عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
أغبط الذين ما زالوا يصرّون على ان يستمر عمل مركز حماية وحرية الصحفيين في العمل ويبذلون جهدا كبيرا رغم انهم يسيرون في ارض وعرة تصحرت وعلتها الاشواك نتاج جفاف الحريات وانسحابها..
المركز يواصل حمل رسائله ويبشر بها ويعمل ليكون شاهدا على مرحلة صعبة جرى ادارة الظهر لكثير من مكوناتها المتعلقة بحرية التعبير وبأوضاع الصحفيين وحقوقهم وتضييق الهوامش عليهم..
لن أخوض في التفاصيل وما انجز المركز عبر سنواته الطويلة التي زادت عن عقدين من الزمن اذ يمكن الرجوع الى ذلك في برامجه وما توفر لديه من دراسات وكتب واستطلاعات وندوات، ولكن ما اردت ان اقوله ان اصعب الظروف تواجه الان بيئة حماية وحرية الصحفيين التي تحاول من خلال المركز الذي يشكل رافعة لها ان تعلي من شأن ذلك وان تكرسه وان تشهد العالم المشارك عليه..
أمس كان احتفال المركز السنوي الذي احتضنته شركة زين الرائدة والداعمة للصحفيين ومسيرتهم والحريصة ان تظل مسؤوليتها الاجتماعية تنسحب على مثل هذه النشاطات، وقد مثلها طارق البيطار المدير التنفيذي لدائرة الإعلام والاتصال الذي استقبل المدعوين..
اما الزميل نضال منصور الذي يتولى المسؤولية في مركز حماية وحرية الصحفيين فقد ظل دائما يحرص على التواصل مع المؤسسات التي يمكن ان تدعم اهداف المركز وغاياته ويدعو الى تجديد قيادة المركز من خلال اعضاء ادارة فاعلين يدركون المخاطر ويتناولونها بوعي وصبر وجلد..
امس كانت الرعاية لرئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري الذي هو رئيس مجلس ادارة المركز في هذه المرحلة، وقد استقبل المدعوين وكرم من قام المركز بتكريمهم..
وطاهر من الشخصيات الوطنية التي تتمتع بالاجماع وتحرص على توفر هوامش واسعة لحرية التعبير، وان يؤدي المركز دوره بشكل افضل دائما، واذا استفاد المركز من تجربة ابو نشأت ومن اراءه..
أحسست أمس في الحوارات الجانبية التي تقوم حين يلتقي هذا العدد الكبير من الصحفيين والاعلاميين والكتاب الحاجة الماسة لمزيد من الحريات في مجالات التعبير والرأي ووجوب قبول الرأي الآخر والتعامل معه باحترام، وان حريات التعبير وهوامشها قد ضاقت اكثر من اي وقت مضى وان المسؤول لم يعد يحتمل الرأي الاخر ويفرد كل المساحات للرأي الواحد فقط، في حين يواجه بلدنا الكثير من التحديات والضغوط مختلفة الاسباب والمصادر، وهذه التحديات لا تواجه برأي واحد وانما لابد من ان يتوفر الاجماع الوطني عليها لمواجهتها بقدرات جماعية تتطلب توفر المعلومات ووضوحها وشفافيتها حين يتعلق الأمر بالأمن الوطني والمصالح الوطنية العامة..
امس كانت فلسطين التي تواجه المزيد من ارهاب الاحتلال الاسرائيلي حاضرة باعضاء نقابة الصحفيين فيها وبممثلين، وقد جرى تحية نضال الفلسطيني الصامد في القدس وعموم فلسطين والدعوة لمؤازرة هذا الشعب الصامد المناضل في وجه أعتى الغزوات الاستعمارية الباقية حتى الآن..
يستحق مركز حماية وحرية الصحفيين المؤازرة والتأييد وان تكون مهامه محمية و سالكة ليخدم اهدافه المعلنة..
لقاء امس تجدد بعد غياب فرضته ظروف الحظر من جائحة الكورونا لتتواصل اللقاءات السنوية التي اصبحت تقليدا حميدا للمركز..