عروبة الإخباري – أقيمت ضمن البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب الذي يقيمه اتحاد الناشرين الأردنيين بالتعاون مع وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى في المركز الأردني للمعارض الدولية مكة مول مساء أمس الاثنين ندوة بعنوان” فلسطين في القصة القصيرة الأردنية، بمشاركة عدد من الأدباء، والنقاد.
وقال أستاذ الأدب والنقد بجامعة فيلادلفيا الدكتور محمد عبيدالله إنه من خلال دراسته ومتابعته لحركة القصة القصيرة وجد أن تناول قضية فلسطين في الكتابة العربية له اسهاماته تتعدى ان تكون فلسطين موضوعا أدبيا، مضيفا أن نكبة فلسطين هزت العالم العربي، وهذا ينسحب على الاردن أيضا، حيث شهدنا تحول الأديب نحو الواقعية التي فيها وعي واستبصار للواقع.
وأضاف أن القصة القصيرة تناولت الاحداث الكبرى بأدوات الفن، كما أنها امتازت بوقة التأثير، ومعظم الكتاب الذين كتبوا القصة لهم اسهامات في الموضوع المشترك وهو فلسطين حيث تناوله عيسى الناعوري، ومحمود سيف الايراني، مشيرا إلى قضية فلسطين ما تزال مشتعلة ومتدفقة، والكاتب عليه أدب الالتزام بقضيته إذ أن فلسطين تستحق.
عميدة كلية إربد الدكتورة مريم جبر تحدثت عن دور المرأة في النضال وانعكاسه في القصة في الاردن، وكيف تشكلت هذه الصورة في القصة، وهل كانت ايجابية أم كانت سلبية، مبينة شخصية المرأة في الجانب النضالي لدى القاص احمد عودة في قصة التأثر من مجموعة “حين لا ينفع البكاء”، ولدى خليل السواحري، ومحمود شقير وغيرهم.
وقالت انه كل ما اقترب القاص من الواقع اكثر فاكثر بدأت تظهر صورة المرأة، حيث تقدم القصة القصيرة الدور الفاعل لها في الدور النضالي على انها عنصر مساعد، وليس عنصر رئيسي في عملية التحرر، وقد عمل الأدب على إعطاء الدور البطولة في المقام الأول للرجل على الرغن من مواكبة المرأة لشرارة الثورة ضد الانتدراب البريطاني في العشرينيات.
أما القاص مفلح العدوان فتطرق الى تجربة جيل التسعينيات مع القصة القصيرة، وجربة الكتابة في سياق المحتوى والتقنيات التي تم استخدامها في كتابة القصة والتي تختلف عما سبق، مشيرا إلى أن هذه المرحلة على المستوى السياسي والتنظيمي تميزت بحدوث ارباك سياسي بفعل ما حصل في المنطقة من اتفاقيات اوسلوا، واتفاقية وادي عربة، وان الحديث عن القصة القصية في الاردن يجب ان لا نعزله عن هذا السياق السياسي.
وقال إن فلسطين لم تذكر صراحة في كتاباته وانما كانت موضوعا في القصة، وتحدث عن تجربته في الكتابة لفلسطين من داخلها من خلال كتابه “سماء الفينيق.. رحلتي إلى فلسطين”، وكيف كانت المشاهدات قاسية وصعبة في تعامل المجتمع مع المحتل، وكيفية التعامل مع الفلسطيني الذي نكتب عنه من خلال الذاكرة أو من خلال ذاكرة المجتمع نفسه.
وخلال الندوة، قرأت القاصة سوار الصبيحي نصّين لها تحضر فلسطين فيهما، وقدمت شهادة حول علاقته بفلسطين داخل أسرتها.
وكان القاص محمد جميل خضر الذي أدارة الندوة، قد أشار إلى أن فلسطين هي عنوان وحدة، وقصصها، والقصص حولها، قاسم مشترك أعظم عند معظم كتّاب القصة القصيرة في الأردن، وان لكل قاص أردني فلسطينه الخاصة به، فقد تكون فلسطين قاصة أو قاص الوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية في القدس، وقد تكون بطولات الجيش الأردني عند عتباتها وحول أسوارها هي فلسطين، وقد تكون مذبحة كفر قاسم، أو بطولات قرية فلسطينية في مواجهة العصابات الصهيونية.