عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
نعم كبّر حجرك الآن.. فهذا حجر كل شعبك الذي يريد ويستحق ان يكبر حجره حين يريد البعض ان يدوس على طرفه ممن ينكرون حقه في الصمود والمقاومة والحرية.. نعم تستطيع ان تخاطب الاتراك الذين يحترمون مواقفك.. قلتها مرة لا نريد ان نكبر حجرنا ولكنهم لم يفهموك، وحين بقيت البحصة في المانيا تشنج هذا العالم المتحالف مع الجريمة، والذي لا يريد قادته ان ينظروا الى عوج رقابهم وادمانهم الجريمة.
كنت صادقا في المانيا حين ادركت ضرورة ان تقول وان تكشف عن الغطاء الأسن الفاسد، وان تضع نقاطا وتسمى الاشياء بأسمائها .. اردت لرسالتك ان تصل بعد ان هزّ حجرك البركة الراكدة الآسنة ليتذكروا ويعيبوا عليك ان تقول (آخ) او (آه)…
نعم كنت شجاعا واذا كانت الظروف القاسية وانحراف العدالة في العالم قد اجبرك ان تبرر فإن ما قلته هو الصح، وقد استعملت الحجر الكبير لأن شعبك يحتاج لذلك..
يا أبا مازن.. هذا زمن رديء .. زمن انفض كثيرون ممن حسبوا على الامة من حولك وتركوك تواجه هذه العدوانية القذرة الشرسة التي واجهها شعبك منذ عام 1882 وما زال واخذ على مسؤوليته الصمود نيابة عن الامة كلها..
لا يضيرك ما فعلو طالما بقي ايمانك ثابتا راسخا.. والذين تلوثت أيديهم بالقتل لا يحق لهم ان يلوموك حين تكشف عن الايدي الملطخة بدماء شعبك مما ارتكب من مجازر وصفتها بالهولوكوست.. انه الهولوكوست الفلسطيني المستمر منذ اكثر من سبعين سنة، وهم لا يريدون ان يروه بل يستكثرون ان تصفه..
استفاقت الجامعة العربية تهذي بسطر واحد من الاستنكار، ظلت تهدي بمثله سنوات قبل ان تتوقف، وهناك من صمت من العرب صمت القبور.. وخاف ان يحاسب إن وقف الى جانبك او التقط صورة معك..
انت اليوم في تركيا التي لا تنسى القدس حتى وان تحشرجت، وهي ترى موجة التطبيع العربي الجديدة غير المبررة تقوم ليستشهد بها الاعداء ويحتمون في دخانها..
انت لا تريد اسلحة لا من العرب او غيرهم من المسلمين، تريد مواقف سياسية ومواقف حق الى جانب العدل والقضية والعروبة والإسلام، فأين ذلك؟ تكتفي منهم بالقليل وتأخذ عليهم التواطؤ ووضع الرؤوس في الرمال ..
لا تريد لتركيا او غيرها من الدول الصديقة وحتى الشقيقة ان تنسى مصالحها، وان تضحي بأكثر مما تستطيع من اجل القضية التي يتحدثون عن مركزيتها واهميتها لهم، ولكنك لا تريدهم ان ينسوا مبادئهم وان يترجموا شعاراتهم.
حاول النازيون الاسرائيليون الذين يديرون الاحتلال ان يصطادوا في تصريحاتك في المياه التي ارادوا تعكيرها مع المانيا، وهم الذين ابتزوا وما زالوا يبتزون الشعب الالماني في كل يوم، وقد وجدوها اي في تصريحاتك فرصة سانحة لتوظيفها في مزيد من الابتزاز والتركيز بالمحرقة والهولوكوست ..
ورغم ان الشعب الفلسطيني لم يرتكب الهولوكوست في المانيا وليس له علاقة، بل انه تعاطف في حينها مع اليهود وظل دائما كما العالم يشجب المذبحة ويستنكر من يرتكبون المجازر، وقد دفع دائما ثمنا من دم ابنائه الذين ارتكبت بحقهم مجازر زادت عن الخمسين ما زالت ماثلة في التاريخ .. و يأتي من يذكره بعملية ميونخ وينسى مئات المذابح والمجازر، وكأن الذي قتل الرياضيين الاسرائيليين ليسوا الشرطة الألمانية، ومن ارادوا ان يفكوا حجز الرياضيين في التنكر للشروط والاتفاقيات فوقعوا في جريمة القتل..
لم يقتل الرصاص الفلسطيني الرياضيين الاسرائيليين بل ان الذي قتلهم هو الرصاص الألماني يا فخامة الرئيس حين يخرج عليك هذا الزعيم الغُر الموصوف بالمستشار ليأخذ عليك صرخة الالم بدل ان يتعاطف معك ومع ضحايا شعبك، انه النفاق يا فخامة الرئيس نفاق القادة الذين يدفعون ثمن جلوسهم في مقاعدهم بعد ان يتنكروا لكل الحقائق..
ما جرى يجعلنا نترحم على عصر الزعيمة ميركل التي حفظت الى حد كبير ماء وجه المانيا واخذتها بعيدا عن التلوث في محاولة منها ان تنقذها، لكنها لم تنجح الان ونحن نرى اعمال خلفها الذي اصيب بلدغة وكأنه القاتل..
نعم من حقك ان قلت ما قلت وقد وصلت رسالتك.. وكثيرون في العالم سينتهجون نهجك ان اجلا ام عاجلا ليتخلص الشعب الالماني من الابتزاز المقيت، وعندها سيغرق اولئك الذين رعوا الارهاب ودافعوا عن منابعه..
أبو مازن.. كبّر حجرك!!
11