عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
في خطابه الهام أمام المجلس المركزي رسم الرئيس محمود عباس صورة للواقع القائم ودعا إلى تغييره لصالح المصلحة الفلسطينية، و أكد على ثوابت الموقف الفلسطيني التي لن تتغير أمام كل الضغوط المختلفة من صفقة القرن ومن محاولة مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني وتشريع الاحتلال والهيمنة على القدس ومواصلة الاستيطان..
الرئيس عباس تحدث عن ردم الانقسام وعن المصالحة واشتراطاتها ودعا إلى إنجازها مرتبطة بالالتزامات تجاه الشرعية الدولية وتوافقاتها والتزام المنظمة وحرصها.. كما دعا إلى الإمساك بمنظمة التحرير الفلسطينية وصيانتها كإنجاز تاريخي للشعب الفلسطيني تحفظ وحدته وتشكل إطارا لكفاحه حتى نيل حقوقه الوطنية وأبرزها إقامة دولته المستقلة على ترابة الوطني…
وشدد الرئيس على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة السلمية متعددة الأشكال باعتبارها عملا مشروعا ووسيلة مثلى..
أعتقد ان خطاب الرئيس كان واضحا وعميقا وجليا فيه التزام بما أكدته المواقف السابقة و المجالس السابقة ودعوة لإنجاز برنامج وطني يمكن الشعب الفلسطيني وقيادته من التعاون مع العالم لعقد مؤتمر دولي للسلام يضمن ضغطا متوازنا لما تحاول الأطراف الموالية لإسرائيل من أحداثه.. ففكرة المؤتمر الدولي للسلام أثارها الرئيس وما زال يتمسك بها ،وهي المخرج الحقيقي من إطار المراوحة التي أرادتها إسرائيل منذ ولاية ترامب واعتبرتها حلا تريد تأبيدها..
الرئيس أكد نقاطا هامة ووضع تحتها خطوط.. فمنظمة التحرير ضرورة لمواجهة التحديات الوجودية باعتبارها الممثل الشرعي، وهو يعتبر اتفاق أوسلو اتفاق انتقالي ليس فيه تنازلات عن الثوابت الوطنية..
والرئيس يضع نفسه في صف الإصلاح الشامل ويوليه اهتمامه ويأخذ بالجدية الكافية إلى أن يتحقق..
والرئيس يحضر في الذاكرة ويذكر بالجرائم الإسرائيلية وسياسات التهويد والأسرلة ويسرد للمجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني منذ عام 1948، و إن هذه الجرائم ستبقى حيّة كشاهد على إرهاب الاحتلال والعدوان، ولن تسقط بالتقادم لا بعد عام 1948ولا بعد عام 1967.
ويحتفي الرئيس بتقرير منظمة العفو الدولية وهو وثيقة في إدانة جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ليكون في يد المجتمع الدولي…
الرئيس يدعو لدعم صمود الشعب الفلسطيني في المخيمات والشتات، ويدعو للدفاع عن حق اللاجئين في العودة والتعويض وفق قرارات الشرعية الدولية … ويدعو إلى إنهاء الانقسام فورا، ويربط ذلك في إطار الالتزام بالشرعية الدولية وليس الانفكاك عنها لأنها الطريق للوصول إلى الاستقلال وبناء الدولة ..
ويرى الرئيس أن القضية الفلسطينية ما زلت قضية العرب المركزية و أن العلاقة العربية الفلسطينية لا تشوبها شائبة، وأنها تنطلق من عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين مقابل عدم السماح بالتدخل في الشأن الفلسطيني..
كل هذه النقاط الهامة في الوضع الداخلي والعربي والدولي و مجابهة الاحتلال توقف عندها الرئيس، وكل نقطة تحتاج إلى شرح في مثال منفصل ،و سأحاول ذلك لما في الخطاب من معطيات هامة ..
فقد أوفت القيادة الفلسطينية بما وعدت به العالم، والعالم اليوم بكل دوله لن يُحملها أي مسؤولية في تعطيل أي عمل باتجاه السلام، فقد أعطت وتعاونت مع المجتمع الدولي وأوفت بكل التزاماتها حتى أن أحدا كما قال الرئيس لن يلقي عليها لوماً فيما وصل إليه الحال من عرقلة عملية السلام على يد إسرائيل ومن أعمالها.
لقد كانت الدورة 31 للمجلس المركزي الفلسطيني هامة ومرنة وفيها روح التغبير والإصلاح والتوافق والتجديد والدعوة إلى تطوير المؤسسات الفلسطينية والحفاظ على القرار الوطني المستقل الذي يصب في قرارات المجلس الوطني في الجزائر عام 1988.
دعوة الرئيس واضحة في أنه لم يعد ممكنا السكوت على الوضع القائم، و أصبح لزاما اتخاذ قرارات مصيرية تحافظ على الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين ومن أجلها ومن أجل القدس درّة التاج..