عروبة الإخباري – دخلت هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد حيز التنفيذ مساء أمس السبت، في اليمن، في أول أيام شهر رمضان في عديد الدول العربية والإسلامية، ما يشكل بصيص أمل في حرب طاحنة أودت بحياة مئات الآلاف ودفعت الملايين إلى شفا المجاعة.
ودخلت الهدنة حيّز التنفيذ في تمام الساعة السابعة مساء أمس بتوقيت اليمن، بحسب ما أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، مساء الجمعة. وقال غروندبرغ، في بيان، إن «أطراف النزاع تجاوبوا بإيجابية مع مقترح للأمم المتحدة لإعلان هدنة مدتها شهران»، مشيرا إلى أنها «قابلة للتجديد بعد مدة الشهرين بموافقة الأطراف». ويأتي الإعلان بعد جهود قام بها المبعوث الأممي منذ أشهر.
وحثت الولايات المتحدة الأميركية، أطراف النزاع باليمن، على الالتزام التام بالهدنة، وذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، نشره المتحدث الرسمي، نيد برايس، عبر تويتر، السبت. وقال البيان «ترحب الولايات المتحدة بإعلان الأمم المتحدة عن هدنة لمدة شهرين في الصراع اليمني وقبول الأطراف لشروطها». ودعت الولايات المتحدة، وفق البيان «جميع الأطراف إلى الالتزام التام بهدنة الأمم المتحدة من أجل مصلحة الشعب اليمني».
وتكثفت الجهود في الأيام الأخيرة. والتقى غروندبرغ، الخميس، ممثلين عن جماعة «أنصار الله» (الحوثيون) في سلطنة عمان، بالإضافة إلى سلسلة لقاءات أجراها مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في الرياض. وتزامن ذلك مع الإعلان مع نقاشات حول النزاع المدمر في اليمن تستضيفها السعودية التي تقود تحالفا عسكريا. ورغم رفضهم المشاركة في المحادثات الجارية على أرض عدوتهم، قدم الحوثيون، الأسبوع الماضي، عرضا مفاجئا لهدنة مؤقتة وتبادل أسرى.
إثر ذلك، أعلن تحالف السعودية العسكري الذي بدأ تدخله في آذار 2015 أنه سيوقف العمليات العسكرية في اليمن خلال شهر رمضان. وتابع غروندبرغ: «وافق الأطراف على وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية، بما فيها الجوية والبرية والبحرية، داخل اليمن وعبر حدوده».
وأوضح المبعوث الأممي أنهم وافقوا على «دخول سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة وتسيير الرحلات الجوية التجارية من وإلى مطار صنعاء نحو وجهات في المنطقة محدَّدة مسبَّقًا». وأردف «اتفق الأطراف أيضًا على الالتقاء تحت رعايتي للبحث في فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى في اليمن». وشكر غروندبرغ الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليا على العمل معه «بحسن نية ولتقديم التنازلات الضرورية للوصول إلى هذا الاتفاق».
واعتبر أن «الهدنة ما هي إلا خطوة أولى آن أوانها بعد تأخر طويل». وشدد مبعوث الأمم المتحدة على أن «الهدف من هذه الهدنة إعطاء اليمنيين مهلة هم بأمس الحاجة إليها، تُفرِّجُ عنهم المعاناة الإنسانية، وأهم من ذلك الأمل في أنَّ إنهاء هذا النِّزاع ممكن». ولقيت الهدنة ترحيبا من التحالف العسكري بقيادة السعودية. ورحبت الحكومة اليمنية والحوثيون بإعلان الهدنة.(وكالات)
هدنة لـ شهرين في اليمن تدخل حيز التنفيذ
11