الكثير يعتبر أن العدوان الإسرائيلي الاستيطاني العنصري على الشعب الفلسطيني وإحتلال فلسطين التاريخية يوم النكبة، بل هو يوم هزيمة الأخلاق والإنسانية من قبل الكيان الصهيوني وامتداداتها المختلفة وحلفائهم من الدول الاستعمارية وبشكل خاص حكومة الانتداب البريطاني الاستعمارية التي قدمت كافة التسهيلات والامكانيات للعصابات الصهيونية في دخول فلسطين من مختلف ارجاء العالم، وإقامة الكيان الصهيوني الاستيطاني العنصري على أرض فلسطين وسبق ذلك وعد بلفور المشؤوم الذي قدم من قبل بلفور وزير الخارجية البريطاني الذي يمثل حكومة الانتداب البريطاني، وإقامة فكرة الكيان الصهيوني في فلسطين في إطار إستراتيجية المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني، يأتي في إطار مصالح القوى الاستعمارية والتي قد بدأت قبل وقوع الحرب العالمية الأولى وبدأت بشكل تدريجي يوماً بعد يوم وباسهام من دول العالم وبشكل شمولي الوكيل الحصري الولايات المتحدة الأمريكية، لقد فعلوا فعلتهم وظنهم كما ظن بن غوريون مؤسس دولة الإحتلال الإسرائيلي، الكبار يموتون والصغار ينسون، ولكن ما حصل هو العكس الكبار نقلوا الأمانة الوطنية ومفاتيح العودة من جيل إلى جيل ونقل لنا الكبار شهادة حيه عن حجم المجازر الوحشية والاعدامات الميدانية من قبل جيش الإحتلال الإسرائيلي وبغطاء من الإستعمار البريطاني وبصمت من قبل عصبة الأمم، والتي أصبحت الأمم المتحدة وهي الحرب الأبدية التي تسببت بتشريد الشعب الفلسطيني عن أرضه منذ 74 عاماً.
هذا الشعب الفلسطيني العظيم لم يستكين ولم يسلم في الهزيمة بل بقيا متمسك في حق العودة وعمل على البناء الذاتي، فقد قام ببناء الإنسان الفلسطيني من خلال التعليم والبحث العلمي حتى أصبح من أكبر نسبة تعليم على مستوى دول العالم، إضافة إلى التوجه للقطاع التجاري والصناعي وفي مختلف الحقول، وإنتشار الإنسان الفلسطيني في مختلف بقاع العالم بين العلم والمعرفة والبناء، ولم يغفل أو يتجاهل حق العودة والعمل على ذلك ومنذ الإحتلال الاستعماري البريطاني ووعد بلفور المشؤوم والشعب الفلسطيني بنضال متواصل وثورات متعددة حتى كانت إنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965 ، وبفعل ذلك تحول الشعب من معسكرات اللاجئين إلى معسكرات الثورة الفلسطينية،
ولقد كانت نكسة حزيران 1967
الانطلاقة الفعلية لثورتنا الفلسطينية، هذه الثورة التي أشعلت الكفاح المسلح ومن خلالها تبلورت الهوية السياسية لشعبنا الفلسطيني العظيم من خلال منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها.
وإذا أعتقد البعض أن القضية الفلسطينية قد تنتهي من خلال إتفاقيات منقوصة على أساس
مقايضة الحقوق الوطنية والتاريخية، بنوع معين التسهيلات الحياتية والمعيشية وتصاريح العمل لمجرد العيش تحت كنف الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني، هم يجهلون الشعب الفلسطيني هذا الشعب يتجاوز كل الحدود والمسافات والاتفاقيات المرائية والمخفية ، هذا شعب لا تسقط الحقوق الوطنية والتاريخية بتقادم، ولذلك لا إمكانية في التعايش مع الإحتلال، هذا الجيل أخذ على عاتقهم قرار التصدي ومقاومة الإحتلال في عمق الأرض المحتلة دون تراجع وفي مختلف الوسائل النضالية والكفاحية وفي مقدمة ذلك العمليات العسكرية التي تؤدي إلى الشهادة أو الإعتقال، الشعب الفلسطيني يعتبر نفسه مشاريع شهادة كم كان يردد الزعيم الخالدالشهيد ياسر عرفات في سبيل الحرية وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني؛ لذلك نحن لا نعيش نكبه لقد تجاوزنا ذلك الأمر منذ سنوات طويلة لقد أصبحنا في قائمة الثوار وحملنا مع من سبقوا من الشهداء والجرحى والأسرى والأسيرات راية الكفاح المقاومة
وعلى العهد نسير، ونردد ثورة ثورة حتى النصر والعودة .
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com