قبل أيام ومع صدور البيان الختامي لدورة 31 لاجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني، قامت وحدة من جيش الاحتلال الإسرائيلي بدخول أحد الأحياء بمدنية، وقامت بإغتيال الفرسان البواسل الثلاثة من كتائب شهداء الأقصى أحد الأجنحة المقاومة للاحتلال الإسرائيلي العنصري. والشهداء هم أدهم مبروك ومحمد الدخيل وأشرف مبسلط، أغتالهم الاحتلال يوم الثلاثاء عبر إطلاق النار على سيارتهم في مدينة نابلس ويعني قيام جيش الاحتلال بهذه العملية وفي مناطق السلطة الفلسطينية، تحدي سافر للسلطة ولكافة الأجهزة الأمنية والعسكرية وهي رسالة لكل القوى والفصائل الفلسطينية الذين يشاركوا في إجتماع المجلس المركزي وإلى الذين لم يشاركوا وهذا يعني أن التحدي الإسرائيلي يستهدف الجميع بدون استثناء، وأن الرد على الإحتلال لا يتم في إصدار البيانات التي تندد أو الشجب والاستنكار، بل يتتطلب الأمر وحدة الموقف الفلسطيني من خلال الرد على جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي وعلى المستوطنين، بعمليات عسكرية بمختلف الوسائل في كل مكان توجع مضاجع الإحتلال، والاستيطان ورفع كلفة الاحتلال بعد مرور 73عاماً من الجرائم والمجازر والإرهاب الإسرائيلي لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار والسلام والاستمرار بدون الإنتهاء من الإحتلال الإسرائيلي..
وانطلاقاً من ذلك، علينا جميعاً تحمل مسؤولية حماية شعبنا الذي يتعرض لأبشع الجرائم والانتهاكات اليومية من جيش الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين. وهذا يتتطلب العمل على إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني المتواصل في الجزائر الشقيق من خلال تحقيق التوافق الوطني وعدم الانجرار وراءهم، التسوية مع الإحتلال الإسرائيلي الذي يعلن وبشكل مباشر عن رفضها لمسار التسوية بكل مكوناتها بما في ذلك حل الدولتين أو الدولة الواحدة ويضرب بعرض الحائط كافة الاتفاقيات مع السلطة الفلسطينية؛ لذلك فإن البيان الختامي لدورة المجلس المركزي الفلسطيني تحتاج إلى التنفيذ ولا ينتهي الأمر ببعض التسهيلات التي يقدمها الإحتلال بين الحين والآخر، من خلال إصدار تصاريح للمواطنين الفلسطيني في بعض الأحيان لي ذر الرماد في العيون أو السماح للعمال الفلسطينيين، أو تقديم التصاريح لرجال الأعمال من خلال الشؤون المدنية، لن نصمت على جرائم جيش الاحتلال والمستوطنين في عملية الاغتيالات والقتل المتعمد اليومي والاعتقالات ومصادرة الأراضي ونسف البيوت والاستيطان، مقابل الحصول على بعض التسهيلات من حين لآخر، لنتجاوز كل الخلافات السياسية ونمضي بطريق واحد ويتمثل بتحقيق التوافق الوطني والسير نحو إنهاء الانقسام، دماء الشهداء الذين استشهدوا في نابلس وقوافل الشهداء والجرحى والمصابين والمعتقلين، تستدعي الجميع بدون استثناء إلى تحمل المسؤولية الوطنية بما يليق مع تضحيات شعبنا الفلسطيني العظيم في الوطن والشتات.
وفي نهاية الأمر نترحم على الشهداء الثلاثة ونقول الآيات القرآنية مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا صدق الله العظيم
عمران الخطيب Omranalkhateeb4@gmail.com