عروبة الإخباري – هذه سلسلة مقالات كتبها سعادة سفير جمهورية أذربيجان لدى المملكة الأردنية الهاشمية إيلدار سليموف عن مدينة شوشا القديمة والتي هي عاصمة أذربيجان الثقافية وتاج قره باغ ذات الأهمية العسكرية – الاستراتيجية:
بقلم السفير إيلدار سليموف
معسكر كهف شوشا – كمستوطنَة قديمة
بانت وتألقت النماذج المادية الثقافية لماضينا البعيد جرّاء الأبحاث الأثرية الشاملة التي أجريت في أراضي قره باغ الأذربيجانية. يقع معسكر كهف الأزيخ وهو موقع أثري يرتدي أهمية عالمية في منخفض توغ، في قرية الأزيخ التابعة لمحافظة خوجافاند على الضفة اليسرى لنهر قوروتشاي، على ارتفاع 900 متر فوق منسوب البحر، و100-120 متر فوق قاع “النهر الحديث”. في شهر يونيو من عام 1968، اكتشفت البعثة الأثرية المتخصصة في العصر الحجري القديم تحت قيادة عالِم الآثار الأذربيجاني، الأستاذ م.م.حسينوف في الفئة الثالثة من الطبقة الخامسة لمعسكر كهف الأزيخ، فكاً سفلياً يتراوح عمره ما بين 350-400 ألف سنة والذي يعود للإنسان القديم، إلى جانب المنتج الحجري وعِظام الحيوانات.
في هذا الصدد، أثبتت الأبحاث العلمية المتواصلة أن أقدم البشر البدائيين، استوطنوا منطقة قره باغ الأذربيجانية، وأن مجتمعهم تشكَّل على هذه الأراضي بالذات. وحينما نلقي النظر في التاريخ، نرى أن مدينة شوشا العريقة هي الأخرى، تملك ماضياً تاريخياً ثرياً ومجيداً. المناطق السكنية القديمة المحيطة بشوشا، بما فيها كهف شوشا الواقع في سهل جيدير الشهير (على جبل أوتشميخ)، تبرهن على كون هذه المنطقة واحدة من أقدم المعسكرات البشرية في أذربيجان. وثبت علمياً أن البشر القدماء، بدأوا يقطنون أرض شوشا قبل 200-250 ألف سنة وأن هذه الأرض، تأتي من ضمن واحدة من مراكز الحضارة العريقة.
فيما بين أعوام 1971-1975، قامت بعثة ميل – قره باغ الأثرية بقيادة الأستاذ م.م.حسينوف بالأبحاث الأثرية في الجزء الجبلي من قره باغ لغاية العثور على معسكرات العصر الحجري القديم، حيث أسفرت الحفريات الأثرية أثناءها عن وجود معسكر الإنسان القديم الخاص بثقافة العصر الحجري القديم في الجزء الأدنى من سهل جيدير على مقربة من مدينة شوشا. وانكشفت 5 أعداد من الأدوات لقطع خشن، و5 أعداد من الأدوات لكشط، وعددين من مبراتي لوفالوا-موستيرية، و6 أعداد من الشظايا داخل المنتج الحجري المنتسب إلى ثقافة العصر الحجري القديم. كما رُصدت 7 أعداد من نفايات الإنتاج داخل المنتج الحجري للمعسكر، مِمَّا يدل على إنتاج أدوات العمل في الكهف على أيدي سكان المعسكر القدماء.
تم تسمية المعسكر بكهف شوشا طالما يتواجد على أرض شوشا. ويقع الكهف على الضفة اليسرى لنهر داش التي وعلى ارتفاع 1500 متر فوق منسوب البحر و80 متراً فوق قاع “النهر الحديث”. ويبلغ عرض الكهف 20 متراً، بينما يعادل طوله 100 متر وارتفاعه 7 أمتار. وكشفت الأبحاث في كهف شوشا توفر 5 طبقات في الرواسب، ما يعني أن البشر البدائيين، شرعوا يقطنون في معسكر الكهف القائم على أرض شوشا القديمة قبل 200-250 ألف سنة. وكذلك أسفرت الحفريات الأثرية في المعسكر عن اكتشاف عظام الحيوانات المصطادة، الأمر الذي يُبين مُمَارسة البشر القدماء للصيد.
