“التكنولوجيات الرقمية لكبار السن والتمتع بصحة جيدة في مرحلة الشيخوخة”، عنوان اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع البيانات الذي تحتفي به دول العالم سنوياً في 17 أيار هذا العام، ذلك ان هذه الفئة العمرية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتكنولوجيا، سواءً كانوا يواصلون العمل أو يقومون بنشاطات يومية تتطلب استخدامها. يشير هذا الانخراط، وإن كان في بداياته، بشكل واضح إلى الحاجة لتسريع التحوّل الرقمي والوصول لعالم رقمي يشمل الجميع.
توجيه الاهتمام الأكبر لتلبية متطلبات الشباب وقطاع الأعمال التكنولوجية هو المتعارف عليه والسائد في كثير من دول العالم، إلى جانب التركيز على اهتمامات اليافعين والصغار، بينما لا يتم تناول احتياجات كبار السن التكنولوجية كثيراً، على الرغم من أنّه واقع مؤثّر في حياة المجتمع، خاصة وأن التوقعات تشير إلى أن عددهم قد يصل إلى أكثر من 1.5 مليار في العام 2050، ما يعني أن هناك ضرورة ملحة لتمتّعهم بالامكانات التي يتيحها العالم الرقمي.
نعتبر في أورنج الأردن، أن كبار السن جزء لا يتجزأ من اهتماماتنا، خاصة وأننا مسؤولون بشكل كبير عن تعزيز مفهوم الشمول الرقمي على مستوى المملكة، ولا يمكن ضمن هذا الاطار إلا أن تستفيد كافة الفئات العمرية في المجتمعات المحلية من حلولنا الرقمية المتقدّمة، للارتقاء بالثقافة الرقمية في مختلف المحافظات.
وعلى الرغم من أن المجتمع الأردني فتيّ، إلّا أننا نرى في كبار السن مجموعة من الإمكانات والخبرات يمكنها الإسهام في التنمية وكذلك التمتع بآفاق جديدة من الإنجاز والتفاعل والتعلّم المستمر بفضل التكنولوجيا التي تمنحهم فرصة الاطلاع على فضاء واسع من المجالات رقمياً وبما يتناسب مع ظروفهم الصحية والمجتمعية، في عالم يفوق عدد مستخدمي الهواتف المحمولة فيه 6 مليار.
ولأن الظروف العالمية تفرض نفسها، أظهرت جائحة كورونا التحديات التي يواجهها التحول الرقمي والمتمثلة بالتفاوتات الرقمية بين مناطق المملكة، ولأننا نتمتع بنظرة استراتيجية بعيدة المدى تتناسب مع مختلف الظروف وتعتمد على بنية تحتية متقدمة تضاهي في جودتها المعايير العالمية، كان العمل على قدم وساق خلال الجائحة وما تلاها لسد الفجوات في هذا الجانب وزيادة دائرة المستفيدين من التكنولوجيا، حيث ركزنا على الشرائح المجتمعية التي قد تواجه مشكلات في التعامل مع التطورات التقنية السريعة سواءً لغياب المهارات أو الحلول اللازمة، فضلاً عن تعزيز الروابط المجتمعية عبر ضمان الأمن والتواصل الفعال.
وفي هذا المضمار، كان لأورنج الأردن مبادرات استباقية، قبل الجائحة بأعوام، لكي لا يبقى كبار السن خارج السرب الرقمي، إذ وفّرت ضمن مجموعتها المتكاملة من الحلول الرقمية أجهزة سهلة الاستخدام بمزايا عدّة يمكن للمسنين الاعتماد عليها في الوصول إلى الموارد الرقمية عبر الإنترنت أو التواصل مع أصدقائهم وعائلاتهم، فضلاً عن حلول الحياة الذكية التي تتيح لأحبّتهم الاطمئنان عليهم في كلّ وقت، بما في ذلك الكاميرات الذكية، جهاز الطوارئ SOS وغيرها.
ومن خلال معارض أورنج الأردن المنتشرة في أنحاء المملكة، وفرنا إمكانية استخدام تطبيق التواصل البصري “SignBook” لمن يعانون من الصعوبات السمعية من كبار السن وغيرهم، كما نواصل تحديث موقع الشركة الإلكتروني ومختلف قنواتها الرقمية لتسهيل استخدامها والوصول إليها من قبل الجميع، هذا إلى جانب تدريب موظفي المعارض على توفير المساعدة الفنية والإرشادية لكل من يطلبها بيسر.
ونظراً للتطورات التقنية الهائلة التي يشهدها القطاع الطبي، ترتئي أورنج الأردن ضرورة تبني حلول الرعاية الصحية الذكية وتلك المقدّمة عن بُعد (telehealth) على مستوى الأفراد والمؤسسات في المملكة، لتسخير التقنيات الرقمية في تسهيل وصول المسنين إلى الخدمات الطبية وإحداث نقلة نوعية في متابعة الحالات وصرف العلاجات وغيرها، وتجسّد الشركة هذا التوجّه بعدة شراكات أبرزها مع مستشفى العبدلي الذي ترفده بحلولVirtual Desktop Infrastructure بالتعاون مع شركة إسناد لتكنولوجيا المعلومات لتعزيز الكفاءة التشغيلية ورعاية المرضى.
ولأن اهتماماتنا لا تقتصر على الحلول الرقمية الموجّهة لكافة الشرائح المجتمعية، نعمل ضمن مسؤوليتنا الاجتماعية على تعزيز الثقافة الرقمية عبر تمكين أكبر عدد من المستفيدين في المملكة ببرامج رقمية وريادية مجانية تركّز في طياتها على التأثير المسؤول وتبادل الخبرات ونفع المجتمع بأكمله، حيث تؤكد الشركة على مواصلتها العمل لمنح الجميع مفاتيح عالم رقمي مسؤول يجعل حياتهم ومجتمعهم أفضل.