عروبة الاخباري- كتب سلطان الحطاب
حماس التي حرّفت النص الوطني يوم استهدفت الحركة الوطنية الفلسطينية بالتقويض والحقت بها ابشع الاضرار منذ الرئيس عرفات حين أعلنت المقاومة ضد المشروع الوطني واستهدفت التزاماته..
حماس هذه تنكشف الان واتمنى ان يكون تقديري خاطئا فتبطله بمواقف عملية..
ولكن هذا الانكشاف يتبدى الان حين يرفع من اذان حماس مقولة “حيّ على الجهاد” وتحل محلها مقولة طلب السلطة والحكم ولو في قطاع الـ 300 كم2.. المهم ممارسة الحكم ومناكفة السلطة ورفض اعادة اللحمة..
تتخلى حماس عن حلفائها في الجهاد الاسلامي وتخذل كتائب سرايا القدس وتتركها مكشوفة الظهر لتسقط مقولات المقاومة وتذهب باتجاه نهج اخر لتعرض بضاعة لمن يشتري منها صورة جديدة بدأ الامريكيون يفتشونها بقولهم بدأت حماس مشوار الاعتدال وهو المشوار الذي لن يتوقف حتى تصبح حماس في الجيبة الامريكية بعد ان ساعدت اسرائيل في اعادة رسم صورتها، وتأكدت من طبيعة موقفها الجديد الذي قال عنه وزير الحربية الاسرائيلي ان حماس ملتزمة وغير معنية في الرد، واننا نريد فقط الجهاد الإسلامي..
لماذا يا حماس ولماذا الان والقطاع في حصار ظالم أنت سببه، ولماذا بعد كل هذه الخسائر يخرج من يطرح فلسفه الحكم في حماس ومفهوم “عنز ولو طارت”
نعرف ذلك منذ البداية ولم تستطع كل الاهازيج ولعبة الصواريخ ان تخفي ذلك، وحتى معركة “سيف القدس” كانت تستهدف السلطة وصورتها اكثر من استهداف إسرائيل، وجاءت لترد على من انجزه المقاومون السلميون في القدس قبل تدخلها وتحرج الاطراف وتبرر الهجوم الإسرائيلي..
المعركة الان على غزة وهي أولى بالدفاع عنها، وعلى حماس التي ترهن غزة وسكانها ان تبرر بغير ذلك الاسلوب موقفها .. فإما ان تقاوم مع المقاومين واما ان تنصرف لمن هم يعملون في العمل السياسي والنضالي وبجدارة قبلها بسنوات، ولهم رصيد كاف ولم يترددوا في العمل في الشيخ جراح وجنين حين تطلبت المقاومة ذلك، فما زالت السلطة تدعو للمقاومة الشعبية واسعة الاطياف والتي تصلح لمرحلة النضال الفلسطيني دون مزايدة..
اعتقد ان انكشاف حماس امام الشارع الغزي اولا والفلسطيني كله يستوجب ان تخرج حماس من جبتها، فقد انتقد وضوءها ولا تستطيع الصلاة الا بوضوء جديد هو المقاومة التي ادعت انها رأسمالها، فهي لا تستطيع ان تكون بدونها ان كانت صادقة وكانت تسمي حماس..
اذا ما ظلت حماس على صمتها امام العدوان على شعب ترهنه باسم الحصار الاسرائيلي فإن على شعب غزة ان يحاكمها لأنه لم يطلب منها ذلك، وهي التي وضعته في حالة الحصار فلا يجوز لها ان تأخذ مفاتيح سجنه وتذهب لرضى السجان..
انا لا اهاجم.. انا اقول ما لا يرغب البعض قوله، لان اطفال غزة ليسوا وقودا لحماس التي لا تملك بعد اليوم خطة للمقاومة، وانما خطة للتخريب على الحركة الوطنية الفلسطينية في مساراتها المختلفة… لقد وقع الانكشاف والمية تكذب الغطاس..