عروبة الاخباري- كتب سلطان الحطاب
هذا ليس اسم سيدة ولكنه اسم بنك اسلامي معروف.. زرع بذرته السيد عصام سلفيتي بعد طول دراسة ومعاينة وترقب، وقد وضعها في تربة اسلامية خالصة حين حصنه بالتشريعات وحماه بحارس بوابة اسلامي يعرف الخطوط الحمراء ولا يقترب منها، ويعرف عمق الاقتصاد الاسلامي ودلالاته واماكن خصبة وابداعه واماكن جدبه وتصحره..
حين جرى اختيار الدكتور محمد ابو حمور ليكون رئيس مجلس الادارة وقد حضرت اجتماع الاشهار الاول للبنك استغرب الكثيرون ولكني قلت يومها ان المعلم “عصام” احسن الاختيار والادراك وآمن أنه يمكن ان ترسل رسولا ولا توصه ، فلا اعتقد ان مدير بنك او رجل اقتصاد او مسؤول كبير صادق في انجاح التجربة كما الوزير السابق محمد ابو حمور..
تخيلته ينفذ وصية عصام سلفيتي بعد زراعة بذرة البنك ، ولا اعرف لماذا أحسست بتداعيات وصية ابو بكر الصديق لجيش اسامة المتجه للشمال والذي اسس لفتح مؤتة حين قال: “لا تقطعوا شجرة ولا تقتلوا امرأة ولا عابدا في صومعة” وهي وصية طويلة عكست الشفافية والمبادئ والقيم التي يجب التمسك بها حتى في لحظات الحرب والصدام ..
وتخيلت عصام يطلب ويقول: ” ولا تقربوا حراما ولا خطوط حمراء، و لا تنتهكوا تشريعا يمس الشريعة السمحاء، كونوا علينا ولا تكونوا على ما عاهدنا عليه الجمهور في ان نقدم لهم بنكا يستجيب للشريعة الاسلامية و يستطل بها، ولا اريد يوما احدا يفتح لي مكالمة او يحدثني عن اي انتهاك مهما كان فالخسائر اهون من تجاوز ما جاءت به الشريعة وإلا لما أسسنا بنكا اسلاميا وكنا اكتفينا بـ “بنك الاتحاد” ..
هذه الوصية التي لم يقلها الرجل ولكنني اعتقد انه أرادها.. تمثلها الدكتور محمد ابو حمور الذي اسند جدار التشريع في البنك، و ومكتب الافتاء التابع لبنك صفوة حين اختار لذلك خلاصة العلماء واكثرهم حرصا ومراعاة لمستوجبات الشريعة..
في هذه الظلال كانت ادارة البنك وكان تطوره وخاصة في السنة الاخيرة 2021 واليوم يسجل نجاحات مفاجئة وكبيرة ويأخذ موقعه في مقدمة البنوك الاسلامية العاملة..
كنت اتابع واقرأ الخلاصات وقد استمعت للسيد عصام وكان منتشيا بالانجاز وان ذلك يبيض الوجه، فقد اجمع من تعاملوا مع البنك انه الافضل وان البركة طرحت فيه، وان ادارته وجدت من يضيء لها الطريق، ومن يسندها دون تدخل لتحقق ما حققت..
وقد توزع الادارة ارباحا تصل الى 10% وربما اكثر بعد ان تبين ان ما حصده البنكين لم يسبق ان حدث، فقد تجاوزت الارقام المليار..
لقد اثبتت تجربة “صفوة الإسلامي” ان الادارة هي عنوان النجاح وانها قادرة على ان تمتلك تصحيح اي خطأ حين وقوعه والابتعاد عنه باتجاه الصواب ان كانت واعيه ومخلصة وقادرة على اتخاذ قرارها بحرية..
اعتقد جازما انه منذ زرع عصام بذرة صفوة وكلف من يتعهدها لم يعد يتدخل او يفرض رأياً، فقد اكتفى ان الفكرة نجحت وان الحصاد وفير وان الرضى قد تحقق وان الشريعة قد نفدت.
حين استمعت لما قاله عصام سلفيتي هنأت الدكتور محمد ابو حمور في اتصال اردته ساخنا وادركت ان معاملة البنك حلال، وكذلك أرباحه، وقد طويت اي ملاحظات كنت احملها او تشير الى اي سلبيات ، فقد مسح النجاح كل عقبة او ملاحظة ، ولذا كان ضروريا انا أصدح بما سمعت وان أشهر ذلك واقوله ليصل ذلك الى الناس الذين يحرصون على حرمة أموالهم، وخاصة اولئك الذين توزعوا على بنوك اسلامية اخرى منها المحترم الناجح وذو السمعة العطرة ومنها من فيه قول او قولان..
يبقى ان اقول ان رهاني ظل على مصداقية من عملوا في البنك او قادوه، وان ذلك سيتجلى في انعقاد الهيئة العامة القادمة بعد شهر او اكثر ليرى المراقب الحريص صدق ما ذهبت اليه وما اعتقدته وما تجرأت ان اكتبه عن هذا البنك..
فالحقيقة تبقى ناصعة ما دامت صحيحة.. وحتى اولئك الذين لا يرغبون في سماعها ويريدون طويها او تجاهلها سيأتي من يذكرها لقول الشاعر :
واذا اراد الله نشر فضيلة طويت اتاح لها لسان حسود
فكيف اذا ما اتاح لها لسان مهنئ ومحب ومشجع فإنها ستكون اكثر لمعانا واقرب الى النفس والاعتقاد..
“صفوة سلفيتي” نجاح وهمة ووعد بآمال لكل من تعامل وساهم وعاش النتائج..
من قال ان الصواب حكر على دين او حزب او جماعة ؟! الصواب حق لكل من سار على الدرب الواضحة ليصل، والصواب صنو الحق والعدل ومخافة الله ومراعاة خلقه وخدمتهم..
“صفوة” سلفيتي !!
14
المقالة السابقة