اطلق رصاصة وعد إلي!!
عروبة الاخباري -كتب سلطان الحطاب
يدخل الراحل ياسر عرفات على وزير الدفاع الجزائري آنذاك” هواري بومدين” في الجزائر العاصمة بعد انتظار طويل، وقد كان عمر ياسر عرفات 35 سنة، ويقابله،ويطلب عرفات سلاحاً ، فيقول له “بو مدين” : اذهب واطلق رصاصة وعد الي: ويذهب ويطلق ويعود!!
كانت الثورة الجزائرية التي تحتفل اليوم بذكراها 60 ملهمة للفلسطينيين: وقد وصل الرئيس محمود عباس للاحتفال مع القيادة والشعب الجزائري بهذه المناسبة مؤكدا امتنان الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية للدور الكبير الذي لعبته الجزائر في الهام القيادة الفلسطينية، وفي انطلاقة “فتح” التي انطلقت بعد انطلاقة الثورة الجزائرية:
المشاركة الفلسطينية ووصول الرئيس عباس يمثل الوفاء للثورة والشعب الجزائري فقد بقيت الجزائر مع فلسطين (ظالمة ومظلومة) كما قال زعيمها بو مدين, وبقيت تسند الكفاح الفلسطيني بلا تردد ..
يقول الرئيس عرفات انه حين عاد ليطلق الرصاصة التي تحدث عنها هواري بومدين اعلمه الوسيط محمد مهربي وهو محامي رتب اللقاء اولا مع قائد الاركان الجزائري الزبيدي الذي اخبره ابو عمار وابو جهاد انهم يسعون لتفجير ثورة فلسطينية مستقلة ويريدون الدعم ..
عرفات قال للزبيدي نريد منكم السلاح وتدريب رجالنا على استعماله ودعمنا بالاموال ..
ابو مدين قال للزبيدي ادعمهم على ان لا يعرف الرئيس بن بلة حتى لا يعرف عبد الناصر فيعتبروا ذلك تعديا على دوره، ولا نريد اغضابه وهكذا كان
وبعد عودة عرفات التقاه ابو يوسف النجار على شاطئ الكويت وقرر السفر وابو جهاد الى سوريا وتفجير الثورة في 1/1/1965, واعلان قيام فتح بعد جدل في القيادة بين الموافقة والتأجيل..
يقول نبيل شعث ان اول دعم سياسي لحركة فتح جاء من الجزائر ،كما قال عرفات.. وكانت الانطلاقة الفلسطينية قد وقعت قبيل مؤتمر القمة العربية في الاسكندرية في 5/9/1964.. وبعدها تبنى عبدالناصر الانطلاقة الفلسطينية بالدعم..
كان الفلسطينيون بحاجة الى 500 قطعة سلاح 50 الف دينار كويتي، ولم يكن ذلك متوفرا..
الجزائر فتحت للحركة ابواب العلاقات الدولية مع الصين الشعبية، وحركات التحرر في افريقيا، وفتحت للفلسطينيين معسكر شوشال الجزائري للتدريب، وهناك التقى عرفات مع المناضل تشي غيفارا الذي فتح له ابواب كوبا ثم زار بعدها بكين وفيتنام 1964، وهكذا لعبت الحزائر الدور الاساس في تسويق الثورة الفلسطينية وفتح الافاق لها، وكان نجاحها الاول في معركة الكرامة عام 1968 ويومها عرف ياسر عرفات على صفحات مجلة التايم الامريكية..
وفي الجزائر عام 1988 أقر المجلس الوطني الفلسطيني اقامة الدولة الفلسطينية التي اعترف بها 137 دولة من اصل 193 ..
ثورة المليون شهيد انتصرت وما زالت الجزائر تتعطر بالشهداء، وتمسك بموروثهم، وتحتفل بانطلاقة ثورتها.. فقد اندلعت ثورتها التي افضت الى الاستقلال بعد مقاومة طويلة بمشاركة 1200 مجاهد في حوزتهم 400 قطعة سلاح وقنابل تقليدية، وقامت فرنسا وحكومتها بسجن الثوار وقيادتهم لاحباط الثورة التي انتصرت اخيرا ليعود قادتها يرفعون اشارات النصر ..
في الاردن كنا طلابا صغار في المدارس نجمع من مصروفنا اليومي القرش ونصف القرش “تعريفة” لصالح الجزائر في الطابور الصباحي وننشد قسم الجزائر ونتابع الثورة..
واليوم في عمان تحيي سفارة الجزائر المناسبة ويتحدث الدكتور العين سمير مطاوع وزير الاعلام الاسبق الذي غطى الثورة الجزائرية ووصول قادتها من فرنسا الى الجزائر، ليتسلموا مهامهم في قيادة بلدهم.. ويروي مطاوع ان الطائرة التي حطت بالقادة في الجزائر لم يكن في المطار سلما للنزول، فمدوا لهم حبلا نزلوا به..
فالتحية للجزائر.. لشهدائها وشعبها ولرئيسها الذي يخلد المناسبة عبد المجيد تبون وكل عام وانتم بخير..