عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
ادركت بالمعاينة والحضور والنقاش مدى الايمان العميق لولي العهد الأمير الحسين -حفظه الله- “ان الشباب طاقة خلاّقة “لا بد من توجيهها واستثمارها لكي يصلون الى اهدافهم في حياة عزيزة كريمة تخدم وطنهم وتضمن تقدمه وازدهاره..
ولهذا الغرض أقيمت مؤسسة ولي العهد كاطار جامع للشباب على مساحة الوطن كلها وكمنصة ينطلق من خلالها عملهم وابداعهم كرمتني مؤسسة ولي العهد بزيارة لها ، وقد أمضيت وقتاً مفيداً في مكتب المديرة ” تمام منكو” وطاقم العلاقات معها ، واستطعت أن أكون بالصورة للجوانب العديدة من نشاط المؤسسة وحتى فلسفتها ودوافعها وما تطمح اليه، وايضا رهان الأمير الحسين عليها واهتمامه بها..
لا يستطيع المتابع الجاد ان يكون في صورة التفاصيل التي تقوم بها المؤسسة في جلسة او حتى اثنتين، فهناك كم هائل من المشاريع الطموحة، وهناك برامج بدأت واخرى ستبدأ وثالثة اكتملت.. فالمبادرات لولي العهد لا تنتهي وهو يريدها سابقة وجاهزة وبرسم الاستعمال والانخراط الفوري فيها، والاستجابة لكافة التحديات التي يواجهها الشباب الأردني، وهي تحديات يعيشها الأمير ولي العهد معهم ويلمسها من خلال الواقع، ومن خلال احاديثه وزياراته وتفاعلاته، فهو قريب الى التجمعات الشبابية ويشاركها رؤيته التي يحرص على مناقشتها معهم وتعديلها بما يتناسب مع تطلعاتهم ايضا..
أما مؤسسة ولي العهد التي يلفت الانتباه دورها ومشاريعها، فقد رغبت ان اتابع نشاطها منذ استمعت الى كلمة السيد غسان نقل في لقاء في العقبة يتحدث عن المؤسسة من خلال رئاسته لمجلس الامناء فيها.. فقد قال كلاما جديدا وهاما لم نألفه وفيه جوانب عملية وتطبيقية بعيدا عن عبارات “يجب، وينبغي” التي تدمن المؤسسات على استعمالها..
يومها قلت للسيد نقل اريد المزيد من المعلومات فأحالني الى المؤسسة التي رحبت بزيارتي، وكان اللقاء الذي سررت به وبحماسة الشباب الذين التقيتهم لأعرف منهم ان هذه المؤسسة بدأت في 16/7/2015 بصدور الارادة الملكية السامية بالموافقة على قانونها كمؤسسة اهلية ذات نفع عام، تساهم في اعمال التنمية والبر “الاحسان” وتطوير العمل الخيري الاجتماعي و التطوعي و توفر الدعم اللازم للشباب من خلال التنمية الشاملة في كل المملكة..
وتزيد انها تقدم الدعم ايضا للمجتمعات المحلية بإقامة المشاريع العديدة المختلفة كتنمية مواهب الشباب وتحسين مستويات معيشتهم..
والحقيقة انني اعجبت بالمبادرات المقدمة والمعمول بها، وادارة هذه المبادرات وخاصة المتعلقة بالبعدين التقني والتكنولوجي والبعد الاخر الانساني المرتبط بحرية الانسان و مفهوم المواطنة والتوعية ونقل مبادرة خططها.. فجامعة الأمير الحسين التقنية تقوم بدور ريادي يصون الابداع ويحفظه ويمكن الطلاب من مهارات العمل ليدخلوا الى سوق العمل متمكنين وبتأهيل جامعي او دورات كالدبلوم والفترات القصيرة التي يعاد تأهيلهم بعد انقطاع او لضرورات التكيف..
اعجبتني الافكار التي طرحت حول جمعية “نوى” وهي من كلمة “نواة” اي بذرة الفاكهة، وقد اختاروا ان يكون الجمع نوى وليس أنوية ومهمة هذه الجمعية مهمة جليلة في التشبيك بين تجمعات الشباب في العديد من الجمعيات التي بحاجة الى تبرعات للربط مع المتبرعين، وبالتالي دعم الشباب في جمعيات “نوى”..
وهناك جمعية ذات افكار ايجابية وعملية وهي جمعية “نحن” وهي تشرك المتطوعين وتضع لهم الأطر وتمكنهم من اداء رغباتهم ودورهم في التطوع، وتفتح لهم باب التنافسية والابداع ليعيدوا انتاج مجتمعهم على أسس من العطاء والتضحية والايثار..
وهذه الجمعيات في بعدها تطرح مفاهيم الديمقراطية في 13 جامعة اردنية ومفاهيم الحياة السياسية وتفتح باب السماع والمشاركة الخطية لكل صاحب فكر ومبادرة ليتقدم وقد افضى ذلك كله خلف حالة من الممارسة في جمعية “حقق “حيث يقدم الشركاء وهم الطلاب في هذه الجامعات والمدارس مجالس منتخبة يتدربون فيها على الانتخاب وعلى البرامج والتطبيق وبث روح التثقيف والتطوير والتمكين ليكون الطالب مواطن مكتمل الاركان من حيث حقه في التنظيم والممارسة السياسية..
لقد انتشرت المجالس المرتبطة بهذا النشاط العام ليحمل المشتركون لقب “الفرسان” فرسان المبادرة مطبقين ومنخرطين في برامج عمل مناسبة لاحتياجات مجتمعاتهم، اذ بغير التنظيم تتبدد الطاقات وتتسرب في حين يكفل التنظيم لطاقات الشباب في هذه الجمعيات وغيرها توفر منصات وطنية ينطلق منها العمل والابداع الذي سمي له “مصنع الأفكار”، فالفكرة هي الاصل وهي رأسمال وكل الاختراعات والمشاريع الطموحة والمؤثرة في الحياة الانسانية بدأت بفكرة ثم تجسدت حين ضمنت الرعاية والتعهد..
نعم نحن في مؤسسة ولي العهد امام الشعار الهام الذي يجري تجسيده “شباب قادر لأردن طموح” وهذه المسيرة التي بدأت عام 2015 مكللة بالعمل والطموح تواصل طريقها ونهجها وتحمل الاف الشباب في ركابها الى اهدافهم المصاغة وطنيا ليدركوا فلسفة جديدة من العطاء والانتماء..
اشد على يد العاملين في مؤسسة ولي العهد الذي يقترن اسمه بالعطاء والبذل وصناعة حوارات عملية مثمرة مع الشباب.. رأينا نموذجها في معان وفي مواقع اخرى تتوالى وتؤكد ان همة ولي العهد عالية وكبيرة ، وتجد مفاعيلها في اوساط الشباب وهي تطلق طاقاتهم..
سأعاود الزيارة لمزيد من المعرفة والاطلاع، فقد استأنست خيراً واحسست بجرعة من التفاؤل والنشاط والامل كلنا بحاجة اليها..
والرهان هو ان نرى من المؤسسة علماء وخبرات ومخترعين يشار اليهم بالبنان وعلى مستوى عالمي فقد بدأت صناعة ذلك..