والمُثِير للاهتمام أنه جرى العثور على بقايا جدران قلعة تنتمي إلى العصر القديم أمام كهف شوشا وفي الأراضي القريبة منه. كما تشمل بعض المصادر التاريخية المخطوطة معلومات تفيد بأن البشر القدماء كانوا يسكنون في أرض مدينة شوشا.
لقد شاطر الرحالان والعالِمان الإنجليزيان ج. مورييه و ر. بورتر الآراء القيمة حول عراقة شوشا. ووفقا لمورييه، فقد كانت شوشا مستوطَناً للإنسان قبل الميلاد. وتحتوي المصادر التاريخية على وقائع تصف شوشا بأنها إحدى المدن الأذربيجانية الأكثر شهرةً في القرن الثالث عشر الميلادي أيضاً.
تشييد قلعة شوشا والأحياء القديمة للمدينة وهي عاصمة خانية قره باغ
كانت قلعة شوشا عاصمة خانية قره باغ على مر الأزمان. ويرتبط تأسيس خانية قره باغ وتحويل مدينة شوشا إلى عاصمة لها باسم “باناه علي خان” (1748-1763). انحدر حاكم قره باغ باناه علي خان من قبيلة صاريجانلي لدى عشيرة جافانشير، حيث كانت هذه العشيرة الأذربيجانية من أهل قره باغ القدماء ولعبت دوراً هاماً في الحياة الاجتماعية – السياسية للمنطقة لفترة طويلة.
يرجع تشييد قلعة شوشا لعامي 1750-1751. وعودةً للمصادر التاريخية، فقد انطلق بناء القلعة على الجبل الشاهق وشديد الانحدار في عام 1750 ليتم استكماله بين عامي 1756-1757. وأعلن حاكم قره باغ باناه علي خان شوشا عاصمةً، ومتّنها باجراء تعزيزات عليها، كي تتحول إلى “القلعة – المدينة”. وسُميت المدينة لمدة “باناهاباد” تكريماً لباناه علي خان، وثم “قلعة شوشا” و”شوشا”.
بدءً من النصف الثاني من القرن الثامن عشر، تكاثر أهل المدينة على وجه السرعة، ما حَوَّل شوشا إلى واحدة من المدن الأذربيجانية ذات الشأن الاستراتيجي المهم. في عهد باناه علي خان، تلاحقت أعمال البناء الهائلة في المدينة، ومن ثم شهدت خانية قره باغ إبَّان حكم إبراهيم خليل خان مزيداً من التقوية. وتم بناء قلعتي أسكاران وآغا أوغلان وجدران قلعة شوشا وغيرها من القلاع اللافتة للانتباه وذات الشأن الاستراتيجي. وقد كَبرت المدينة خلال فترة وجيزة بشكل ملحوظ، واسترعت الاهتمام بجمالها الطبيعي وأبنيتها المرتفعة وجدران قلعتها الرائعة.
تكونت المدينة من 17 حيّاً يحتضن كل منها مسجداً وينبوعاً وحماماً. في المرحلة الأولى من إنشاء المدينة إبّان حكم باناه علي خان (1747-1763)، سُميت أقدم الأحياء فيما بعد بِ “حي سفلي”، وذلك طبقا لتضاريس المدينة، حيث بُنِيَ حي “سفلي” من 9 أحياء هي: سيّدلي وتشول قلعة وتشوخُور محلة وقُويُولُوق ودُورْدلار قورْدو وقورْدْلار ومارْدينلي وحاجي يوسفلي وجُلْفالار. تصادف المرحلة الثانية من تكوّن شوشا كمدينة سنوات حكم إبراهيم خليل خان (1763-1806). وقام في غضون هذه المرحلة حي ثانٍ تحت مُسمّى “حي علوي” يضم 8 أحياء هي: ساعتلي، ومامايي، وكوتشارلي، وخوجة، ميرجانلي، وآغادادالي، وداميرتشيلار، وتازا محلة وحمام قاباغي.
