عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
تحية الى الكرامة.. تحية الى الزمان 21/3/1968 والى المكان .. تحية الى ابطال الكرامة… تحية لاحدهم الذي ما زال يقدم الرواية ويحفظ مجد اليوم التليد الى الفريق الركن فاضل علي فهيد الذي شهد الكرامة وحمل على جسده وشم لا ينمحي منها حين أصيب فيها لدرجة الخطر وكُتب له ان يعيش ليروي ذلك اليوم للأجيال..
تحية للرواية الحيّة الصادقة وللجنرال وهو يجلس احفاده الصغار ليقول لهم ما هي الكرامة وكيف جسدها الاردنيون عبر قواتهم المسلحة حقيقة ماثلة يعتز بها الأجيال..
كانت الامة قبل يوم الكرامة مكلومة مهزومة بحزيران الاسود المأساوي الذي اندحرت فيه الجيوش واقرت بالهزيمة ..على كل جبهاتها ظل الاردنيون يحملون الاحساس بضرورة استعادة الدور والسمعة ودفع تلوث الهزيمة .. فكانت المناسبة لقد جاءوا باقدامهم مستخفين معتقدين انهم الجيش الذي لا يقهر بعد ان قال قائلهم ان المقاومة للجيش الاسرائيلي لن تكون سوى كالبقية التي يمكن تهشيمها، وقد خرجوا مسلحين حتى الانياب لتستقبلهم الكرامة بالكرامة العربية، ويتقدم الجيش العربي من خلال ضباط وجنود الكرامة باسم الامة كلها ليدافع ويوقع بالعدو ابشع هزيمة عرفها حتى الان..
لا يقاس يوم الكرامة في مدته وحجم خسائره، ولكن بالارادة والصمود والامساك بالحقوق ورد العدوان..
لقد ظلت الكرامة منذ يومها حتى الان ومن خلال شهدائها وجرحاها شاهدا على رسالة جيشنا العربي الذي صمد على اسوار القدس وقاتل على ثرى فلسطين، وما زالت مواقع عديدة وقرى ومدن فلسطين تحتضن رفات الجنود الاردنيين الذين عطروا المكان وشرفوا الزمان..
ما زالت الكرامة فينا وما زالت تنبت سيوفا نستطيع استعمالها وقد لوح بها قائد الوطن حين كانت الضرورة تقتضي ان يرى المعتدي العين الحمراء و ان يعاد تذكيره بالجيش الذي خبره في معارك باب الواد واللطرون و قبية ومواقع اخرى عديدة..
الكرامة درس نستلهمه وذكرى نحافظ عليها ونعيد انتاج دورها في اجيالنا ليبقى هذا الوطن عزيزا منيعا حصيفا و قادرا ان يحفظ الكرامة لشعبه وامته..
نحتفي بهذا اليوم ليكون نبراسا و شمعة مضيئة تبدد بلادة الضعف والاستسلام وتؤذن بأن فجر القدس قريب وان صوت مآذنها وأجراس كنائسها سيبقى يقرع الى يوم الكرامة القادم والذي يحافظ عليه الاردنيون كموروث غير قابل للتفريط..
كان الحسين في ادارة المعركة وكان اول الواصلين لميدانها والمتفقد لمواقعها، والحريص على ان يضع شهداءها وجرحاها في المكان اللائق بهم..
في يوم الكرامة ندعو شعبنا للابتعاد عن أي تشكيك أو كسل والى استمرار استلهام الروح الوطنية وتذكر الكرامة ودروسها، والى ان تكون الكرامة درسا وطنيا لا ينسى وثقافة ومنهجا لا يعلوه الغبار او روح الاستهلاك..
انها شمعة مضيئة في ايام السنة تكشف الطريق..