلفتها 500 مليار، وخطة تنويع الاقتصاد “رؤية 2023”.
كما أنه يسعى أيضا إلى تثبيت موقع بلاده كقوة إقليمية نافذة، وقد كان القوة المحركة خلف التدخل السعودي العسكري في اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، لدعم القوات الحكومية في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.