شوشا – كنموذج فريد لثقافة التخطيط الحضري
تُعد شوشا إحدى الروائع الفريدة والمنقطعة النظير للثقافة الحضرية الأذربيحانية ذات التاريخ العريق. وكان مركز التسوّق المغطى والشارع الرئيسي في شوشا يُسمّى بِ “راستا بازار”، ويمتد من منطقة “بازار باشي” حتى “شيطان بازار”. وظلت أرصفة “راستا بازار” وعلى طول امتدادها أعمدة مصفوفة الترتيب بالرصاص والأقواس سوياً مع حجارتها المحكمة إلى جانب بعضها البعض، وهي تذكِّرنا بمعرض؛ ظلت جافة ونظيفة في كل الفصول إذ كانت مغطاة بالكامل، وكانت المراكب تجول في وسط الشارع.
وكان هذا السوق الذي جرى إنشاؤه بذوق على نمط شرقي عائد إلى العصور الوسطى، يمنح كذلك رونقاً خاصاً للمدينة. وكانت الحلة غير المسبوقة لمركز التسوق في شوشا تكتمل بساحة السوق الكبيرة، الملاصقة لطريقه السريع. وتضم الساحة الرئيسية التي كان يُطلق عليها إسم “ميدان” من المعابد والمباني التجارية والمحال ذات الطابق الواحد، وخان القوافل ذي الطابقين، ومسجد جمعة الرائع ذي المئذنة المزدوجة، والتي بُنِيت على طول امتداد شارع “راستاب ازار”. في مطلع القرن العشرين، تضمن سجل المدينة 1464 محلاً، وصل حجم تداولها التجاري السنوي إلى جانب الأسواق 6 ملايين روبل.
في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، تمكنت شوشا؛ التي تُعتبر مدينة تمتلك الأهمية التاريخية والثقافية والاستراتيجية في أذربيجان وتقع في مفترق طرق القوافل المتوجهة إلى “الشرق الاوسط”، وتركستان واوروبا؛ تمكَّنت من الاتصال مع الأسواق العالمية وتصدير منتجاتها إليها، ضمنها الأصواف، والسجاجيد، والحرير، والجلود، والأقمشة والأواني الخزفية، ونجحت في بيع محاصيلها الزراعية ومنتجاتها الصناعية إلى المدن الكبيرة، مثل طهران، وتبريز، وإسطنبول، وبغداد، وسمرقند، وموسكو وأستراخان.
كما يبدو، فإن النمو المتسارع لعملية الإنتاج قد ساعد في تدعيم إقتصاد المدينة، وأثّر إيجاباً على الوضع الاجتماعي للسكان. في هذه الفترة، سمحت الأرباح المتحصلة من الاسواق الخارجية بالذات، بتشييد عددٍ من المساجد والمدارس الدينية وخانات القوافل الرائعة في شوشا.
في ثمانينيات القرن الثامن عشر، استكملت عملية بناء أسوار القلعة حول المدينة. وشهدت هذه الفترة تأسيس أحياء عديدة للحرفيين ومزيداً من التطور السريع للتجارة. وكان التجار من شوشا يَعقدون العلاقات التجارية مع تبريز، وطهران، وأصفهان، وإسطنبول، وبغداد، وسمرقند، وموسكو، ولايبزيغ، ولندن، ومانشستر، ومارسيليا ومدن أخرى. وجرى في المدينة صَك العملات الفضية تحت مُسمّى “باناهاباد”.
كتب الرسام المشهور ف. فيريشاغين بعدما رأى شوشا: “بيوت هذه المدينة، تحظى بأشكال وجَماليات تبدو حقيقية وناطقة، كذلك هي مضاءة بنوافذ عديدة حسنة المظهر ورائعة. شُيّدت هذه المدينة الواقعة في أحضان الصخور من الحجارة المأخوذة من ذات محاجر هذه الحجارة، وقد تحقق تبليط شوارع المدينة كافةً بالألواح الحجرية العريضة، أمَّا أسقف البيوت فمن العوارض”.
