بقلم: الباحث والمستشرق هاشم محمدوف
من أولويات السياسة الخارجية الفاعلة التي انتهجها بذكاء زعيمنا الوطني حيدر علييف، رحمه الله، وذلك بعد عودته إلى السلطة السياسية، عمله الدؤوب والناجح على انضمام وطننا أذربيجان إلى عضوية المنظمات الدولية المؤثرة، ولتشارك أذربيجان بفعالية ونشاط في تلك المؤسسات الأممية.
اليوم، هذا النهج السياسي الذي أسسه الزعيم الوطني حيدر علييف، يتابعه الرئيس إلهام علييف بنجاح منقطع النظير. قبل أيام قليلة عُقد في العاصمة باكو المؤتمر العام الثالث للجمعية البرلمانية لمنظمة التعاون الاقتصادي في “المجلس الوطني”، وخلال هذا المؤتمر انتقلت رئاسة هذه المنظمة من الجمعية الوطنية لجمهورية باكستان الإسلامية، إلى المجلس الوطني لجمهورية أذربيجان. هذه ليست الحالة الأولى من هذا القبيل، فكما هو معلوم، ترأست بلادنا بتفوّق العديد من المنظمات المرموقة، واغتنمت أذربيجان كل فرصة لتعزيز مكانة المنظمات الدولية التي تترأسها. وتجدر الإشارة هنا، إلى أن منظمة التعاون الاقتصادي هي منظمة إقليمية ذات مكانة مرموقة، وهي إلى ذلك تهتم بتطوير التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف مع الدول الأعضاء فيها.
إن الجمعية البرلمانية لمنظمة التعاون الاقتصادي، بالإضافة إلى دعمها لتحقيق أهداف المنظمة وغاياتها، تساهم في تعزيز العلاقات البرلمانية، وزيادة مستوى التقارب بين شعوبنا ومنسوب التعاون البَنَّاء عموماً. وكالعادة، تنجح بلادنا في اجتياز هذا الاختبار، واستناداً إلى قواعد ومبادئ القانون الدولي، ستحقق أذربيجان جميع الأهداف المحددة خلال رئاستها.
تحت قيادة الرئيس إلهام علييف، وانطلاقاً من مصالحنا الوطنية، فإن الظفر الذي تحقق في سياق التطبيق الثابت لأولويات السياسة الخارجية، يمنحنا القوة والآلية الأنسب للتطلع إلى المستقبل الواعد بآمال كبيرة. واليوم، تُعتبر عضوية دولتنا أذربيجان، المستقلة والسَيّدة والتي تتمتع بتأثير عالمي متزايد في المنظمات الدولية، أساسية ومؤثرة، بما في ذلك في أروقة منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومجلس أوروبا، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، رابطة الدول المستقلة
، وحركة عدم الانحياز، ومجلس التعاون للدول الناطقة بالتركية، وغيرها. وتجدر الإشارة إلى أن أذربيجان هي أيضاً أحد مؤسسي “مجموعة جوام الإقليمية”.
تقوم بلادنا حالياً بدورها النشط والمحسوس والعملي كرئيس لحركة عدم الانحياز، فقد تم تمديد رئاسة أذربيجان لهذه المنظمة لسنة أخرى. هذه المنظمة هي ثاني أكبر منظمة في الدنيا بعد “الأمم المتحدة”، وتضم 120 دولة. خلال رئاسة أذربيجان لمجلس الأمن، تم الاعتراف بجهود “حركة عدم الانحياز”، تطلعاً لتوسيع مكانتها الدولية ونفوذها، ولحماية مصالح الدول الأعضاء والقانون الدولي والعدالة في جميع أنحاء المعمورة. إن تجديد رئاسة أذربيجان لحركة عدم الانحياز لعام آخر، هو مظهر لافت من مظاهر التقييم الرفيع لشخصية الرئيس إلهام علييف، ولحكمته في القيادته العالمية.
في القمة السابعة لمجلس التعاون للدول الناطقة بالتركية (الآن تُسمَّى منظمة الدول التركية)، التي عُقدت في باكو، بتاريخ 15 أكتوبر 2019، أُسندت لأذربيجان مهام رئاسة المنظمة. إن الوعد الذي قطعه الرئيس الأذربيجاني، الرئيس الجديد للمجلس التركي، إلهام علييف، خلال فترة رئاسته، تم الوفاء به على أكمل وجه في إطار الواجبات الموكولة إليه. قال الرئيس إلهام علييف: “أذربيجان التي تترأس المجلس التركي ستبذل جهوداً متلاحقة لتجذير عرى التعاون ووشائج الصداقة بين بلدينا خلال هذه الفترة. إن قِيم الأجداد والتاريخ والثقافة والوطنية المشتركة التي توحِّدنا، هي أساس ثابت لأنشطتنا ذات المنفعة المتبادلة. يُعد تطوير التعاون بين الدول الناطقة بالتركية أحدى أولويات السياسة الخارجية لأذربيجان. فخلال فترة رئاسة منظمة الدول التركية، التي استمرت لمدة عامين، والتي أصبحت منصة مهمة في النظام السياسي العالمي، بُذلت جهود كبيرة لتوحيد العالم التركي، وعُقدت العديد من الأحداث الهامة، ومُنح رئيس دولتنا وسام “العالم التركي الأعلى”، اعترافاً بالنشاط الكبير الذي بذله سيادته، والانتصار التاريخي الذي حققه مع قوى جيشنا المغوار وشعبنا المخلص لوطنه ورئيسه، على استعمار أرمينيا الثلاثيني لأراضينا الأذربيجانية التي تم، والحمد لله، إعتاقها وإعادتها إلى حضن الوطن – الأم.
تقود بلادنا المنظمات الدولية التي تترأسها بتفوّق، وتَعقد اجتماعات رفيعة المستوى، وتتوصل إلى حلول ناجعة للقضايا والمشاكل المطروحة للمناقشة والتفكير على بِساطِ البَحْثِ.
*مستشرق وباحث أذربيجاني.