عروبة الإخباري – كثّفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة بوتيرة متصاعدة ومتسارعة مصادقتها وإقرارها لمخططات استيطانية تستهدف مدينة القدس المحتلّة شملت إقامة وحدات وأبراج استيطانية شاهقة وبناء مراكز وفنادق سياحية وحدائق مائية ضخمة ومتنزهات، ورصدت لذلك مليارات الشواكل.
ولم يكن إقرار مجلس إدارة مستوطنة “معاليه أدوميم”، كبرى المستوطنات الإسرائيلية في القدس المحتلّة، مشروعًا استيطانيًا ضخمًا لإقامة حديقة مائية ضخمة وفندق في المنطقة الصناعية “ميشور أدوميم” على الطريق بين القدس وأريحا آخرها، بل هناك عشرات المشاريع التي ما تزال تتنظر الموافقة والتنفيذ.
وكشفت مصادر إسرائيلية النقاب عن مشروع استيطاني ضخم في مستوطنة “ميشور أدوميم” شرقي القدس، يتضمن حديقة مائية ضخمة وفندق يضم حوالى 1000 غرفة على مساحة 100 دونم.
وبحسب الخطة الإسرائيلية “سيتمّ بناء مجمع ضخم على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وعلى جدول الأعمال: فندق، حديقة مائية جديدة مع 21 منزلقًا، ستة حمامات سباحة، وحديقة ألعاب”.
استيلاء وتوسيع
ويأتي المشروع الجديد ضمن مخطط استيطاني كبير يستهدف المنطقة الشرقية للقدس؛ بهدف توسيع ما يسمى “حدود بلدية القدس”، والاستيلاء على أكبر عدد ممكن من الأراضي الفلسطينية في تلك المنطقة، كما يقول المختص في شؤون الاستيطان، رئيس لجنة الدفاع عن أراضي شرق القدس بسام بحر.
ويوضح بحر، أنّ سلطات الاحتلال تسعى لمصادرة نحو 67 ألف دونم شرقي المدينة، تبدأ من قرية “مخماس” حتى شرق بلدة “السواحرة” والسيطرة عليها بشكل كامل.
ويشير إلى أنّ تنفيذ المخطط يقوم على شقين “سرقة الأراضي، وترحيل التجمعات البدوية الواقعة بالمنطقة الشرقية، بغية التوسع الاستيطاني وإقامة مستوطنات وبؤر استيطانية جديدة، وأيضًا فنادق سياحية وألعاب وحديقة مائية”.
وبحسب بحر فإنّ الاحتلال أعلن عن عدة مشاريع استيطانية وتهويدية شرقي القدس، تتضمن إقامة مراكز تجارية وترفيهية وحدائق وفنادق، وفتح أنفاق جديدة.
وتخطط سلطات الاحتلال أيضًا لبناء جسر جديد يبدأ من مستوطنة “معاليه أدوميم” حتى بلدة الزعيم؛ وذلك لفصل المستوطنين عن الأماكن العربية في المنطقة.
ووفق الخطة الجديدة، فإنّ المجمع الاستيطاني سيشمل إقامة 1000 غرفة فندقية، وحديقة مائية داخلية مع 21 منزلقًا مائيًا، وستة مسابح، ومجمع أزياء مساحته 8000 متر مربع، ومدرجًا يتسع لـ 4000 مقعد، ومجمع مطاعم، وثاني أكبر حديقة ألعاب في العالم (بعد اليابان). بحسب ما ذكره موقع “واي نت” العبري.
وأضاف “لأول مرة منذ عقود، سيتم افتتاح حديقة مائية مبتكرة تسمى (ووتر كاس) في إسرائيل، والتي ستكون مفتوحة للزوار على مدار العام”.
وأشار إلى أنّه “سيتم استثمار حوالي 1.5 مليار شيكل في المشروع الجديد وينتمي إلى مجموعة كاس، المملوكة من قبل هانوش كاس، حيث فازت المجموعة بالمناقصة، والتي تقدر قيمتها بـ 60 مليون شيكل، لشراء 100 دونم في حديقة إسرائيل في معاليه أدوميم”.
مخاطر كبيرة
ولهذه المشاريع، كما يحذر المختص في شؤون الاستيطان، مخاطر كبيرة على المدينة المحتلة؛ كونها تستهدف الاستيلاء على مزيد من الأراضي، وترحيل السكان البدو، وإقامة جدار في المنطقة الشرقية، وبوابة شرقي بلدة العيزرية، بما يؤدي لفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، والقضاء على إمكانية لقيام دولة فلسطينية.
ويؤكد أنّ الاحتلال يريد من خلال تصاعد الاستيطان “أسرلة” مدينة القدس المحتلّة، وتفريغها من سكانها، وإقامة أحياء استيطانية جديدة؛ لجلب أكبر عدد من المستوطنين إليها من ناحية، وأيضًا الاستيلاء على المسجد الأقصى المبارك، وتنفيذ مخططاتهم من اقتحامات وصلوات، وغيرها من ناحية أخرى.
ويلفت إلى أن هناك يوميًا قرارات إسرائيلية للاستيلاء على أراضٍ في القدس ومحيطها، وتوسيع مستوطنات خاصة في المناطق (الشمالية، الشرقية والجنوبية)؛ لأجل فرض طوق أمني حول المدينة، وحسم الموضوع الديمغرافي، وصولًا للاستيلاء عليها بشكل كامل.
ولمواجهة هذه المخططات، يشدد بحر على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية، وتكثيف الحراك والالتفاف الشعبي عبر توحيد الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه ومكوناته، كما حدث العام الماضي، خلال أحداث المسجد الأقصى والشيخ جراح، وإفشال مخططات الاحتلال، بما فيها مخطط “البوابات الإلكترونية”.
ويضيف “يجب دعم صمود المقدسيين والفلسطينيين ماديًا ومعنويًا، وخاصة في التجمعات البدوية، والتي تشكل شوكة في حلق الاحتلال لصمودها وثباتها، ولابد من هبة شعبية فلسطينية من أجل مقاومة كافة المشاريع الاستيطانية”.
تحذيرات من مخاطر المشروع الاستيطاني الجديد شرقي القدس
8