عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
بقيت “البيوت الخضراء” جملة معترضة الى ان أعربها البنك الأردني الكويتي وجعل منها المبتدأ والخبر ، وانتزع الريادة وفاز بالحصول على شهادة المباني الخضراء (LEED) رفيعة المستوى، ليجعل من المسؤولية الاجتماعية في هذا المجال الاولوية يجري التوقف عندها..
بقي الحديث عن المباني الخضراء وعن التعامل اللطيف والانساني مع البيئة في هذا المجال شكلا ترفيا او هامشيا او مؤجلا الى ان دخل البنك الكويتي على السباق ورفع راية الاخضر من المباني، وأكد على هذا التطور والتحديث عمليا ومن خلال خطط واضحة وسياقات جرى الأخذ بها..
فما هو التمرين الذي اجراه البنك وما هو الامتحان الذي كانت نتيجته هذه الشهادة، وكنا جميعا بحاجة الى عبوره ليشكل البنك بذلك نموذج تحتذى به كافة المؤسسات التي تبشر بذلك وعلى رأسها الجامعات التي عليها ان تنخرط في ذلك من خلال تدريسها وبرامجها الهندسية التي تأخذ بأسلوب المباني الخضراء، وايضا تصميمات الطاقة والبيئة الذهبية..
وكنموذج عملي وميداني اتخذ البنك الأردني الكويتي شريكا ناجحا وعمليا هو مجموعة عزت مرجي..
هذه الورشة الكبيرة التي انتهت بالشهادة.. كانت طويلة ومستمرة وفيها معالجات وتدريب واجتماعات وكلف ، وجاءت على إثرها شهادة الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة الذهبية، حيث كان المجلس الامريكي للابنية الخضراء قد طور هذا البرنامج وجعله قابلا للاستعمال والانتشار، حيث يصنف البرنامج المباني الخضراء الاكثر استخداما في العالم، ويعتبر ذلك رمزا دوليا للتمييز من خلال نشر التصاميم والبناء منها والحاقها بكل الاجراءات والعمليات التي تحسن الصحة البيئية وصحة الانسان، وتساعد المباني المعتمدة في جعل العالم اكثر استدامة وابعد عن الجور والسياسات الظالمة في التعامل مع البيئة، حيث تورث العالم الامراض والاوبئة وافتقر الى شروط الحياة المناسبة في كثير من اماكنه..
الحداثة حين تكون في العقول وتترسخ فإنها تسعى إلى نقل ذلك الى الأدوات، وهذا ما فعله البنك الأردني الكويتي حين اقدمت ادارته على هذه الخطوة الريادية.. فقد ثبت أن الحداثة في الاليات والوسائل والاختراعات لا تكفي حين لا يؤمن الانسان بالتحديث ،ولا ينطلق منه كعقيدة قادرة ان تتعامل مع العالم الجديد وتتكيف مع معطياته..
لقد قدم البنك الأردني نموذجا عالميا في هذا المجال.. واكد للعالم القدرة المحلية الأردنية على المشاركة واللحاق، وقدرة البنك على اعراب الجملة العالمية في تصميمات الطاقة والبيئة الذهبية ومشتقات ذلك كلها..
شهادة الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة الذهبية (LEED) وصلت واستلمها هيثم البطيخي المدير العام التنفيذي للبنك الذي عمل منذ يومه الاول الى تعدد وتنويع شراكات البنك في اتجاهات عديدة..
ولأن الحاجة ام الاختراع .. فقد أدرك البنك ذلك وان التعامل مع البيئة بتصاميم جديدة ليس عملا ترفيا وانما حاجة ماسة وضرورية تفرضها عوامل عديدة منها استخدام المياه وكفاءة الطاقة والغلاف الجوي والمواد والموارد وجودة البيئة الداخلية وعلاقتها بالمباني الخضراء بما يجعلها اكثر استدامة وصحة للشركات والموظفين..
لقد اجتاز البنك في ادارته العامة الجديدة كموقع ومشروع كافة المراحل كنموذج، وتطبيق شامل وعميق متناولا بذلك كافة الجوانب ، وكانت النتائج باهرة وقابلة للتعميم والاستفادة منها، وهذا ما حدا بالسيد هيثم البطيخي للقول: ” : إننا فخورون باستحقاقنا لشهادة LEED الذهبية كأول بنك في الأردن يحصل عليها وأحد الرواد في مجال التنمية المستدامة”.
وسيكون هذا الفخر موصولا حين يجري تعميمه، وتقول شركات أخرى أنها تفخر أيضاً بالتموذج الذي قدمه البنك الأردني الكويتي وتأخذ به ..