وينبغي الإشارة إلى أن المصادر التاريخية، تفيد بوجود وفرة من المصانع وأكثر من الفي حرفي في شوشا، في أواخر القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر. ووفقاً للمعلومات الصادرة في عام 1809، فإن 1500 آلة نسيج، كانت تعمل في شوشا في تلك الفترة، الأمر الذي يعني انشغال ما لا يقل عن 1500 حرفي بأشغال إبداعية. في الستينيات من القرن التاسع عشر، نَشطت في شوشا مصانع لإنتاج الحرير من ديدان القز بقدرة إنتاجية سنوية وصلت إلى 78 مليون روبل، حيث بلغت بعدها بفترة وجيزة 117 مليون روبل.
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، شهدت شوشا أعمال البناء على قدم وساق. وأضفت الأشكال الجديدة من القصور والمباني التي بناها خورشيد بانو ناتافان، و جوهر آغا، و جعفر قولو، و أوغورلو بك، وفرض علي بك، و نجف قولو بك، و حاجي قولو، و وصفي بك رونقاً خاصاً على المدينة، إذ ارتقت أهمية مبانيها المدرسية بوضع أسس لها على يد الدولة، كذلك الأمر بالنسبة للمساجد والحمامات المقامة على نفقة أثرياء قره باغ، فقد أضحت من أجمل النماذج للآثار المعمارية آنذاك.
شارك ممثلو شوشا في المعرض الدولي الذي أقيم في فيينا في عام 1873، وأثارت معروضاتهم اهتماماً عميقاً لدى الزوار الأجانب. في عام 1882، كتب إ. دروزدوف في كتابه “المجموعة القوقازية” التالي: “تأتي شوشا من بين المدن المتقدمة ضمن مقاطعة إليزافيتبول. وتتنافس مع تبليسي من حيث التجارة والجمال، وتحوز شوشا على حصة السكان في إليزافيتبول وتساوي 24 ألفاً و 522 ساكن من اصل 625 ألف و 599 مواطن”.
تتضمن الصفحة الثالثة والأربعون من مجلة “النشرة القوقازية” التي ظهرت إلى النور في تبليسي في عام 1903 معلومات عن أن “حلة شوشا تذكّر بمدن أوروبية في القرون الوسطى. وكان تجارها يتمتعون بأفضلية في تجارة الحرير و “جوز القز”، ويقيمون العلاقات التجارية المباشرة مع تبيلسي وموسكو ومارسيليا. علاوة على ذلك، نوَّه مُعلِّق جريدة “القوقاز” في تعقيبه عن تاريخ 24 مايو عام 1868 إلى “أن شوشا لا تكبر نهاراً، بل بالساعة، وتنمو تجارتها، ويغتني سكان المدينة، وتتدفق حشود من الناس إلى هنا، وبالتالي، يمكن القول بكل حزم أن عدد السكان، يبلغ 25 ألف نسمة”.
الموقع الجغرافي لمدينة شوشا وطبيعتها
تقع مدينة شوشا (قلعة شوشا – باناهاباد) على ارتفاع 1500-1600 متر فوق سطح البحر، وتحيط بها من ثلاث جهات صخور شديدة الانحدار. وتحدها من الشمال مدينة خان كاندي، ومن الجنوب – الشرقي مقاطعة خوجافاند، ومن الغرب والجنوب – الغربي مقاطعة لاتشين. حينما نلقي النظر إلى شوشا من الناحية الجنوبية حيث جبل كيرس، نرى وادي صخري شديد الانحدار يحدها من الجهة الجنوبية الشرقية، مِمّا يُدلل على أن شوشا هي مدينة – قلعة تمتلك دون منازع الأهمية الاستراتيجية التاريخية.
