عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
وصل الرئيس محمود عباس الى جمهورية قبرص سليماً معافى ونزل الى مطار العاصمة، واستقبله الرئيس القبرصي نيكوس أنستاسياديس، ودارت مباحثات مهمة عقد الرئيسان بعدها مؤتمرا صحفيا قال فيه ابو مازن ان منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة ستتخذ ما يلزم من اجراءات قانونية لحماية مصالح الشعب الفلسطيني ووقف جرائم الاحتلال..
قبرص صديقة للفلسطينيين منذ كانوا في لبنان، وقد ظلت تتعامل معهم بصداقة مسجلة وكان لهم على ارضها نشاطات سياسية والرئيس الحالي على علاقة طيبة مع الرئيس عباس..
الرئيس عباس اطلق مجموعة من الرسائل ابرزها موجه لاسرائيل انه لم يعد امكانية لمزيد من تحمل ارهابها ومعاقبتها للفلسطينيين واساليبها الاحتلالية الاجرامية .. ورسالة للأمريكيين عشية زيارة رئيس الادارة الامريكية بايدن للمنطقة حيث سيلتقي الرئيس عباس تقول ان الفلسطينيين ما زالوا يقرعون باب السلام الذي اوصدته إسرائيل، وانهم ابقوه من جانبهم مفتوحا إذا ما صحت النوايا والعزيمة الدولية وموقف الادارة الامريكية في اعادة فتح هذا الباب على اسس جديدة، تبدأ بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في مواجهه البطش الاحتلالي الإسرائيلي، وهذا الامر تستطيع الولايات المتحدة ان تنحاز اليه وان تجند المجتمع الدولي او تسمح له بقبوله، كما ان على الادارة الامريكية ان تفي بوعودها التي قطعتها حين ترشح رئيسها في اعقابها هزيمة الرئيس ترامب، واكثر هذه الوعود يتعلق بالولايات المتحدة الامريكية نفسها وليس بأطراف اخرى تحتاج الى اقناع، وابرز ذلك ان تعيد الادارة الامريكية فتح مكتب التمثيل الفلسطيني في العاصمة الامريكية بعد ان اغلقته في محاولة للضغط على القيادة الفلسطينية وارضاء اليمين الاسرائيلي وقوى الضغط واللوبيات الصهيونية، كما على الادارة الامريكية ان ترفع اسم منظمة التحرير الفلسطينية من قائمة الارهاب الامريكية، اذ ان الغريب ان الادارة تعترف بمنظمة التحرير وتتعامل معها ويقوم رئيسها بزيارة رام الله واللقاء مع الرئيس عباس، في حين يضع الكونجرس المنظمة على قائمة الارهاب الامريكية دون وجه حق الا لارضاء اللوبيات الصهيونية والضغط على الفلسطينيين، كما ان على الادارة ان تعمل على ان تتوقف اسرائيل عن بناء المستوطنات خاصة وان الموقف العام الامريكي المتوارث لا يشرعن الاستيطان، ولكن ذلك لا قيمة له طالما سكتت هذه الادارة ورموزها عن ما تقوم به إسرائيل، كما ان على الادارة الامريكية أن تفي بوعدها في اعادة فتح القنصلية الامريكية في شرق القدس والتي اغلقتها كجزء من سياسة الرئيس ترامب في صفقة القرن التي وافقت لاسرائيل على ضم القدس كعاصمة للاحتلال، بالاضافة الى محاولاتها لاجهاض دور وكالة الغوث بدعم امريكي..
ان سياسة الادارة الامريكية الرخوة والمتواطئة والمتماهية مع السياسة اليمينية الاسرائيلية التي يمثلها رئيس الوزراء نفتالي بينت والذي يحظى بدعم امريكي تجد فيه مواقف عربية لمزيد من التطبيع والسكوت على سياساته، بل وتأييدها كما حدث في لقاء النقب المشؤوم الذي توج بتحالف مع بعض اطراف النظام العربي مع إسرائيل، وزيارة لقبر بن غوريون مؤسس الدولة الاسرائيلية القائمة..
ويرى الرئيس عباس في رسائله للادارة التي ابلغت لمساعدة وزير الخارجية الامريكية ومساعدها الاسبوع الماضي في رام الله حين مقابلة الرئيس عباس.. يرى ان سياسة الاحتلال تأخذ المنطقة الى المزيد من الفوضى والدمار والصدام، وان هذه السياسات يجب ان تتوقف، حيث ان الرئيس عباس كان قد هدد في الماضي القريب ان السلطة ستسحب اعترافها بإسرائيل، ووقف كل اشكال التعامل معها في شهر ايلول سبتمبر القادم ، بناء على قرارات القيادة الفلسطينية اذا لم تتوقف اسرائيل عن ممارساتها وخاصة في القدس..
السياسة الاسرائيلية تسخن على كافة الجبهات.. فهي تسخن على الجبهة السورية بقصف مطار دمشق وعلى جبهة جنوب لبنان ومع لبنان بإرسال سفن تنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية لاستدراج الصدام المحتمل، واسرائيل تستخف بكل الجيران وحتى مواقفها من حصة قبرص في الغاز في المتوسط تحتاج الى توضيح، ولذا كان جزء من حديث الرئيس عباس هو عن امن الساحل الشرقي للمتوسط، وعلى الدول المشاركة حيث تشارك مصر ايضا حيث يهم غاز المتوسط السلطة باعتبار الفلسطينيين شركاء في هذا المصدر الهام الذي لا يجوز لاسرائيل ان تنفرد به..
زيارة الرئيس عباس مهمة اعلن فيها عمليا ان صحته جيدة، وان الاشاعات الاسرائيلية ومن معها كاذبة، وان السلطه عازمة على ابداء مواقف جديدة لحماية شعبها، وقد ابلغ السفراء العرب بذلك بعد ان اصبح التواصل عبر الجامعة العربية مقطعاً وغير سالك للأسف..
عباس في قبرص الى ان يصحو المناخ العربي ويصح ليكون في كل العواصم العربية التي لا بد ان تسترجع الوعي والروح أيضا..
الرئيس عباس في قبرص.. شاهداً ونذيراً ..
8