عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
سواء عبس المستشار الالماني اولاف شولتز اثناء حديث الرئيس عباس امامه أم لم يعبس، او اعجبه الكلام او لم يعجبه على رأي الصحف الاسرائيلية ومن استقى فيها فإن الرئيس لا تعوزه الشجاعة ليقول الحقائق الماثلة عن الجرائم الاسرائيلية المرتكبة يوميا منذ بدايات الغزوة الصهيونية على فلسطين..
الرئيس عباس يخاطب الالمان جميعا ويخاطب العالم عن ما ترتكبه إسرائيل، ووصفه بأنه “الهولوكوست” (اسرائيل ارتكبت منذ عام 1947 حتى اليوم 50 مجزرة في 50 موقعا فلسطينيا.. 50 مجزرة 50 “هولوكوست” ..
بعض القادة الالمان وحتى الاوروبيين ما زالوا “مضبوعين” بالهولوكوست الذي اصبح شرط قبولهم الاعتراف به، بل والاتجار فيه خدمة للصهيونية والادارة الامريكية، ولا يريد العالم ان يرى مجازر اسرائيل وارهابها ضد الفلسطينيين، وهو ما زال قائما ولكنه يقدس “الهولوكوست” ضد اليهود في المانيا ويعتبر انكاره جريمة، فقد اصبح الاعتقاد بالهولوكوست عقيدة لم يخرج عنها الا وزير الخارجية الروسي الذي كشف عن نسب هتلر دون ان يعلق الالمان..
الرئيس عباس اراد توظيف الزيارة التي قام بها الى المانيا الى جانب تأكيد الحقوق الفلسطينية وعلى رأسها حقه في دولته المستقلة عشية سفر ابو مازن الى الامم المتحدة لاستخراج شهادة ميلاد كاملة تعترف بالدولة الفلسطينية اعترافا تاماً وليس دولة مراقب، وايضا الدعوة لطلب مساعدات ألمانية ظلت المستشارة السابقة ميركل حريصة على تقديمها..
هناك رأي عام الماني يتفهم القضية الفلسطينية واراد ابو مازن تذكير هذا الشعب الالماني الذي جرى وما زال يجري ابتزازه بأن اسرائيل دولة ابارتايد (عنصرية) وعليها التوقف عن ذلك، وهذا لا يكون إلاّ بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة نصت عليها قرارات الامم المتحدة ..
الزيارة لألمانيا كانت ناجحة ومخطط لها ومرتبة رغم التشويش الاسرائيلي والصهيوني الذي اطلقته اللوبيات المناصرة لإسرائيل، واعتقد ان ايجاز الزيارة على لسان الدكتور مجدي الخالدي مستشار الرئيس عباس للشؤون السياسية كان واضحا وكافياً..
في نفس البعد كانت هناك قبل ايام زيارتان ناجحتان الى رومانيا حيث التقى الرئيس عباس مع الرئيس الروماني كلاوس يوهانس في بوخارست وفعل اتفاقيات ووقع اخرى وكسب المزيد من التأييد الروماني لفلسطين، واتصلت تلك الزيارة مع زيارة الى فرنسا التقى فيها ابو مازن مع الرئيس الفرنسي ماكرون ليضع الفرنسيين في صورة ما ترتكبه اسرائيل من جرائم ضد الفلسطينيين، ويصحح خطأ القول الفرنسي بأن اسرائيل في عدوانها الاخير على غزة تدافع عن نفسها..
حصاد الزيارات الذي انجزه الرئيس عباس فيه تراكم ومكاسب وتأكيد على نهج الرئيس الذي ظل يؤمن به بشجاعة الى جانب دعوته شعبه الى مقاومة شعبية واسعة هي من حقه، وعلى الشعب ان يختار اشكالها ووتائر تصعيدها..
انطباعات الرئيس عن زياراته الاوروبية رومانيا وفرنسا والمانيا واخرى غيرها قد تقع الايام القادمة عبّر الرئيس عن نتائجها بارتياح، وسينقل نتائجها الى قيادته التي اتخذت قرارات هامة برسم التنفيذ في ايلول القادم لإعادة النظر في العلاقة مع الولايات المتحدة، ان لم تغير مواقفها عمليا من فلسطين، وكذلك اعادة النظر جذريا مع اسرائيل ان لم تتوقف عن ممارساتها وتبدأ حوارا يفضي الى ازالة الاحتلال وليس تكريسه او البحث عن حلول تتعلق بالمساعدات او تحسين الوضع المعيشي الذي تجعله اسرائيل اسوء في كل يوم..
ان الممارسات الاسرائيلية الارهابية المتزايدة كل يوم والقتل بدم بارد للشباب الفلسطيني والامثلة على ذلك كثيرة.. هذه الممارسات لا بد من فضحها ولا بد ان يكون هناك موقفا سياسيا عربيا على الاقل يفضح النهج الاسرائيلي ولا يسكت عليه او يتماهى فيه كما فعل المطبعون الجدد..
الرئيس عباس ما زال يحقق الكثير من الخطوات على طريق الاستقلال الفلسطيني وعلى القوى التي تعرقل المشروع الوطني وتشاغب عليه ان تدرك ان خياراتها اصبحت مكشوفة وان شعبنا يدرك الاساليب التبريرية في تعطيل وحدته واعادة بناء صفه، فهذه الزيارات تأهيلية للخطوات القادمة بامتياز..
المقاومة في الضفة في احسن حالاتها، ولا تزايد السلطة او فتح فيها على احد وانما تحض وتطلب وتحرص في حين ما زالت قوى التعطيل والمزايدة والتدمير تخلق الذرائع وتغلف الاحتلال بمواقف لم تعد تخفى، خاصة على شعب غزة الذي عانى عدة حروب لم يتمكن “المدمنون” فيها على فك الحصار عن القطاع او تقدير كلفة ذلك بدل استمرار زج شعبنا في المحرقة!!