من المفترض في حركة حماس التي تدعي المقاومة أن تتوقف عن إعتقال وملاحقة الإعلاميين والكتاب والصحفيين والفنانين وكل أصحاب الرأي الآخر، شهرين مضى على إعتقال فنان الكاريكاتير المبدع هاني رمضان، الذي يعتمد على على توجيه الإنتقاد السياسي من خلال تسجيلات فنية تعبيرية، تلك اللوحات الفنية والتقنية الناقدة سواء للقضايا السياسية أو الإقتصادية والإجتماعية، سامحه الله الفنان الفلسطيني هاني رمضان، لم يدرك بأن التنظيمات التي تدعي الإسلام السياسي تعتبر نفسها غير قابلة للانتقاد أو حتى الاستماع إلى الرأي الآخر، وحركة حماس تعتبر نفسها فوق النقد بل وتعتبر أن قطاع غزة بعد الانقلاب العسكري الدموي منذ خمسة عشر عاما بأن البشر والحجر في قطاع غزة بشكل مطلق ملكية خاصة حسمة برصاص الحي وتم إعتبار غزة ومن عليها محمية خاصة تمتلك حماس الملكية الفاعلية دون رقيب أو حسيب على غرار الأنظمة الاستبدادية في دول العالم الثالث.
وعلى غرار داعش ونصرة ومختلف المسميات للجماعات التكفيرية، لقد تم خلال 15عاما إعتقال مئات الأشخاص من مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية ومن الفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة، إضافة إلى إستدعاء أي مواطن او مواطنة للأستدعاء الأمني من قبل الأجهزة الأمنية لحركة حماس الأمن الداخلي أو الأمن المرتبط في جهاز كتائب القسام، وسؤال الذي يفرض نفسه لماذا لم تتمكن حماس من إكتشاف العملاء داخل الأجهزة الأمنية لحركة حماس والذين تمكنوا من الهروب عند الإحتلال الإسرائيلي،وفي سياق آخر لم يشهد قطاع غزة منذ عشرات السنوات حالات الانتحار، فقط في عهد حماس مئات حالات الانتحار بين المواطنين ومن مختلف الأعمار وخاصة فئات الشباب والشابات، إضافة إلى الهجرة إلى أقصى بقاع الأرض هروب من جحيم وحكم حماس مئات حالات الوفاة خلال محاولات الهجرة إلى دول العالم عبر البحار، هربوا من جحيم حماس، وفي نفس الوقت لا نستطيع أن نغيب دور حماس في قطاع غزة من خلال التصدي للاحتلال الإسرائيلي في العدوان المتكرر على قطاع غزة، وتدمير آلاف المنازل ومئات البنايات السكنية والتجارية والأبراج التي تم تدميرها في عملية سيف القدس وفي مختلف الحروب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة فقد استشهد آلاف المواطنين الفلسطينيين، إضافة إلى المصابين والجرحى، والحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه بأن حماس وقيادتها لا تزال على قيد الحياة وترفع أشارت النصر من أصبع “السبابة”.
لكل هذه الانتصارات العظيمة التي حققتها حماس، علينا أن نتجاوز سلوك وممارسات حماس في قطاع غزة بشكل مطلق وبأن يدفع المواطنين الضرائب والرسوم وكل ما يخطر في بال مؤسسات الجباية المعتمدة من قبل حكومة حماس الإبداعية، لذلك وفي العودة إلى إعتقال الفنان الفلسطيني الفلسطيني هاني رمضان كان أولاده وأسرته ينتظروا خروجه قبل الساعات الأولى من عيد الأضحى المبارك كم يتم في مثل هذة المناسبات الإفراج عن الموقفين كم هو حال الدول العربية والإسلامية ولكن لم تخضع إلى مثل هذة المناسبات والمواقف الإنسانية ، قد لا يتمكن أصحاب الرأي في قطاع غزة من التعبير أو الاحتجاج فقد يلحق بهم أضرار او الاستدعاء أو الإعتقال تحت أي بند أو تهمة تنتظرهم، لذلك نطلب من أصحاب الرأي والفكر والفنانين والإعلاميين داخل الأرض المحتلة وفي الشتات وكل من يستطيع أن يدلي بدلوه في التعبير عن المطالبة في الإفراج الفوري عن المعتقل لدى أجهزة حماس الفنان الفلسطيني هاني رمضان، وبما أن السفير القطري العمادي هو من يتولى تقديم الدعم المالي الشهري للحماس أن يبادر بطلب الإفراج عنه دون قيد أو شرط علينا جميعا أن نرفض كل إشكال الإعتقال السياسي، وحرية الرأي وتعبير ضرورة وطنية بإمتياز وفقاً لكل الشرائع والقوانين الإنسانية.
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com