هذا العام ونحن نحي الإحتفال بذكرى يوم الأرض هذه المناسبة الأليمة على شعبنا الفلسطيني في مناطق فلسطين التاريخية، حيث عبر أبناء شعبنا في عار وعرعر وسخنين وام الفحم عن رفضهم لإجراءات الإحتلال الإسرائيلي التعسفية حين أصدرت محكمة الإحتلال مصادرة بعض من أراضي المواطنين الفلسطينيين العزل، حيث تم رفض تلك القرارات الإسرائيلية وتصدى أبناء شعبنا لإجراءات الإحتلال التعسفية وسقط عدد من الشهداء والجرحى والمصابين، وتم إعتقال البعض الآخر، وقد قاوم أبناء شعبنا بصدورهم العارية الإحتلال الإسرائيلي، هذا العام يتميز الاحتفال بيوم الأرض عما سابقه من الأعوام، حيث عبر أبناء شعبنا عن ردهم بيوم الأرض بشكل ومضمون مختلف من حيث آلية التعامل مع هذه المناسبة الأليمة على شعبنا الفلسطيني، منذ سنوات طويلة ونحن والعالم نقلب صفحات ما حدث يوم 30 آذار 1976 في مناطق الإحتلال الأولى، حيث اختلط تراب الوطن بدماء الشهداء والجرحى
وتعالت أصوات الجشب والإدانة والاستنكار ولكن دون محاسبة الإحتلال الإسرائيلي من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة؛ لذلك كان الرد بسلسلة من العمليات العاصفة من القطاع الغربي وكان أبرزها عملية سافواي حيث شارك البطل الأردني موسى طلالقة في تلك العملية وهو الوحيد المتبقي من إفراد المجموعة حيث أصيب ووقع في الأسر وهو مصاب بعد تفجير المبنى وقد تحرر من سجون الاحتلال خلال عملية تبادل الأسرى عام 1985 وعملية دلال المغربي البطولية حيث استشهد إفراد المجموعة باستثناء الأبطال حسين فياض وخالد أبو أصبع الذين أصيبوا وتم تحريرهم بعملية تبادل الأسرى للجبهة الشعبية القيادة العامة بتاريخ 20/5/1985
حيث يتولى عملية الرد نائب القائد العام للقوات الثورة الفلسطينية الشهيد البطل خليل الوزير ، أبو جهاد، وترافق مع سلسلة من عمليات المقاومة الفلسطينية بعمق الأرض المحتلة، في ذلك الحين كان الرد برصاص وعبر المراكب الشراعية والمطاطية و المنطاد والطائرات الشراعية وسلسلة من العمليات الاستشهادية داخل الأرض المحتلة ، واليوم إستقبل ذكرى يوم الأرض بوقت مبكر من قبل أبطال المقاومة من بئر السبع داخل الأرض المحتلة ومن أم الفحم ومن كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح الذين انطلقوا من جنين المقاومة والصمود وينطبق عليهم من آيات القرآن الكريم 23 من صورة الأحزاب:
“مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”
صدق الله العظيم.
لذلك يمتاز 30 آذار يوم الأرض
بهذا المستوى من الرد وقد تعمد الشهيد البطل ضياء حمارشة عدم استهداف المدنيين كما أفادت سيدة يهودية قالت:”إن المهاجم قام بإبعادي والمدنيين من النساء، هذا الأسلوب يدل على أن المقاومة تتجنب استهداف المدنيين، وهذا يؤكد أن المقاومة تناضل بشكل حضاري وإنساني من أجل إنهاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، ويتمكن الشعب الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، هذه الأهداف الاستراتيجية لن تسقط من خلال البطش والإرهاب الإسرائيلي، وسيبقى خيار المقاومة بمختلف الوسائل الرد الطبيعي على ما يرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي من جرائم ومجازر والاعتقالات ومصادرة الأراضي وتشريد ما يزيد من نصف الشعب الفلسطيني خارج وطنه وممتلكاتهم، هذا الظلم والقهر والبطش لن يمضي ما يرتكبه الإحتلال من خلال الشحب والاستنكار وإصدار البيانات الإنشائية، سوف يمارس شعبنا الفلسطيني كل أشكال المقاومة كما كفلته له مختلف الأعراف والقوانيين الدولية في يوم الأرض ومع حفاوة الإستقبال لشهر رمضان المبارك، أعاده على شعبنا الفلسطيني وعلى أمتنا العربية والإسلامية في اليمن والبركات وتحقيق أهدافنا المنشودة في الحرية والاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم كما تنص تلك القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة.
المجد والخلود لشهداء يوم الأرض ولكل الشهداء والحرية للأسرى والأسيرات والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وبكم تنتصر إرادة شعبنا.