بقلم علي ذو الفقار أوغلو، صحفي أذربيجاني
وألْنور ألْتورك، خبير أذربيجاني في شؤون الجاليات
بعد تحرير الأراضي الأذربيجانية، أصبح إقليم قره باغ شاهداً على أعمال التحديث والبناء التي تجرى على قدم وساق. كما ليست مدينة شوشا التي باتت اليوم مشهورة عالمياً بمعزل عن تلك الأعمال الجادة، بالإضافة الى كونها ساحةً تستضيف فعاليات دولية مرموقة وذلك بناءً على المرسوم الذي وقع عليه رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف، حيث تم بموجبه إعلان عام 2022 “عام شوشا”، وجرى إعداد “خطة عمل خاصة بعام شوشا” التي وافق عليها مجلس الوزراء الأذربيجاني بمرسومه عن تاريخ 25 فبراير عام 2022.
تحوز أراضينا المحررة من الاحتلال على قدر لا بأس به من اهتمام المجتمع الدولي، وثمة عدد غفير من الراغبين بزيارة تلك الأراضي. اليوم تحولت شوشا الى مدينة مشهورة ذات صيت عالمي، وتحمل لقب عاصمة أذربيجان الثقافية بدون الصدفة؛ لأنها قدمت الشخصيات البارزة للثقافة الأذربيجانية التي هي جزء من الثقافة العالمية. وبإمكاننا أن نشير الى شخصيات فنية فذة، على أمثال مير مُحسن نوّاب، ونَجف بك وزيروف، وأحمد بك آغا أوغلو، وعبدالرحيم بك حَقْفاردييف، وحميدة هانم جافانشير، وعُزيْر حاجي بايلي، وبلبل، وخان شوشينسكي، ونِيَازي.
لقد تعرضت شوشا للاحتلال من قبل أرمينيا في عام 1992، وظلت محتلة على مدى السنوات المديدة، حيث لقيت الآثار التاريخية الأذربيجانية فيها دماراً شاملاً دون هوادة؛ غير أن شوشا تحررت في 8 نوفمبر عام 2020، وبالتالي انهارت مقاومة المحتلين، وأُجبروا على توقيع وثيقة الاستسلام. في اليوم ذاته، خاطب الرئيس إلهام علييف شعبه بمناسبة تحرير شوشا، مُعلِناً أن هذه المدينة؛ وهي تاج قره باغ؛ سوف تنتعش في أسرع وقت، وسوف تُعيد شهرتها السابقة. وهكذا صارت شوشا التي كانت تحت وطأة الاحتلال خلال 30 عاما رمزاً لتحرير قره باغ، ورمزاً للعدالة والسلام والأمن، ناهيك عن كونها مهداً ثقافياً.
ومن هذه الزاوية، يحظى إعلان عام 2022 “عام شوشا” من قبل الرئيس إلهام علييف معنى خاصاً. للتذكير أن شوشا قد احتضنت عديداً من الفعاليات والمناسبات الدولية عقب تحريرها من الاحتلال، الأمر الذي أدى الى صيرورتها مكانةً تستضيف أحداثاً وطنية – ثقافية ودولية. وتحمل إقامة مهرجان “خاري بلبل” الموسيقي شأناً تاريخياً الى جانب فعاليات متعددة مزمع عقدها في إطار “عام شوشا”.
كما أثبت عقد الاجتماع في شوشا تكريساً لمرور الذكرى الثلاثين على الشراكة القائمة بين أذربيجان والأمم المتحدة أن المجتمع الدولي أكد قبوله حقائق وواقعيات ما بعد الصراع. ما عدا ذلك، يُتوقع أن تشهد شوشا مؤتمراً دولياً تحت العنوان “التراث الثقافي” ضمن منتدى باكو العالمي، ومؤتمراً دولياً حول “النظرة الى القوقاز: النمو والتعاون فيما بعد الصراع”، وكذلك أحداثاً ومناسبات ثقافية وعلمية شتى باطّراد.
اليوم عادت شوشا الى أصحابها الأصليين، وتنمو لتضحى أحد المراكز السياحية العالمية الأكثر روعةً. وقد زارها عدداً وافراً من السياسيين، ورجال العلم، والخبراء، والصحفيين الأجانب. وندعو زملاءنا من دول العالم لزيارة شوشا، ونتمنى لهم أن يروا عاصمتنا الثقافية المهيبة هذه بأعينهم.
عزير حاجي بايلي (1885-1948)
مؤسّس فن الموسيقا الاحترافية ومدرسة الأوبرا الوطنية،
معلّم، إعلامي وشخصية اجتماعية – سياسية
افتتاح ضريح الشاعر الأذربيجاني الفذ الملا باناه واقف في شوشا في 14 يناير عام 1982. تم إنشاء الضريح فوق قبر الشاعر الذي بُني
خلال عامي 1980-1981 بمبادرة من حيدر علييف