رغم تأخر الدعوة إلى إنعقاد إجتماع القيادة الفلسطينية، قابلنا دعوة الإعنقاد بتفاؤل، ومن المؤسف أنه تم التأجيل كما سمعنا بوسائل الإعلام، إن التأجيل بسبب إصابة بعض أعضاء القيادة الموقرة بفيروس كورونا، ولم يتم إبلاغ الناطق الإعلامي عن الموعد الجديد، ولكن إن كان تأجيل بدوافع ما يتم تداولها بأن هناك ضغوطات على القيادة الفلسطينية عربية وإقليمية ودولية فإن هذه العوامل سوف تؤدي إلى المزيد من الإرهاب الإسرائيلي المنظم بحق أبناء شعبنا، ونحن لسن في إنتظار التهدئة مع الإحتلال الإسرائيلي بقدر ما نحتاج إلى إعادة النظر في نتائج العملية السياسية التي تراوح مكانها دون جدوى مع الإحتلال، بعدما ضرب بعرض الحائط كافة الاتفاقيات الثنائية وأعلن بشكل واضح رفضها حل الدولتين وفي نفس الوقت رفض تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية والتي تبناها مؤتمر القمة العربية ومؤتمر القمة لدول الإسلامية.
وفي الخطاب الأخير للرئيس الفلسطيني أبو مازن في الأمم المتحدة أعطى موعد محدد لإمكانية الإستمرار على هذا النحو، حتى قبل نهاية العام الجاري
ومن خلال سير الأحداث الأخيرة والتطورات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية بشكل عام والقدس ومقدساتها الإسلامية المسجد الأقصى المبارك تؤكد على أن إمكانية المراهنة على الحل والتهدئة مع جرائم جيش الاحتلال والمستوطنين في القدس ومختلف التطورات الأخيرة، والتي تحدث في جنين والمخيم وفي حوسان وبيت لحم ومخيم الدهيشه ونابلس طولكرم رام الله وكل أرجاء الضفة الغربية وقطاع غزة تؤكد على فشل مختلف المحاولات المتكررة الثنائية والعربية والدولية، بنتائج مع الإحتلال؛ لذلك إذا كانت في السابق دعوة المجلس المركزي الفلسطيني من أجل تنظيم مؤسسات منظمة التحرير التشريعية والتنفيذية ودوائرها فقد حدث ذلك.
ولكن التطورات والأوضاع القائمة تستدعي ضرورة الدعوة إلى إنعقاد إجتماع القيادة الفلسطينية ممثل في الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية واللجنة التنفيذية ورئاسة المجلس الوطني الفلسطيني، الجميع مدعو إلى تحمل المسؤولية الوطنية بمختلف الجوانب، وهذا يتتطلب تفعيل دور القيادة الفلسطينية في تحمل المسؤولية الوطنية وعدم إبقاء الوضع القائم ببن بعض المستشارين إلى جانب ذلك استغرب صمت أعضاء اللجنة التنفيذية، من غير المقبول أن تصبح عضوية اللجنة التنفيذية مجرد لقب مضاف إلى البعض مثل الإضافات الأخرى من معالي الوزير أو عضو بلجنتين، ما جاء في هذه السطور المتواضعة القليل فيض من غيض مما يجب أن يقال، الشهداء والجرحى والمصابين والمعتقلين قدموا الغالي ونفيس وحياتهم قرابين في مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة وفي مقدمتهم حركة فتح التي فجرة إنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وقدموا الصف الأول من اللجنة المركزية وقوافل من القيادات والكوادر والأعضاء من الشهداء والجرحى والمصابين والمعتقلين، وكذلك مختلف الفصائل الفلسطينية التي رافقت المسيرة النضالية والكفاحية لا يمكن الإبقاء على ما نحن فيه، وقرارات المجالس الوطني والمركزي معلقة دون تنفيذها منذ سبعة سنوات وكان آخرها خلال إجتماع المجلس المركزي الأخير قبل 70يوماً، بنتيجة الحالة الفلسطينية السائدة أصبحت قيادات حماس في الدوحة وتركيا إضافة إلى قطاع غزة محور الإتصالات الجارية، أصبح التلويح في إطلاق الصواريخ أو بطريق الخطاء محور المفاوضات والتهدئة عناوين المرحلة، من غير المقبول والمنطق أن يصبح شعبنا ما بين المتاجرة في المقاومة لدى البعض لتحسين شروط الإبقاء وتدفق الأموال القطرية بشكل شهري وإبقاء شعبنا ما بين الحصار والعدوان
والاستبداد ونظام الضرائب والجباية، وما بين ممارسة الوسطاء في منع قرارات تؤدي إلى إلغاء الإعتراف في “إسرائيل” وتنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني التي طال انتظاره إلى دائرة الفعل دون تردد نريد أن نكون في حال من الاتفاقيات الثنائية مع الإحتلال الإسرائيلي، اليوم قبل الغد وعلى الكيان الصهيوني أن يتحمل تداعيات ذلك الأمر.
“وقل اعملوا فسيرى عملكم ورسوله والمؤمنون ۖوستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون”.
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com