عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
كنت في مكتب ولي العهد، فقد أحببت ان أسال وأن أعرف، في مكتب سموه استقبلني مدير المكتب الشاب النشيط الدكتور زيد بقاعين الذي يمثل روح الشباب وتطلعاتهم وتفاعلهم للحاق بالعصر والعيش فيه، ومع زيد فريق مختار من الشباب والشابات..
وعلى المدى الذي جلست لشرب القهوة أهديت المكتب مجموعة من كتبي ومعظمها عن “هوية المكان” أي عن المدن، فقد حملت اليه كتابي عن المسجد الاقصى باللغة الإنجليزية، وهو الكتاب الذي رعاه الديوان الملكي، كما قدمت أيضا كتابي عن الكرك والفحيص.. وأعداد من مجلة الراية الهاشمية التي احتفت بسمو الأمير الحسين بن عبدالله وجعلته على اغلفتها منذ اكثر من عشر سنوات، كما تحدثت عن كتابي الذي صدر بمناسبة المئوية مئوية الدولة الاردنية وعن كتابي عن الثورة العربية الكبرى والعلاقة بين المؤلف والحكومة..
استمع بقاعين وزميلته الحاضرة للقاء مداخلاتي حول الكتب المتعلقة بالأردن، وقيمة ان يعرف الشباب من الاجيال الطالعة عن هوية المكان التي تشكل معرفتها عناوين في صناعة المواطنة..
سمعت حديثا مفصلا عن برامج العمل التي يهتم بها المكتب وعن تطلعات سمو الأمير وعنايته ومتابعاته وعن الاهتمامات المتعلقة بالتعليم العالي وبالصحة وقضايا المواطنين، عن حفز الشباب ليأخذوا دورهم ومكانتهم..
مكتب سمو الأمير الحسين رافعة من روافع النجاح وركن تتبلور فيه الافكار وتتجسد لتنطلق بمفهوم الشراكة والتشبيك بعد ان تكتسب التوافق وتستفيد من الحوار، فهو يسطع في كل ارجاء الوطن، ورؤية الأمير تندرج في الرؤية العامة الملكية وتستند اليها وتتغذى بها وتعطيها الحيوية وتكسبها النزعة المستقبلية المتفاعلة..
المكتب يدخل الآن عهدا جديدا بنموذج يعمل الأمير على تجسده، ليبتعد بالعمل فيه عن التكرار والروتين، ويجعل للعمل سطوع وبصمات ويجذب اليه الشركاء الاجتماعيين من مختلف الفئات ومن النوعين على حد سواء..
ويعمل سموه على الغاء الفوارق في الطبقية الثقافية والاجتماعية وفي الجيل بالقدر الذي يسمح بالتفاعل الإيجابي، و يبتعد عن الشد العكسي، فقد كان للعوامل الاجتماعية والاقتصادية عبر العقود الماضية تأثيرات ابرزها ذوبان الطبقة الوسطى الى حد كبير، ووجود نتوءات اجتماعية مزعجة لا بد من العمل على ازالتها والتخفيف من اثارها التي تصنع انقسامات مفتعلة، وهذا يستلزم العمل السريع والمباشر في النسيج العام والاقتراب من فطرة المجتمع الاردني الاساسية والتعامل مع العناصر الاساسية والاصيلة فيه وبث روح المحبة والعنفوان والتعاون، ولعل جولات سمو ولي العهد وكلماته الدافئة ومحبته وحرصه على لقاء الجميع والاستماع الى الشباب تحديدا، والى الشخصيات التي يلتقيها فيه ما فيه ما ينير وما يمكّن من اتخاذ القرارات الصائبة..
في المكتب الذي يشكل خلية عمل فاعلة وواعية بدايات لصناعة المستقبل الذي لم تعد صناعته حكرا على جهة، ولكن مكتب سمو ولي العهد كما سمعت ورأيت يأخذ على عاتقه تسيير معطيات تصب في مجال خدمة افضل وابعد عن العقبات وافتعال الذرائع..
طاقم المكتب ممن رأيت وعلى رأسهم البقاعين يحملون الزائر بعض الرؤية القائمة ويتفاعلون لتقديم اي خدمة يمكن ان تصب في اطار البناء المتنامي الذي يرتفع كل يوم في مداميك جديدة يسعى سمو الأمير الحسين ان يصل بها الى الحلم الوطني الذي يتبارى كل المواطنين الاردنيين في الوصول اليه والصعود به لمواصلة بناء هذا الوطن الجميل..
ولعل بساطة المكان وحيويته في المكتب تفتح الشهية لمن لدية فكرة بانية ان يعرضها، ففي المكتب الشبل الهاشمي نذر نفسه لجعل شعلة الهاشميين متقدة، وعلى بقاء رسالتهم فاعلة تنادي على الامة وتذكر بمجدها ودورها..
نعم كنت هناك واحسست بتفاؤل وبحيوية غابت لفترات وجاء اليوم يحوّل المعطيات على كل ما فيها من ضرورات للمراجعة الى فرص، فهؤلاء الشباب متحفزون مؤمنون بوطنهم وبرسالة سمو ولي العهد الذي يعملون معه كفريق ناجح..
الدكتور زيد بقاعين- مدير مكتب ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني .