عيد ميلاد الملك فرصة للمراجعة – بقلم م عبد الفتاح طوقان
الدقة هي فعلا – لا قولا- عنصرا أساسيا في حياة الانسان الحديث و الوجود الذي نتوقف عنده للتفكير والمراجعة و التدقيق احتفالا بعيد ميلاد الملك عبد الله الثاني و بلوغه الستين ، امد الله في عمره.
مناسبة يتوجب ان نفحص التطور الحديث نسبيا لمفهوم الدقة – و دور المستشارين و الأشخاص و الحكومات المحيطون بالملك – اللذين ساعدوه او خذلوه لتطوير الأردن والطرق والاستراتيجات الي شكلت بها الأردن الحديث في عهده خلال ٢٢ عاما من فترة الحكم، و التحديات المطروحة و الخسائر التي تمت و الخسائرالمتوقعة و كيفية تفاديها مجازفة بالتبجيل والسعي وراء أدوات و طرق متزايده الدقة لرفعة الأردن عوضا عن كيل الاتهامات والنقد السلبي دون عرض حلولا او اراءا تساهم في النهوض بالوطن و الحفاظ على ما تبقى.
تاريخ الدقة كمفهوم سياسي يبدأ مع اول حاكم و الممارسة والنهج في الأردن مع مبتكريها البريطانيين ثم محتكريها الامريكان مؤخرا وما وصلت اليه عبر عصور الشريف حسين ،الملك عبد الله الأول ،الملك طلال، الملك الحسين والملك عبد الله الثاني.
الأسئلة الأساسية في قلب الحاكم الساعي للكمال هي لماذا الدقة و الشفافية مهمة في إدارة الدولة ؟ ما هي الأدوات المختلفة المستخدمة لقياس أداء من اختارهم الملك الي جواره ؟ من الذي أوصل الأردن لتلك الحالة من المديونية ؟ من تسبب فيها و اخترعها واتلف المؤسسات و باعها و خصصها و اخفى ملامحها في جيوب ارتزاقية؟ من الذي يجب تجريمه و ارساله الي المحكمة الاقتصادية ؟ من الذي لم يراع الدقة والأمانة واعمى الأردنيين عن أشياء افضل للوطن و جره الي مناطق و استراتيجيات اقل قيمة واكثر ضررا بالشعب والدولة و الملك ؟
و اقصد قبل ان يتلقى الملك عبد الله الثاني مكالمة ليحضر من جزيرة فرعون لمقابلة والده الملك الحسين في العقبة اربع ساعات، كان يعتقد انه بعيد عن السياسة الأردنية و سعيدا بافكاره و طموحاته الاقتصادية و المعلوماتية و لكن عند تعينه وليا للعهد ووريثا للملك و العرش و طلب منه مساعده امة غارقة في حريبه خليجيتين وديون عسكرية و مدنية تقارب الي ٢٠ مليار، المدني الخارجي منها ٨ مليارات و ثلاث للبنوك المحلية و الباقي عسكريا و معاهده مع عدو ساعي الي الانقضاض علي الملكية و انهاوهآ و إقامة نظاما بديلا أجاب بما شعر انه واجب ” نعم سيدي” .
لم يقف الي جانب الملك مجموعات مختلفة – منها حرس قديم ومعارضة مفتعلة ومرتطبتين باجندات خارجية – حاربوه و وضعوا الاشواك في طريقه ، ولم يسافر مع الملك المؤسف معه الي المسرح السياسي العالمي والأكثر وضوحا في فترة تهدد حكمه و تهدد الأردن كملك مضغوط ، واراد الملك الا يظهر هذا الضغط للشعب و يتحمله لوحده حتى لا يزيد من حالات الإحباط ، فوقف بمفرده شجاعا حيث يلتقي بالجفاف والانتقادات اليومية ممن يطلقون على انفسهم نشطاء، لا يجد دراسات و حلولا ممن اختارهم حوله ، بينما في الحقيقة كانوا جميعا بلا استنثاء منتفعين كمن يساعد في تحضير كفن الوطن بانتظار تركة ٌ لا يستحقونها ، وكانوا عقبة زادت من الخسائر وعرقلت الجهود لادارة الدولة يدا بيد.
و في المقابل كان هناك شرفاء من أبناء الوطن يعملون بجد و يكتبون و ينتقدون و يظهروا مشاعرهم الجياشة تجاه وطنهم لكن تم تغييبهم و ابعادهم و محاربتهم من قوى شد عكسي لها مصلحة في تراجع الأوضاع و الحفاظ على مكتسباتهم .
نبارك للملك عيد ميلاده الستين و نشدد علي يده لتفويت الفرصه علي ادعياء النظام البديل، و ادعو الي صفحة جديدة من العلاقات الإيجابية و صفح متبادل وعفو عام لحماية الأردن من الضياع والسقوط.
حمى الله الأردن و مليكها المفدى من كل مكروه
Aftoukan@hotmail.com