عروبة الاخباري – كتب سلطان الحطاب
اداء أمل جادو شكعة من الخارجية الفلسطينية لم يكن عادياً حين تحدثت عن المرأة الفلسطينية والاحزاب السياسية متناولة جزءا من التجربة الفلسطينية ودور المرأة الفلسطينية وصمودها ومعاناتها وما تواجهه من عقبات، وموروث يعترض دورها المميز ونضالها المستمر وخصوصيته ..
وكانت مجموعة كبيرة من المشاركات من العالم العربي ودول اخرى قد قدمن تجاربهن مشفوعة بقصص نجاح وقدرة على التخطي للتحديات في العمل الحزبي السياسي.
المؤتمر الذي اقيم بتنظيم من اللجنة الوزارية لتمكين المرأة بالشراكة والتعاون مع هيئه الامم المتحدة للمرأة و برنامج الامم المتحدة الانمائي مكّن النساء المجتمعات من العرض لتجاربهن مرتبطة في سياق دولهن وحالة المرأة في بلدانهن.
وكانت السيدة امل التي لفتت كلمتها انتباهي قد مثلت وزارة الخارجية الفلسطينية من خلال موقعها كأمين عام للخارجية ، وكسيدة نشيطة تحمل عدة تجارب من مسيرتها الغنية.. فهي سفيرة وهي كانت ايضا شغلت مساعدا للوزير رياض المالكي ووزير الخارجية لشؤون اوروبا ، وتخرجت من جامعة بيت لحم وتحمل درجة الماجستير من بير زيت بعد أن درست في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية في القانون الدولي والعلاقات الدولية..
ونظير عملها المميز منحها الرئيس الإيطالي وسام فارس نجمة إيطاليا ..
كما نقلت من العمل في رئاسة الوزراء الفلسطينية الى ديوان الرئاسة الفلسطيني، وكانت من قبل قد عملت في مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية لدى الولايات المتحدة قبل ان تنقل الى وزارة الخارجية الفلسطينية، والى ان كلفت بمهام وكيل الوزارة..
السفيرة الجميلة والمتواضعة في سلوكها ولدت في مخيم عايدة ومنه الى هرم الدبلوماسية الفلسطينية، وهي سيدة مبدعة قادرة على نقل رسائلها السياسية التي تؤمن بها بجدارة ولغات عميقة وواضحة..
تحدثت مع السيدة المثقفة قبل ان انتقل الى قاعة المؤتمر لاستمع لورقتها المرتجلة عن المرأة الفلسطينية في العمل السياسي، وما تواجهه من الاحتلال الإسرائيلي، وللدور الاستعماري الذي تقوم به سلطات الاحتلال حيث تحرم المرأة الفلسطينية وخاصة العاملة في مجال الاحزاب والعمل السياسي والوظيفي الكثير من حقوقها الطبيعية..
القت السفيرة امل كلمتها واقفة امام الجمهور، وخاطبته بعد ان طلبت من الجميع وقوف دقيقة حداد على روح الشهيدة شيرين ابو عاقلة ،حيث ضجت القاعة بالتصفيق الذي عاد مرة اخرى بعد انتهاء كلمتها..
كانت امل خير ممثلة لفلسطين حيث استعملت لغة موضوعية هادئة في شرح معاناة المرأة الفلسطينية من الاحتلال وفي تحقيقها لمكاسب واسعة في التمثيل الفلسطيني وخاصة في وزارة الخارجية ، حيث قالت: ” ان المرأة في فلسطين تتعرض لكل انواع العنف السياسي من قبل المحتلين وانها ضحية القتل والاعتقال وعنف المستوطنين، وتعيش ضمن بيئة فصل عنصري، وان شيرين ابو عاقله مثال صريح على ما تعانيه المرأة الفلسطينية بسبب الاحتلال الغاشم”.. وهناك تحديات اخرى تؤثر في عمل المرأة الفلسطينية بالشأن السياسي كالموروث الاجتماعي..
ومن المكاسب ان القانون يمنح المرأة نسبة 25% من مقاعد المجلس التشريعي، وبنيت ايضا ان المرأة الفلسطينية تحظى بنسبة عالية من المواقع في الخارجية الفلسطينية وفي موقع السفير على وجه التحديد، وان ذلك يجد صداه عبر العالم..
امل التي بدأت متفائلة ارادت ان تترك للمؤتمر توصيات مهمة من خلال اتصالاتها العديدة بممثلات دول عربية واجنبية ومع المنظمين للمؤتمر، حيث أثنت على دور الحكومة الاردنية والمسؤولين الذين خضروا المؤتمر مؤكدة على عمق الروابط التي تربط القيادتين الفلسطينيين والاردنية والشعبين الفلسطيني والأردني، ومثمنة دور المملكة السياسي تجاه فلسطين وقضيتها والوقوف الى جانب حل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة..
امل جادو السيدة العصامية المثابرة خير من مثل المرأة الفلسطينية عبر المحافل المختلفة، فقد تركت اثارا ايجابية في خدمة قضيتها عبر عشرات اللقاءات السياسية والاجتماعية والعامة التي دعيت لها في مختلف انحاء العالم..
امل تتوزع اقامتها بين رام الله حيث تعمل ويعمل زوجها وليد غسان الشكعة في نفس حقل الدبلوماسية، وبين نابلس حيث بيتها ايضا ولها في التوفيق ما بين عملها واسرتها تجربة ايضا لم يكن محلا لشرحها ، فقد كان التركيز على تجربة العمل السياسي ودور المرأة فيه..