عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
أمضيت في ادارة شركة الكهرباء الاردنية بعض الوقت، اذ لم اشأ ان اكتب عن شركة الكهرباء الاردنية التي استهدفتها حملة نقدية غير عادلة وغير مبررة في الشتوية “الثلجة الماضية” اذ كان علي ان انتظر قليلا لينقشع غبار الحملة ويذهب الدخان ويبتعد الرماد ويبقى الجمر..
فالذين انتقدوا نظروا الى جانب واحد ولم ينظروا الى انجازات الشركة عبر عمرها الماسي (75) ، حيث راكمت انجازات كبيرة كقطاع خدمات على مستوى الاداء والتطور والفوترة وعلى مستوى التعامل مع العاملين والمواطنين والطواقم..
حين التقى جلالة الملك شخصيات اقتصادية وادارية بارزة في الديوان الملكي في اجتماعات تنسيقية عامة ومتكاملة، كان قد علق على الكهرباء بالقول:” ان الاميرة (احدى بنات جلالة الملك) قد قطعت عنهم الكهرباء في لندن لأكثر من يوم وليلة”، ولذا فإن العبرة السنة التي تمتد الى 366 يوما تتمتع فيها بالكهرباء قد تتعطل ليوم او اكثر، وهذه مسألة طبيعية ومع ذلك لا يمرّ ذلك اليوم دون نقد او تعليق، ولذا فإن أي انقطاع لا بد ان يدرج في سياقة العام وليس في سياق الاسقاط على شركة الكهرباء التي تحتفظ بأفضل سجل في مجال العاملين والتدريب وحقوق المنتسبين اليها والحرص عليهم وتقديم عديد من الامتيازات ذكرها لي السيد (عزت الجوخدار) امين سر مجلس الادارة في الشركة، وقد اعد كتاباً لذلك كشف فيه عن ان ما يقدم في الشركة للعاملين يفوق كل الشركات الاردنية الاخرى في القطاعين العام والخاص، ويكشف عن حجم الرضى والانتماء .
فقد اردت ان اذكّر بالمثل الشعبي زي “سكرة علاوي” حين تقدم شركة الكهرباء خدمة مميزة طوال السنة فإن نقصت هذه الخدمة قليلاً بادر المتشائمون الى الوصف والتوقف واظهار المتالب والعيوب..
كنت احس ان الحملة التي شارك فيها نواب لم يتمثلوا الحقائق ولم يسعوا الى الوصول اليها، وكذلك صحفيين ومشتغلين في مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الحملة كان اكثرها ظالما وفيه افتراء، والشركة لم تنكر انها واجهت صعوبات في التعامل معها خاصة وان حجماً من الاشجار فيما اسماه المدير العام السيد حسن عبدالله بـ “كارادور عمان” كان الاكثر تضررا حين تكسرت الاشجار وتسببت في قطع التيار لوقوعها على الاسلاك الموصلة..
استطاعت الشركة بسرعة وبدعم ممن كانوا يجدون لأهلهم واخوانهم اعذارا أن تتخلص من الاشياء الطارئة والمعطلة بجهود كبيرة وطارئة ورش اضافية ومستمرة..
كثيرون بالمقابل وقفوا مع الشركة ودافعوا عنها وكان استبسال مديرها العام الذي لم يكن يعود الى منزله بسهولة لما كان ينتظره من اجتماعات وواجبات واستفسارات وطلبات في البرلمان ومكاتب الحكومة..
ولعل ضارة نافعة كما يقولون .. فقد مكن الاعصار الثلجي وما رافقه من سوء في المناخ شركة الكهرباء من اجراء تمرين حيّ “مناورة” حيّة اصلحت فيها ما افسدته الانواء، وأبدت حرصا واتقانا وحسن معاملة توفرت لها بحكم الخبرة والمعرفة..
اليوم شركة الكهرباء اكثر استعدادا ومعرفة واحاطة بالظروف واستعداداً لمواجهتها تحت اي اسم ..
ويبدو لي ان الشركة قد التقطت الانفاس وانجزت اصلاح كل ما فسد، وان لديها خطة تطويرية جديدة تتناول مشاريع جديدة مستقبلية، كما تتناول تحديث الوسائل واساليب الخدمة والشكاوى..
وأعتتقد أنه حان الوقت لمزيد من المعرفة عن الشركة التي حرصت على الشفافية وشرح المواقف والافصاح، اذ ان هذه الشركة بقيت قوية في بنيتها التحتية والإدارية، وان رهانها هو على نفسها والعاملين فيها وادارتها التنفيذية ومجلس ادارتها، فكل هذه المكونات مختبرة وخبيرة وقادرة على الانجاز بسرعة.. وهذا المستوى الذي تمتعت به شركة الكهرباء هو ما ابعد عنها طروحات الشراء والخصخصة، لتظل هذه الشركة الوطنية ومملوكة لالاف المساهمين الصغار جداً بمساهماتهم.. فالشركة بدأت من القطاع الخاص مع الحاج محمد علي بدير وما زال تحافظ على مستويات مميزة وتنافسية وثبت ان ادارتها حافظت على اداء وقبلت كل التحديات الماثلة والمستقبلية..