بالإضافة إلى ذلك، أكد عدد من الباحثين مراراً وتكراراً الطبيعة الخلابة لشوشا وموقعها الجغرافي، بخاصة كونها قلعة في منتهى الأهمية الاستراتيجية. إذ أن المؤرخ أحمد بك جافانشير من قره باغ، الذي عاش في القرن التاسع عشر، كان أكد ذلك أيضاً عندما خَطَّ بقلمه التالي: “عندما تلقي النظر إلى شوشا من الاتجاه الجنوبي حيث جبل قيرس، تُذكّرنا الصخرة المنيعة عند سفوحه والتي تقع فيها هذه المدينة سوياً مع المظهر النصف الدائري للمدينة، بمرجل نحاسي عملاق عبر الضباب يتبخر بسبب غليان السائل فيه… يَحد الوادي الصخري الشديد الانحدار بشوشا من الناحية الجنوبية – الشرقية”.
لقد وصف أول سفير لجمهورية أذربيجان الشعبية لدى تركيا العثمانية، الرجل السياسي – الاجتماعي، الكاتب يوسف وزير تشامانْزامينلي، مدينة شوشا التي وُلِد فيها بقوله: “…تخيّلوا مدينة على قمة الجبل، تتغشى بخضرة في الربيع والصيف، والضباب والثلوج في الخريف والشتاء. إنها مدينتي… وتيقظ الطبيعة القاسية لشوشا وبردها الساقط من السحب السوداء مثل البيوض وصواعق برقها المروعة التي تلتوي في قبة السماء مثل الثعبان، وشمسها الجميلة وتغريد البلابل، تيقظ لدي أفكاراً عميقة… كل نقطة في المدينة، تروي التاريخ”.
مع ذلك، جَدّد عدد من الباحثين مراراً رأيهم بطبيعة شوشا الخلابة وموقعها الجغرافي، وبكونها قلعة تتمتع بالأهمية الاستراتيجية الحصينة. وقد نوَّه خبراء المناخ المشهورون بعد قيامهم بإجراء الفحص الدقيق على الظروف المناخية والحيوانات والنباتات للمدينة ذات الشأن الهام التي تقع على ارتفاع 1403 متر فوق مستوى سطح البحر؛ إلى أن شوشا ذات الطبيعة المعتدلة هي مدينة تتميز بأهمية علاجية عظيمة وهائلة. وأثبت ظهور المياه المعدنية في عام 1854 جنوبي المدينة، على بعد 18 كم في ركن ممتع يُسمّى “تورشسو”، رأي العُلماء هذا أيضاً. وعُرفت شوشا من حيث نقاء هواءها وصفاءه وأهميته العلاجية كمدينة مُنتجع. وفي هذا الصدد، كانت شوشا وما زالت تشتهر بأماكنها الجذابة ومناطقها للاستجمام والاستراحة، ليس في أذربيجان فقط، بل وخارج حدودها أيضاً.
وكان وما زال سهل “جيدير” ذو الطبيعة الخلابة لا مثيل له بين الأماكن الأكثر إقبالاً من قِبل السياح القادمين من المناطق النائية في الاتحاد السوفييتي السابق إلى شوشا المعروفة بوصفها المدينة المنتجع الذائعة الصيت عالمياً.
الجهة الغربية من سهل “جيدير”، تتألف من 3 تلال متتابعة أُسميت بِ”أوتشميخ”. وكان سهل “جيدير” الذي يُعد المنطقة الأساسية للاستجمام لدى السكان والسياح، يستضيف في شهر مايو منذ ثمانينيات القرن العشرين مهرجان “خاري بلبل” الدولي للاغاني.
تنبت في جبال شوشا زهرة تسمّى “خاري بلبل”، تتسم بجمالها الخاص، وهي لا تنبت في المناطق الأخرى من أذربيجان، ولا في أي مكان آخر في العالَم، وتتمتع هذه الزهرة المستوطِنة بجمالها وبخصائصها العلاجية، وهي تزهر في شهري مايو ويونيو، وغالباً ما يمكن العثور على هذه الزهرة النادرة في سهل “جيدير”، وغابة توب خانة، وقمّة أوتشميخ، والسفوح الجبلية وضفاف الأنهار.