عروبة الإخباري – بدعوة من اللجنة الثقافية في كلية الآداب في جامعة فيلادلفيا ، ألقى أستاذ التاريخ والآثار الدكتور زيدان كفافي يوم الإثنين الموافق 6-6 ،محاضرة عامة بعنوان ((الآثار والدين والسياسة ؛فلسطين نموذجاً )) بين فيها الدور الأستثنائي الذي قام به الآثاريون والمستشرقون ، وعلماء الآثار الإسرائيليون في استخدام نتائج تنقيباتهم الأثرية في خدمة مخططاتهم السياسية والغسرائيلية ،واثبات ما جاء في التوراة ،
وأشار الدكتور كفافي للتضليل واسع النطاق الذي نجح هؤلاء في ترويجه في المحافل العلمية الدولية حتى تحولت التوراة في التنقيب الآثاري بمثابة الدليل والوثيقة التاريخية التي تؤيد السردية الصهيونية بما فيها من معطيات كالمصطلحات التوراتية : حام وسام ويافث ،التي اصبحت تدل على لغات واعراق، وحملت دلالات اكثر مما تحتمل ،وسيطر هذا المنهج التوراتي في الدوائر الغربية في القرن التاسع عشر الذي ورد فلسطين وهو يحمل التوراة بيد والمجرفة بيد أخرى ،وتزعم هذا الاتجاه عالم الآثار فوكسويل اولبريت، واستمر تطويع علم الآثار في خدمة الدين والسياسة الصهيونية – خاصة في الفترة بين الحربين – في أريحا والقدس وتموّلت تلك الأبحاث من الدوائر الصهيونية، والمتصهينة في أمريكا واوروبا ،بهدف البحث عن المدن الكنعانية التي دمرتها القبائل الإسرائيلية في طريقها من مصر إلى فلسطين ، لإثبات صحة السردية التوراتية والمعطى الصهيوني وأخيرا فشل المنهج التوراتي في تحقيق ما يصبو إلية دعاته ، وواجه انتقادات معرفية من كبار الباحثين في الآثار والتاريخ ؛عرباً واجانب ،
وردا من مدرسة كوبنهاغن للآثار، مما اضطر علم الآثار الأسرائيلي والمتصهين في العالم الغربي إلى إعادة النظر في منهجه القديم لإستعادة المصداقية لأبحاثة ونتائجه مع عالم الآثار الإسرائيلي فنكلشتاين .وأخيراً حذر الدكتور زيدان من تلك المقاربات التي تتلبس الموضوعية، والاعتراف بالسردية العربية التي تدغدغ مشاعر العرب ، ودعا إلى رفع اليقظة المعرفية والتاريخية للتصدي لتلك المحاولات التي تحاول قلب الأمور وتزييف التاريخ .