بدون أدنى شك أن إنتصار الثورة الإسلامية الإيرانية وسقوط الشاه أحد وأبرز المحطات المهمة في القرن العشرين، ولقد كان سقوط الشاه وقوع الصاعقة على العديد من دول العالم، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني الاستيطاني العنصري، ولقد كان أول المشاركين في إستقبال سماحة آية الله الخميني، الرئيس الراحل الشهيد الرمز ياسر عرفات ورفاقه وليس سراً بأن الثورة الفلسطينية وبشكل خاص حركة فتح، كانت منذ سنوات طويلة قبل إنتصار الثورة الاسلامية الإيرانية تقدم الدعم والإسناد والتدريب والإعداد ولقد شكل الشهيد القائد خليل الوزير ابو جهاد أحد وأبرز الداعمين للثورة الإسلامية الإيرانية وهزيمة المنظومة الأمنية والعسكرية لشاه إيران تعني في تلك الحقبة تعني هزيمة للمصالح الأمريكية والكيان الصهيوني؛
لذلك كان الانحياز الفلسطيني ومجمل حركات التحرر في العالم ينطوي على هزيمة للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ،
ولقد كانت أهداف إشعال الحرب العراقية الإيرانية إسقاط الثورة الاسلامية وإضعاف كلاً من إيران والعراق، حيث استمرت هذه الحرب لمدة ثمانية سنوات ولم يخرج أحد منتصر ، سوا الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل” ومع كل المحاولات البائسة والمشبوهة والتي كانت تستهدف الثورة الاسلامية، فقد كانت تلملم جرحها وتعود لموقعها الإقليمي وفي مواجهة قوى الاستكبار وفي المقدمة، الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وفي مواجهة التحديات الامريكية والإسرائيلية لقد شاهدنا فترة وجود الإدارة الأمريكية بزعامة الرئيس الأسبق أوباما وتوقيع الإتفاق عام 2015 والذي عرفه 5+1 والذي يتعلق في البرنامج النووي الإيراني، وكيف قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه في إلغاء هذا الإتفاق.
ولم يشكل إلغاء ذلك الإتفاق هزيمة لإيران بل هزيمة للسياسة الأمريكية، حيث تؤكد عدم التزامها في الأعراف والمواثيق الدولية، ومن جانب آخر لم يعد هناك ثقة في أي إتفاق مع الإدارة الأمريكية، حيث نجاح الجانب الإيراني قام في إعادة الإنتاج وتفعيل وتطوير وتخصيب اليورانيوم ،خلال الفترة التي
تولى دونالد ترامب وفريقه الإدارة الأمريكية، وكانت الخطوة الأولى للرئيس جو بايدن العودة إلى المفاوضات وبمشاركة الأطراف المعنية وقد تعددت جولات المفاوضات والتي لن تتحقق بشروط الأمريكية، حيث أن الجانب الإيراني لم يكن على عجل في إستئناف المفاوضات مع الإدارة الأمريكية، وخاصة أنه قد إستطاع تحقيق الأهداف المنشودة من البرنامج النووي الإيراني، حيث لم يعد من الممكن العودة إلى نقطة البداية، رغم قيام الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وعمالهم في العديد من العمليات الإرهابية التي استهدفت العالم النووي الإيراني، فخري زاده، الذي تتهمه “إسرائيل” بالوقوف خلف برنامج نووي عسكري وقد قتل في الهجوم الذي وقع بمدينة “أبسرد” بمقاطعة “دماوند” شرقي طهران في نوفمبر عام 2019، ولا تزال “إسرائيل” تمارس مختلف أشكال الإرهاب والقتل العمد وأعمال إرهابية أخرى، كل ذلك لم يثني إيران في المضي قدما بدورها المتصاعد على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهذا الأمر يدفعنا إلى ضرورة تصويب علاقاتنا العربية والإسلامية مع إيران بما يسهم في المصالح المشتركة للجانبين بديل عن ذهاب البعض متجهاً إلى التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري الذي يشكل تهديد للأمن القومي العربي.
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com