بإرادة الشعب المصري العظيم شارك في عملية الثورة العارمة خلال فترة ما يسمى الربيع العربي بين قوسين، حيث الشعب العربي بشكل عام كانت يبحث عن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة والمواطنة ومحاربة الفساد والاستبداد، وفي مصر رفض الشعب المصري التوريث للحكم، لقد كانت تطلعات الشعب المصري لتداول السلمي للسلطة التنفيذية وشرعية عبر صناديق الاقتراع؛ لذلك كانت الإنتفاضة الشعبية في مصر بشكل خاص تحمل في طياتها مطالب تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بشكل خاص ومعالجة الأزمات التي يعاني منها الشباب المصري البطالة والفقر، في حين كانت الطبقة الحاكمة وبعض الشرائح الاقتصادية تنعم في السيطرة على كبرى الشركات والمؤسسات مما يؤدي إلى وجود نظام إقتصادي للطبقة محدودة تتحكم في مقدرات الشعب المصري، أي أن المعاناة الحقيقة غياب حماية وتحصين غالبية المواطنين المصريين من الفقر والبطالة ونظام الطبقي الذي يتحكم في السوق الاقتصادي بشكل عام.
كل تلك الأسباب والتطورات دفعت في الشعب المصري في دعم الثورة الشعبية في شوارع والميادين والساحات في مختلف المحافظات المصرية ولكن ما حدث أن هناك تفاهمات أمريكية مع النظام العالمي لحركة الإخوان المسلمين بشكل عام ؛لذلك كانت الإدارة الأمريكية المتعاقبة تعمل وتطلب من الأنظمة العربية في السماح بالتعددية السياسية وخاصة مشاركة الإسلام السياسي الوسطي في السلطة من خلال الانتخابات البرلمانية، من هنا بدأت الجماعات الإسلامية تنشط في المساجد والجامعات وبدأت في نشر المراكز التعليمية والتربوية وتحفيظ القران والجمعيات الخيرية لتقديم المساعدات وهي وسيلة استغلال الفقر والبطالة والحالات الإجتماعية المتعددة لاستغلال احتياجات المواطنين وهذه هي الوسيلة التي يعتمد عليها جماعة الإخوان المسلمين في مختلف الدول العربية للوصول إلى الحكم من خلال إستغلال الفقر والبطالة وتقوم بتقديم مساعدات عينة للمواطنين واستخدام أصواتهم خلال الانتخابات إضافة إلى دورهم في تكفير الأنظمة السياسية وبما في ذلك الشخصيات الوطنية والأحزاب ونقابات وكل من يختلف معهم في رأي يتم تكفير والإلحاد، بل يعتبر زنديق حسب تعبيرهم، والقضايا الوطنية تعتبر مدخل ومحطة للانطلاق إلى الوصول في السيطرة الشاملة على كافة الأقطار العربية، حيث لا يؤمن الإخوان المسلمين في الشراكة السياسية بل قد يحدث تحالف ووفقاً لمصالحهم بعد قرار مكتب الإرشاد للحركة الإخوان المسلمين.
وفي الإعتقاد بأن ثورة 30يونيو من قبل الشعب المصري كانت ضرورة وطنية من أجل إسقاط حكم المرشد العام للإخوان المسلمين، ولو قدر الله، ولم يقوم الشعب المصري في هذه الثورة المجيدة يوم 30يونيو فقد تكون مصر قد تم تقسيمها وتحولات إلى دويلات ثلاثة في المرحلة الأولى، لذلك فإن ثورة يونيو كانت إنتصار إرادة الشعب المصري في حماية مصر من خلال الجيش المصري العظيم؛ لذلك فإن الإدارة الأمريكية اعتبروا أن ما حدث بانقلاب على “الديمقراطية” في حين تداخل الجيش المصري إنتصار
للثورة الشعب وحماية الدولة المصرية ومؤسساتها والأمن الوطني بشكل شمولي، ومواجهة العبث والفوضى والإرهاب ومنع كل المحاولات المتكررة والمتصاعدة للإرهاب الذي أصبح يتمدد بغطاء الإخوان المسلمين ومختلف المسميات التي تتستر في الإسلام والدين الإسلامي منهم بريئا.
إنتصار ثورة يونيو هو امتداد للأنتصار للثورة 23يوليو 1952 بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، واليوم ثورة يونيو تكمل المسيرة في حماية الدولة المصرية ومؤسساتها والاستمرار فى البناء والتشييد ودعم الإقتصاد الوطني للوصول إلى الاعتماد على الذات والاستقلال الشامل؛ لترتقي مصر بما يليق بتاريخها المجد والخلود للشهداء ثورة يونيو المجيدة ونكرر شعار تحيا مصر وجيش مصر وشعب مصر العظيم.
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com