عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
من المتابعة اعتقد ان هذه الزيارة التي قام بها الرئيس محمود عباس الى جمهورية مصر العربية قبل ثلاثة أيام والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي الامين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط وشخصيات امنية وسياسية أخرى، هي من انجح الزيارات للرئيس عباس وخاصة الى مصر، التي ظل الرهان على دورها قائما ومستمرا .. فقد وقفت مصر تاريخيا وما زالت تقف الى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية مباشرة وفي المحافل الدولية والإقليمية..
مصر احدى الروافع الاساسية لإسناد العمل الفلسطيني، فقد كان حضورها دائما ومستمرا..
زيارة الرئيس عباس الاخيرة لمصر مع انعقاد الدورة 158 للجامعة العربية وبحضور عربي ملموس ومؤثر أعاد للجامعة شيئاً من أدوارها فكانت هذه الدورة قد اكتسبت عودة الوعي او عودة الروح للقضية الفلسطينية خاصة في ظل رئاسة الاردن من خلال وزير الخارجية النشيط ايمن الصفدي للدورة القائمة وكلمته العميقة والمؤثرة ، فقد ظل الاردن شقيق القضية وتوأم فلسطين والساعي بهمها ورسالتها، وقد بلغ التنسيق أوجه بين الوزيرين الصفدي والمالكي الذي القى امام الدورة كلمة فلسطين والتي حملت الموقف الفلسطيني الذي عكس حجم العدوانية الاحتلالية الاسرائيلية التي ما زالت قائمة عبر موجاتها المختلفة المتمثلة في توسيع الاستيطان وعدم التوقف عنه، وفي بقاء الاسرى الفلسطينيين في المعتقلات وعدم اطلاق سراح حتى أولئك الذين جرى الاتفاق من قبل على اطلاقهم..
كلمة رياض المالكي كانت واضحة وفيها رسالة واضحة لكل الاطراف المعنية، وحملت الجامعة العربية مجددا مسؤولياتها التي بعثت حالة من التحرك قام فيها الامين العام للجامعة الذي التقى الرئيس عباس والوفد المرافق له في مقر اقامته، حيث اطلع ابو الغيط على جوانب عديدة تتعلق بالاوضاع في القدس والشيخ جراح تحديدا، وفي استمرار المخططات الاسرائيلية العدوانية والتوسعية..
مصر مع فلسطين وتدفع باتجاه تحقيق الاهداف الفلسطينية وخاصة سعي الرئيس عباس المستمر والصلب باتجاه الحصول على عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة ، وهي المهمة التي اعد لها الرئيس طوال العام القائم منذ الدورة السابقة للجمعية العامة للامم المتحدة حتى الآن، وسيحمل هذه الجهود التي انجزت عبر زيارات الرئيس عباس في رومانيا وفرنسا وتركيا واسبانيا ودول عربية وغربية عديدة الى الامم المتحدة في مطالبة تضع اسرائيل واطراف اخرى عقبات في وجه تحقيقها ، وهناك من لا يزال يشكك في امكانيات تحقيقها كما كان الامر بداية حين لم يلتفت الرئيس عباس الى المشككين ومضى للحصول على العضوية التي تحققت ’نذاك كعضوية مراقبة وهي تكتمل الآن بالسعي على عضوية كاملة ظل الفلسطينيون يعملون عليها باستمرار ودون انقطاع، وتؤيدهم دول عديدة عبر العالم..
ان عدالة القضية الفلسطينية واضحة ويحتاج السعي بها لإيصالها حيث تتحقق الى جهود كبيرة سياسية ودبلوماسية آمن بها الرئيس عباس وشكلت اجنداته الأساسية، فالشعب الفلسطيني كافح وما زال عبر اكثر من قرن من الزمان لنيل حقوقه واقامة دولته، وهذه الاهداف لا يجوز ان ينال منها مزاود او مناقص او اية شعارات مهما كانت..
وفد الرئيس عباس يتحلى بالقدرة والكفاءة وخاصة في المجال السياسي والدبلوماسي، حيث تبرز اسماء شخصيتين هامتين في ذلك هما وزير الخارجية رياض المالكي ومستشار الرئيس للشؤون السياسية مجدي الخالدي اللذين أعدا المطلوب للقاء الجامعة، وبلورا مهمة الرئيس عباس وحيث ستحتفي القمة العربية القادمة في الجزائر ايضا باستقبال الرئيس عباس الذي تلقى الدعوة اليها من المبعوث الجزائري رمطان العمامرة الذي وصل لتسليم الدعوة للرئيس ابو مازن..
زيارة ميمونه فيها حصاد وفيها زراعة ستؤتي أكلها، وما زال النضال الفلسطيني مستمرا رغم افتقاره لشريك اسرائيلي في المفاوضات ، ورغم استغلاق الافق السياسي الذي يعمل الرئيس عباس على فتحه متسلحا بكل القوى المحبة للسلام والمؤمنة بحق الشعب الفلسطيني في دولته وحريته وقدسه وتقرير مصيره..