عروبة الإخباري – حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات الروسية من أنها ستواجه قتالا حتى الموت إذا حاولت احتلال العاصمة كييف، وذلك في الوقت الذي استيقظ فيه سكان المدينة مجددا على صوت صفارات الإنذار صباح اليوم الأحد.
وقال زيلينسكي يوم السبت “إذا قرروا قصف (كييف) بالقنابل ومحو تاريخ هذه المنطقة بكل بساطة… وتدميرنا جميعا فعندئذ فقط سيدخلون كييف. إذا كان هذا هو هدفهم دعهم يدخلون ولكن سيتعين عليهم العيش على هذه الأرض وحدهم”.
وقال الرئيس الذي ظهر مرارا على وسائل التواصل الاجتماعي من العاصمة إن بعض البلدات الصغيرة لم يعد لها وجود في الأسبوع الثالث من الهجمات الروسية والتي تعد الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
وتقطعت السبل بالآف في المدن المحاصرة جراء القصف الروسي الذي أجبر 2.5 مليون أوكراني على الفرار إلى دول مجاورة.
واتهمت أوكرانيا القوات الروسية يوم السبت بقتل سبعة مدنيين في هجوم على نساء وأطفال كانوا يحاولون الهرب من القتال قرب كييف. وقالت فرنسا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثبت أنه غير مستعد لتحقيق السلام.
وقال جهاز المخابرات الأوكراني إن سبعة بينهم طفل قتلوا لدى محاولتهم الفرار من قرية بريموها وإن “المحتلين أجبروا من تبقى من القافلة على العودة إلى القرية”.
ولم يتسن لرويترز على الفور التحقق من صحة التقرير ولم تقدم روسيا أي تعليق حتى الآن. وتنفي روسيا استهداف المدنيين منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير شباط وتحمل كييف فشل عمليات إجلاء المدنيين من المدن المحاصرة وهو اتهام ترفضه أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون بشدة.
وقال زيلينسكي إن موسكو ترسل قوات جديدة بعد أن تمكنت القوات الأوكرانية من إعطاب 31 كتيبة تكتيكية روسية فيما وصفه بأكبر خسائر يتكبدها الجيش الروسي منذ عقود. ولم يتسن التحقق من صحة هذه التصريحات.
وأضاف زيلينسكي في تسجيل مصور يوم السبت “ما زلنا بحاجة إلى الصمود. لا يزال يتعين علينا القتال”.
وقال إن نحو 1300 جندي أوكراني قتلوا حتى الآن وحث الغرب على الانخراط أكثر في مفاوضات السلام.
وقالت الولايات المتحدة إنها سترسل ما قيمته 200 مليون دولار من الأسلحة الصغيرة الإضافية والأسلحة المضادة للطائرات والدبابات بعد مناشدة المسؤولين الأوكرانيين الحصول على مزيد من المساعدات العسكرية.
ويصف الكرملين تحركاته بأنها “عملية خاصة” لنزع سلاح أوكرانيا وإزاحة القادة الذين يصفهم بالنازيين الجدد. وتصف أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون ذلك بأنه ذريعة لا أساس لها لشن حرب أثارت المخاوف من صراع أوسع في أوروبا.
وبحث زيلينسكي الحرب مع المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اللذين حثا بوتين على أن يأمر فورا بوقف إطلاق النار.
وفي بيان للكرملين صدر تعليقا على المكالمة التي استمرت 75 دقيقة لم يرد أي ذكر لوقف إطلاق النار، وقال مسؤول رئاسي فرنسي “لم نستشف رغبة من جانب بوتين في إنهاء الحرب”.
واتهم نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف الولايات المتحدة بتصعيد التوتر، وقال إن الوضع يزداد تعقيدا بسبب قوافل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا والتي تعتبرها القوات الروسية “أهدافا مشروعة”.
وفي التصريحات التي نقلتها وكالة تاس للأنباء لم يوجه ريابكوف أي تهديد محدد لكن أي هجوم على هذه الشحنات قبل أن تصل أوكرانيا سيمثل مجازفة بتوسيع نطاق الحرب.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله إن محادثات الأزمة بين موسكو وكييف حول الصراع في أوكرانيا استمرت عبر دائرة تلفزيونية. ولم يقدم بيسكوف تفاصيل، لكن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قال إن كييف لن تستسلم أو تقبل إملاءات.
ممرات إنسانية
نقلت وكالة إنترفاكس الأوكرانية عن رئيس بلدية فاسيلكيف في منطقة كييف قوله إن الهجمات الصاروخية الروسية دمرت قاعدة جوية أوكرانية وأصابت مستودعا للذخيرة بالقرب من فاسيلكيف.
وقدم حاكم تشيرنيف الذي بدا عليه الإنهاك تحديثا مصورا أمام أنقاض فندق أوكرانيا في المدينة الواقعة على بعد حوالي 150 كيلومترا شمال شرقي كييف.
وقال فياتشيسلاف تشاوس وهو يمسح دموعه “لم يعد هناك أي وجود للفندق.. لكن أوكرانيا نفسها ما زالت موجودة وستنتصر”.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات البرية الروسية تحتشد على مسافة 25 كيلومترا من وسط كييف بينما ظلت خاركيف وتشيرنيف وسومي ومدينة ماريوبول الساحلية على البحر الأسود تحت حصار القصف الروسي المكثف.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن روسيا أبطأت هجومها وتم إيقاف قواتها في الكثير من الأماكن. ولم يذكر منشور الجيش على فيسبوك أي تفاصيل.
كان المسؤولون الأوكرانيون يعتزمون استخدام ممرات إنسانية من ماريوبول في الجنوب ومن بلدات وقرى في منطقتي كييف وسومي وبعض المناطق الأخرى يوم السبت.
وقالت إيرينا فيريستشوك نائبة رئيس الوزراء إنه تم إجلاء نحو 13 ألف شخص من مدن أوكرانية يوم السبت.
وقال حاكم منطقة دونيتسك إن القصف المستمر يعقد وصول المساعدات إلى ماريوبول. واشتعلت حرائق في الجزء الغربي من المدينة ولحقت أضرار جسيمة بعشرات المباني السكنية وفقا لصور التقطتها شركة الأقمار الصناعية الخاصة ماكسار تكنولوجيز يوم السبت.
وقال مجلس بلدية المدينة يوم الجمعة إن 1582 مدنيا على الأقل قتلوا في ماريوبول جراء القصف الروسي والحصار المستمر منذ 12 يوما. ولم يتسن لرويترز على الفور التحقق بشكل مستقل من أعداد الضحايا.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “هناك تقارير عن عمليات نهب ومواجهات عنيفة بين المدنيين على ما تبقى من إمدادات أساسية قليلة في المدينة”.
وقال أحد العاملين في منظمة أطباء بلا حدود في ماريوبول إن الناس يغلون المياه الجوفية من أجل الشرب ويستخدمون الحطب لطهي الطعام ويدفنون موتاهم بالقرب من مكان وجودهم.-(رويترز)