عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
حديث مجالس العزاء او حتى اللقاءات الطارئة التي تعرفها عمان كثيرا كان يدور معظمه عن شهداء “عمارة اللويبدة” .. الذين قضوا تحت الركام ، والذين اعتبرهم شهداء لا ذنب لهم سوى وجودهم في بيوتهم، وكنت كما الاخرون الذين تحدثوا اتمنى لو فتح لهم خيمة عزاء عامة او اعلن الحداد من اجلهم او جرى الاهتمام برحيلهم اكثر، فما الفرق بينهم وبين الاطفال الذين قضوا في منطقة البحر الميت ووقع اهتمام بهم؟ ولماذا لا يقوم حداد ويذكروا بشكل افضل ليعتبر مجتمعنا ويجد التعزية في مواطنيه؟
واذا كان المواطن اغلى ما نملك فإن ذلك بحاجة الى ترجمة، فاعلامنا الرسمي تحدث عنهم بأقل مما تحدثت وسائل اعلام اجنبية، فقد أوردت الـ بي بي سي خبرا مفصلا وصور وكذلك الجزيرة وحتى تلفزيون اليابان.. انها كارثة إنسانية؟؟
لقد بذلت جهة معينة باسمنا جميعا وهي الامن العام (الدفاع المدني) الذي لم يغادر المكان وقد أبلى افراده الذين عملوا في الموقع جهودا جبارة نعتز بها جميعا.. كما تحملوا تضحيات يستحقون عليها التكريم..
كنت استمع لمجموعة من الجالسين في العزاء وكان احدهم يتحدث عن ذلك .. ومع وصول الاستاذ الدكتور محمد الذنيبات رئيس مجلس ادارة الفوسفات الى العزاء وقد استقبل بحفاوة واجلس الى جانب من كانوا يتحدثون، وقد جرى اقتراحه ان يكرم العاملون في الدفاع المدني لمن بذلوا في الموقع، وقد استمعت لذلك الاقتراح وبدوري اناشد الدكتور الذنيبات ان ينهض بهذا الواجب، سيما وان صورة شركة الفوسفات في مجال المسائلة الاجتماعية صورة زاهية خاصة وهي تستعيد ألقها وصورتها الجديدة في ظل ادارته..
تستطيع شركة الفوسفات واي شركة اخرى وطنية وقادرة ان تتبنى مثل هذه المناسبات وان تنهض بالتكريم ، خاصة وان الذين قاموا بالعمل باسمنا جميعا من الامن العام /الدفاع المدني بيضوا وجوهنا وخففوا من فزعنا واحزاننا ولطفوا قدرنا..
تذكرنا ماساة الطفل المغربي ووجدنا انفسنا قادرين على العمل والانقاذ رغم صعوبة الحال وقلة الخبرة في الكوارث، وقد استطاع الفريق الذي عمل في الموقع من ان ينقذ اغلبية من سقطت عليهم البناية..
نعم لنمارس الحداد عن أرواحهم ونعزي بهم وننكس الاعلام من أجلهم، ونتعظ بهم فنحن نسارع لمثل هذا العمل حين تقع الكوارث عند غيرنا ولا نقصر ، فقد ساعدنا الكثير من الدول وارسلنا المساعدات والبرقيات وحتى أعلنا الحداد وشاركنا في التعازي ، فلماذا نسجل تقصيرا ازاء مواطنينا الذين قضوا بغض النظر عن الطريقة ان كانت بسبب او بقدر، فذلك امره للقضاء الذي لا يجوز ان يصمت او يتأخر او يحيل الى التأجيل..
هذه القضية لا تختلف عن الذين قضوا في مستشفى السلط او في البحر الميت او غيرها مما مر علينا من مآسي..
اعتقد ان هذا المناسبة لا يجوز ان تمر هكذا دون اعلان الحزن والوصول الى المسائلة.. حتى وان تأخرنا في ذلك فالعلاقة مع الدائرة المسؤولة اي دائرة تتحمل المسؤولية عن الاردنيين تتعزز ويعلوا رصيدها بالاهتمام بالمواطن، وتتراجع وينضب رصيدها حين اهماله..
لنعطيهم درجة اهتمامنا بمواطنينا في اوكرانيا او اثناء جائحة الكورونا عبر العالم .. ولماذا هذا الشلل وهذا العجز؟ لماذا لا نعلن حزننا الرسمي عليهم.. رحمهم الله فهم في جواره وهو حسبهم ونعم الوكيل..