عروبة الإخباري – حذر نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة الشيخ ناجح بكيرات من مخاطر وتداعيات الدعوات اليهودية المتطرفة لهدم قبة الصخرة المشرفة داخل المسجد الأقصى المبارك، نهاية مايو/ أيار الجاري.
وقال بكيرات في حديث خاص لوكالة “صفا” يوم الأربعاء: إن “مثل هذه الدعوات تخدم مشروع الدولة اليهودية، وإثبات أن القدس مدينة يهودية، كما تستهدف إزالة الحضور الفلسطيني العربي والإسلامي من المسجد الأقصى، وإنها هوية المدينة المقدسة”.
وأشار إلى أن هذه الدعوات ليست بالجديدة، بل أُطلقت منذ بداية الاحتلال، وتم إصدار أكثر من كتاب لمؤلفين وباحثين إسرائيليين يحث على هدم قبة الصخرة، من بينها كتاب يسمى “أحلام اليقظة” الذي طرح مؤلفه نقل القبة المشرفة إلى مكان آخر، وأن يتم إقامة عمل معماري يشبه هذا المكان.
وأضاف أن بعض المتطرفين اقترحوا وجود مهندسين لنقل قبة الصخرة، وآخرين دعوا لضربها بالصواريخ، وبعضهم من لجأ إلى إجراء حفريات عام 1981، عبر حفر نفق وشفط المياه من بئر سبيل قايتباي وصولًا إلى سلم البائكة التي تصل للباب الغربي للقبة، وذلك من أجل هدمها.
استهداف كبير
وأكد أن الاحتلال وجماعاته المتطرفة تريد إنهاء مشهد قبة الصخرة، كونه يعطي حضورًا إسلاميًا عربيًا قويًا لمدينة القدس والمسجد الأقصى، وبالتالي لا يمكن لأي بناء أي يعطي مثل هذا الحضور.
وأشار إلى أن الجماعات المتطرفة لا تريد أن ترى هذا المشهد في المسجد الأقصى، لذلك نحن أمام استهداف كبير لإزالة الوجود والحضور العربي، وكل من سيأتي للمسجد المبارك، ومحاولة لإنهاء الجذور الإسلامية منه.
وأوضح بكيرات أن ذلك يشكل استهدافًا للبشر والحجر والرموز والتاريخ الإسلامي العريق، بغية خلق واقع جديد، تمهيدًا لبناء “الهيكل” مكان المسجد الأقصى.
وبين أن المشكلة القائمة عند الجماعات المتطرفة تتمثل في ترميم ما تم الاختلاف على مكان إقامة “الهيكل”، بينها وبين الأحزاب والطوائف الإسرائيلية، حيث لا يوجد أي مكان محدد لإقامته، بل هناك اختلاف على 12 مكانًا.
ولفت إلى أن ضياع الرواية التوراتية وتشتتها أدى إلى تأخير حسم قضية “الهيكل”، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الحركة الصهيونية تركز على المسجد الأقصى، والخروج من هذا الاختلاف على حساب قدسية المسجد ومكانته، واستهداف أعظم معلم وبناء تاريخي في العالم قبة الصخرة.
فشل إسرائيلي
وبحسب بكيرات، فإن” الجماعات المتطرفة تشعر بأن الوقت مناسب لتحقيق ذلك، في ظل انشغال العالم بالحرب الروسية الأوكرانية، وضعف وترهل المحيط العربي والإقليمي”.
لكن في المقابل، أكد أن الاحتلال وجماعاته المتطرفة فوجئوا بحيوية الوعي الفلسطيني والحضور المقدسي، وأنهم لا يستطيعون فعل أي شيء بحق المسجد الأقصى، وأيضًا فشلوا في فرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني، وغيرها من المخططات.
وتابع أن “سلطات الاحتلال تحاول إثبات وجودها في الأقصى والقدس، لأنها تشعر بأن هذا الكيان الغاصب مخلخل وضعيف، وأيضًا تحاول تلميع صورة المحتل، وإثبات أن القدس عاصمة لمشروع الدولة اليهودية”.
وأكد نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية أن سلطات الاحتلال تسعى لمحاصرة الأقصى وتغييب للصورة العربية الإسلامية في المدينة المقدسة.
والثلاثاء، دعا زعيم منظمة “لاهافا” المتطرفة “بنتسي غوفشتاين” المستوطنين للاشتراك في “مسيرة الأعلام” السنوية المقررة نهاية مايو/ أيار الجاري داخل البلدة القديمة من القدس، وهدم قبة الصخرة المشرفة داخل المسجد الأقصى المبارك.
وطالب في منشور له عبر قناته في تطبيق “تلغرام”- وفق ترجمة وكالة “صفا”- المستوطنين بالمشاركة في “التظاهرة العارمة” بـ28 مايو، والذي يوافق “يوم توحيد القدس” لدى الاحتلال.
ووضع المتطرف غوفشتاين في خلفية المنشور صورة لقبة الصخرة وإلى جانبها جرافة تقوم بهدمها، وكتب: “سنأتي لهدم قبة الصخرة”.
وسبق أن نشر الحاخام الإسرائيلي المتطرف يعقوب هيمن عبر حسابه على “فيسبوك”، صورة له وهو بجانب مسجد قبة الصخرة، مع إعلان عن حاجته لمهندس متخصص في هدم المنشآت والمباني لإخراج مبنى القبة خارج ساحة المسجد الأقصى.
وكتب رئيس “ائتلاف منظمات الهيكل” المتطرف هيمن عبر حسابه: “أبحث عن مهندس متخصص في هدم المنشآت والمباني، وتقديم اقتراح لإزالة ونقل قبة الصخرة إلى الخارج، نرجو أن نحظى قريبًا بافتتاح المعبد”.
وكانت جماعات استيطانية متطرفة قدمت مقترحًا لحكومة الاحتلال يهدف إلى تفكيك مسجد “قبة الصخرة” المشرفة، لإقامة “الهيكل” مكانه، في سابقة خطيرة تهدف لتغيير الواقع في الأقصى.
بكيرات: الدعوات لهدم قبة الصخرة خطيرة وتستهدف إنهاء الوجود العربي
10
المقالة السابقة