ليس من الصدفة أن يكون شهر نيسان يحمل في طياتها العديد من القضايا والمحطات النضالية، في نيسان 1973 تم إغتيال الشهداء الثلاثة كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار، في العاصمة اللبنانية بيروت منطقة فردان، وفي 17 نيسان نحتفل بيوم الأسير الفلسطيني، وفي نيسان من هذا العام الجاري سلسلة من العمليات البطولية في عمق الأرض المحتلة، حيث كانت العملية الأولى للأسير المحرر محمد غالب أبو القيعان الذي اعتقل لمدة خمسة سنوات في سجون الاحتلال ولم تمضي أيام حتى قيام العملية البطولية في الخضيرة وبعد ذلك عميلة البطل ضياء حمارشة بمنطقة بني براك في تل أبيب، وكانت العملية الأبرز في تل أبيب للفارس البطل رعد حازم، حيث أمضى 9ساعات والاحتلال يعيش في حالة إستثنائية من الارتباك والخوف والهلع، إضافة إلى استنفار مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، هؤلاء الأبطال وأمثالهم قد نالوا شرف الاستشهاد ومنهم من تم إعتقالهم داخل فلسطين المحتلة، أو من خلال الدخول إلى فلسطين من خلال القيام بعمليات عسكرية في غالبها من تخطيط القائد المؤسس للقطاع الغربي ومؤسس المدرسة الثورية المؤمنة بشكل شمولي في المقاومة بمختلف الوسائل الكفاحية، ولقد كان صاحب نظرية نقل الصراع مع الاحتلال داخل فلسطين المحتلة بديل عن الساحات الخارجية وخاصة بعد خروج المقاومة الفلسطينية من العاصمة اللبنانية بيروت، ولذلك كانت الانتفاضة الفلسطينية نقطة تحول في صراع مع الاحتلال، وسبق ذلك سلسلة من الخلاية الفدائية إنشائها القائد البطل خليل الوزير أبو جهاد واذكر أحد أبرز تلك الخلاية مجموعة الشهيد رفيق السالمي في قطاع غزة ومجموعات آخر داخل غزة، ومجموعة القائد باجس أبو عطوان في جبال الخليل والبطل على الربعي وسلسلة من الأسماء والخلاية التي عملت في ارجاء فلسطين من النهر حتى البحر. ونستذكر في سجل المناضلات الأسيرة الأولى لحركة فتح فاطمة برماوي وشقيقته إحسان برماوي
وكذلك مجموعة الشهيدة دلال المغربي ورفاقه العملية البطولية
وعملية سافوى والقائمة طويلة،
وهؤلاء الأبطال الذين صنعوا هذا النوع من العمليات البطولية خلال الشهر الجاري في عمق الأرض المحتلة هم أحفاد وأبناء المدرسة الثورية النضالية والمؤمنون في مسيرة الكفاح المسلح لقد شكل أبو جهاد في نضاله ووجوده حالة إستثنائية من النضال ولم تنتهي هذه الحالة حتى في غيابة عن الحياة لقد كان يخجلنا في تواضعه وأخلاقه ونبله، لقد كان مؤمن وقدرياً في حياته ورغم موقعه النضالي ودوره المحوري والأساسي في قيادة الثورة الفلسطينية المعاصر إلى جانب أخيه الشهيد الرمز أبو عمار القائد العام ورفاقه من القيادة الفلسطينية لم يتمسك في الألقاب بل أهم كان على للسانه الأخ يعني الأخوة النضالية لم يكن ملفة للنظر في حماية نفسه، “الحراسات المشددة والمواكبة” كان مؤمن ويردد الآيه الكريمة: ﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ من أية صورة التوبة
لقد حاول الموساد الإسرائيلي مراراً وتكراراً إغتيال أبو جهاد الوزير ولم يتمكن في العديد من المحاولات ، وكانت عملية الاغتيال الجبانة الأخيرة في تونس إستخدمت فيها كل الوسائل والتجهيزات الأمنية والاستخباراتية واللوجستية، بعد أن اوجع مضاجعهم في سجل طويل من المقاومة والعلمليات الفدائية بادائها في خمسينيات القرن الماضي وحتى تاريخ استشهاده 16 نيسان 1988 وهو يخطط ويدير الإنتفاضة وكانت أبرز العمليات وأخطرها التي أصابت الإحتلال الإسرائيلي عملية المفاعل النووي بديمونا، هذه بعض العناوين من المسيرة النضالية والكفاحية للقائد الشهيد الخالد خليل الوزير أبو جهاد الذي بأدائها منذ سنوات طويلة، ها هي تأتي ثمارها من الجيل الجديد
الذين أنجبتهم أمهاتهم تحت الإحتلال وقد عاشوا فترة أكذوبة السلام ومراحل التطبيع، هم الآن يصنعون مرحلة جديدة إضافية للمسيرة الكفاح المسلح وعنوانها وراء العدو في كل مكان من الأرض المحتلة، ويرفعون إشارة النصر من القدس العاصمة وبئر السبع إلى الخضيرة إلى تل أبيب إلى جنين ومخيم الصمود إلى أرجاء فلسطين وتستمر مسيرة الثورة حتى النصر وبدون توقف
نام قرير العين يا أبى جهاد يا أول الرصاص..وأول الحجارة
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com