عروبة الإخباري – تصوير اشرف محمد
أحيت الفرقة التونسية «مجموعة محمد علي بن الشيخ»، على مسرح مركز إربد الثقافي مساء يوم الخميس الماضي، أولى حفلات الأيام الثقافية التونسية والتي تستمر أربعة أيام، وذلك ضمن احتفالات إربد العاصمة العربية للثقافة للعام 2022.
وجرى الحفل برعاية وزيرة الثقافة هيفاء النجار، والسفير التونسي لدى الأردن خالد السهيلي، وبحضور محافظ إربد رضوان العتوم، ورئيس بلدية إربد الكبرى الدكتور نبيل الكوفحي، وأمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري ورئيس المكتب التنفيذي لإحتفالية إربد المهندس منذر بطاينة وعدد من نواب محافظة إربد، ومدير ثقافة إربد عاقل الخوالدة وأبناء الجالية التونسية في الأردن، وحشد من الفنانين والمثقفين والمواطنين الأردنيين.
وألقت النجار خلال حفل الافتتاح الذي أداره الشاعر أحمد طناش شطناوي كلمة رحبت فيها بالحضور والسفير التونسي وأعضاء الوفد التونسي، وقالت «أن إربد وعمان والكرك والطفيلة وجميع المحافظات الأردنية ترحب بكم اليوم، لأننا نؤمن أن الأردن وتونس وعلى مستوى القيادة والشعب والثقافة على مسافة واحدة من التحضير للمستقبل، وهذه الأسابيع الثقافية في إربد العاصمة العربية للثقافة، ستستمر على مدار العام وعلى مدى الأعوام القادمة كاستدامة للمشروع الثقافي الأردني الذي نسعى لاستمراره أعوام وأعوام».
وأضافت «أن المئوية الأولى من عمر الدولة الأردنية قدمت دولة المؤسسات والدستور، وفي المئوية الثانية نستعد ونحضر للبناء ضمن رؤى واضحة وعمل دائم وتشاركية كاملة، فكما هو عرار رمز الثقافة العربية الأردنية قادرون على تجديد المئات من الشعراء والمثقفين من محافظة إربد وجميع محافظات المملكة».
وأشارت النجار لإلى أن تنظيم الأيام الثقافية التونسية في رحاب إربد عاصمة الثقافة العربية هو خير دليل على عمق وأصالة العلاقات الأخوية التي تجمع بين البلدين، وهي خير مثال على توثيق روابط التعاون بين البلدين الشقيقين.
كلمة الوفد التونسي ألقاها رئيس الوفد مهدي النجار وجاء فيها «يشرفنا الحضور اليوم لنفتتح وإياكم الأيام الثقافية التونسية، ولنساهم بالاحتفال بإربد العاصمة العربية للثقافة التي تم اختيارها تقديرا لعراقتها، فهي عروس الشمال وأقحوانة الأردن ولها رصيد ثقافي هام». وأشار إلى اختيار الشاعر عرار كرمز ثقافي للاحتفال وكرمز عربي يحمل في طياته اعتزازا بالجميل لكل المثقفين العرب ودورهم في المحافظة على الهوية الثقافية، فتنظيم الأيام الثقافية التونسية اليوم هو خير دليل على عمق وأصالة العلاقات التاريخية والتواصل بين الشعبين، وذلك لإظهار المخزون الثقافي من الفنون والآداب والمساهمة في دعم الثقافة العربية التي تبرز مختلف الاتجاهات والمدارس الفكرية والفنية التونسية، وتحقق معادلة الانفتاح على الثقافات الأخرى.
كما وجه النجار دعوة للحكومة الأردنية والمثقفين الأردنيين للمشاركة في فعاليات المهرجانات التونسية الصيفية هذا العام للارتقاء بالثقافة العربية .
واشتملت فعاليات الحفل على عرض موسيقي لمجموعة محمد بن علي الشيخ من الموروث الثقافي التونسي «الصوفي»، وهو اللون المألوف بالبلاد التونسية والمستوحى من العادات والتقاليد التونسية التي تمثل مختلف مجالات الحياة في تونس.
وكانت الوزيرة النجار قد استهلت حفل الافتتاح بافتتاح مجموعة من المعارض الفنية في قاعة المعارض في مركز إربد الثقافي ومنها معرض الخط العربي الذي يحتوي على مجموعة من النقوش والمسكوكات والمخطوطات المعروضة بالمتاحف والمكتبات ومراكز البحث التونسية، ومعرض التجارب الغامرة الذي استخدمت فيه تقنية الواقع الافتراضي لعرض العديد من المواقع والمعالم الأثرية والمتاحف التونسية، ومعرض الخزف الفني الذي ضم أعمالا لمجموعة من الفنانين التونسيين ومنهم عبدالسلام المشرفي، أمل الخذيري، محمد اليانقي ومحمد حشيشة، وورشة صناعة الفسيفساء التي عرضت من خلالها لوحات أثرية فسيفسائية تعرض حاليا في سائر المتاحف التونسية وتعكس خصوصية المخزون الثقافي التونسي، وتميز إبداعات مثقفي وفناني تونس في مجالات الفنون وإسهاماتهم المختلفة في إثراء الساحة الثقافية العربية.
يشار إلى أن الأيام الثقافية التونسية تتضمن عرضا لأشرطة حول المواقع والمعالم التاريخية التونسية في مركز إربد الثقافي وعلى مدار الساعة، وأمسية أدبية أردنية تونسية مشتركة مساء يوم غد الجمعة في بيت عرار الثقافي، وعرض فيلم وثائقي بعنوان «على السكة» للمخرجة أريج السحيري، وأمسية شعرية أردنية تونسية مشتركة مساء اليوم السبت في قاعة نادي الشيخ حسين في الأغوار الشمالية، إضافة إلى عرض فيلم وثائقي بعنوان «الرجل الذي أصبح متحفا»، للمخرج مروان الطرابلسي، وندوة حول الجذور الثقافية للسينما التونسية في قاعة المكتبة في مركز إربد الثقافي يوم الأحد القادم.