عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
أحذر من القادم وتحديداً في شهر رمضان اذ أن أكثر من طرف يريد للحالة الفلسطينية ان تلتهب.. ولكن كل يريد ذلك على طريقته، فالفلسطينيون ذاقوا ذرعاً بالاحتلال واستمراره وافعاله ويجددون انه لابد من التصدي له مهما كان الثمن او تعقدت الجبهات او قل الانصار والمؤيدون ويرون انهم لا بد ان يدفعوا ثمنا ظل مؤجلا..
اما الاسرائيليون فإنهم يعتقدون انهم يستطيعون ان يواصلوا تلويث النضال الفلسطيني وتشويهه والصاق تهمة الارهاب به، خاصة بعد ان زادت دائرة التأييد الدولي للسلطة الفلسطينية و للموقف الفلسطيني الذي ظل يؤمن بالشرعية الدولية وحل الدولتين والاستقواء بالموقف الدولي والأمم المتحدة..
هناك الآن محاولات اسرائيلية للقفز عن الحالة الجديدة خاصة بعد ان بدأت الحرب بين روسيا واوكرانيا وأقر المجتمع الدولي حق اوكرانيا في المقاومة، وبدأت دول اوروبا الغربية والولايات المتحدة تأييد المقاومة لكن هذا التأييد لا يُقره الغرب للفلسطينيين ، وحتى لا يكون للفلسطينيين هذا الحق فإن التشكيك يدور حول العملية الاخيرة (عملية الخضيرة) التي وقعت خلف الخط الاخضر والتي راح ضحيتها قتلى وجرحى، اذ ان بيان صدر ينسب العملية لـ”داعش”.. وهذه أول مرة تقوم عملية منسوبة لـ “داعش” في هذا المكان وامتداده.. وهنا لا بد من التوقف خاصة وان العملية تقع ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يزور اسرائيل وفلسطين ويلتقي مسؤولون عرب من دول عربية (وزراء خارجية مصر والامارات والمغرب والبحرين ) في ضيافة اسرائيل وبحضور وزير الخارجية الامريكية وكلهم استنكروا العملية وهذا الاستنكار سيذهب الى أبعد من ذلك حين تستثمر اسرائيل اتهام “داعش” بالعملية لتلصق التهمة بأي عملية مقاومة، ويجعل الشعب الفلسطيني كـ “بالع الموس” فإن قاوم اتهم وإن صمت جرى تأبيد الاحتلال وتسويغه وتمكين اسرائيل من أهدافها..
التطبيع العربي مع اسرائيل الآن وبهذه الطريقة يخدم اسرائيل ويوفر لها اغطية كثيرة امام العالم ويقويها في وجه الشعب الفلسطيني ويُضعف مقاومته.. فما العمل.
المستهدف الآن هو فلسطين والاردن حيث يزور الملك عبد الله الثاني رام الله، وهناك محاولات لجم السلطة الفلسطينية الى نفس الاهداف التي تريدها اسرائيل من العرب والمسلمين المجتمعين، فما هي الرؤية التي يمكن ان تأخذ بها السلطة ..
الطرفان اللذان لا يجوز ان يغشّان انفسهما يأي تحالف مهما كان هم الاردنيون والفلسطينيون اللذان سيكونان مستهدفين اذا ما قام عنف واسع في الاراضي المحتلة، حيث يمكن لاسرائيل ان تُسيّل هذا العنف باتجاه الاردن واصابة جبهته الداخلية، ولذا لا بد من الانتباه والتنسيق الاردني الفلسطيني وان تستثمر الزيارات الملكية المهمة الى رام الله في هذا الاتجاه، وان تعيد الزيارة موضعة اللقاءات العربية الخائفة مع اسرائيل في ظل حرب أوكرانيا..
الوضع جد خطير واسرائيل تراهن على زج الاطراف كافة في الحريق..