وزير السلطنة.. هل من جديد؟

 عروبة الاخباري-  كتب سلطان الحطاب

    وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي في عمان عاصمة المملكة الاردنية الهاشمية.. يسلم رسالة من السلطان هيثم بن طارق للملك عبد الله تسلمها الامير فيصل بن الحسين نائب الملك ..

وغير الرسالة هناك اشارات اخرى يمكن استنتاجها من الزيارة التي تحمل عدة عناوين، فالعُمانيون كان لهم الدور في تقريب وجهات النظر الامريكية الايرانية الذي انتج الاتفاق النووي  (5+1) قبل تجميده على يد الرئيس ترامب.. وقد انتقلت المهمة الى قطر التي لم تحدث اختراقا بعد..

 ومسقط يهمها ما يدور في اليمن ويصيب الخاصرة العُمانية، وقد بقيت مسقط تمشي على الحبل في الموضوع اليمني رغم محاولات اتهامها من اطراف خليجية انها تزود اليمن بالسلاح ، وهو لم يثبت.. ورغم جهود الامم المتحدة في القضية اليمنية ولوقف القتال إلا ان اختراقات حقيقية سوى الهدنة الهشة لم يحدث، وتعتقد مسقط انه يمكن انتشال اليمن من الحصار بخطوات عملية، ولذا اقدمت على فتح مجالها الجوي للطائرات المدنية اليمنية وفتحت مطار مسقط لذلك، وسيّرت خطوطا بريّة لإدامة الاتصالات التجارية والاقتصادية، وهذا يصيب في اعادة تأهيل اليمن والتسريع في فك حصاره.. لقد صمتت عُمان طويلا حتى لا تبعث حساسية لموقفها من اليمن، وهو موقف مختلف الى حد ما عن الموقف الخليجي المتورط في الحرب على اليمن بمستويات مختلفة..

 وفي الزيارة محاولة للاستفادة من العلاقات الاردنية -الاماراتية في تحسين علاقات الامارات بسلطنة عُمان بعد التوترات القديمة السابقة عام 2011 وبعدها، واتهام الامارات بالعمل ضد الامن العُماني، وتجدد التوتر بإقامة قواعد اماراتية في امتداد اليمن المحاذي لحدود السلطنة وفي الوجود الاماراتي في جزيرة سقطري وموانئ عدن وما يمثله ذلك من تحديات على الموانئ العُمانية..  فالعُمانيون يرون ان الوجود الاماراتي في اليمن يشكل خطورة على مصالحهم، وان الاردن يمكن ان يلعب دورا ايجابيا بحكم علاقة الملك عبد الله الثاني بالشيخ محمد بن زايد وقادة دول الخليج..

 وفي دلالات الزيارة محاولة اخرى للحديث عن سوريا حيث كانت السلطنة الدولة الخليجية الاولى التي كسرت الحصار الخليجي عن سوريا بزيارة “يوسف بن علوي” وزير الخارجية العُماني لدمشق وزيارة وزير الخارجية السوري “المعلم” الى مسقط.. وتلك العلاقه شكلت علامة فارقة يمكن الاستفادة منها الان اكثر في اعادة تأهيل سوريا للمشاركة العربية، وحتى في تحسين العلاقات الاردنية السورية البينية..

 على صعيد آخر ترغب سلطنة عُمان ان يدعم الموقف الاردني في قمة جدة التي يحضرها الملك عبد الله الثاني مواقف السلطنة وروايتها..  وقد تعاود السلطنة اعراب الجملة الايرانية مجددا لجهة الاستفادة من علاقاتها مع ايران في تحسين العلاقات الايرانية السعودية وحتى الايرانية الأردنية التي تأثرت لوقوف الأردن بجانب السعودية  في حادثة السفارة السعودية في طهران..

 اذن زيارة الوزير بدر بن حمد والتي قرأنا فيها دعوة الملك عبد الله الثاني لزيارة السلطنة تحمل اعادة التأكيد للمحافظة على العلاقات البينية بين البلدين إلى سابق ماضيها في زمن السلطان قابوس، حيث كانت الاردن وعُمان اقرب الى بعضهما اكثر من اي وقت اخر..

 ويبدو ان تحرك الوزير بدر في الاردن ولدى اطراف خليجية وعربية سيكون أكثر مرونة وتقيلدية من زيارات سلفه الوزير بن علوي الذي كانت تتحفظ على مواقفه بعض دول الخليج وتعتبرها مواقف تنزع للاستقلالية والتفرد على حسابها، ولذا جاء ابعاده محاولة لإعادة كسب اطراف خليجية..

 عُمان وعشية زيارة بايدن للمنطقة لا تريد ان تكون في حالة غياب او حتى حضور عادي في جدة، وانما تريد ان تؤسس لسياسة مرنة وفيها تداول مع الادارة الامريكية التي تتفهم الدور العُماني في المنطقة وعلى البحار، وان لا يظل التداول الامريكي الابرز هو مع قطر والسعودية فقط ..

يحمل السلطان هيثم افكارا جديدة ورؤى مختلفة لم يمارسها بعد، اذ حافظ حتى الان على الموروث السلطاني لقابوس وبنى عليه، لكن المتغيرات في المنطقة تفرض رؤى وحركة سياسية مختلفة قليلا ، واستمرار دور اوسع لعُمان في الاقليم وعبره يعتقد السلطان انه يجيده، ويستطيع التأسيس له وعليه..  ولذا جاءت زيارة الوزير بدر لترجمة التوجه السلطان للسلطان هيثم وان تكون البداية من الاردن ومن دعوه الملك عبد الله الثاني سواء لبى الدعوه قبل لقاء جده او بعده..

 الزيارة مفيدة وناجحة ويستطيع الوزير الصفدي ان يجعلها كذلك.

شاهد أيضاً

نحن أكثر بلد عربي استقبل موجات لجوء* الإعلامية رانيا تادرس

عروبة الإخباري – أكبر خطيئة في حق الأردنيين اتهامنا بالعنصرية لانه اتهام مبني على الزور …