عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
جددت القيادة الفلسطينية ممثلة في فتح بكل رموزها ثقتها بالرئيس محمود عباس أبو مازن ليظل زعيما لها ولمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني..
ويأتي هذا التجديد ليتوج مسيرة مستمرة قطعها الرئيس عباس منذ تولية مسؤولياته في قيادة الشعب الفلسطيني، فقد حرص أبو مازن أن تظل القضية الفلسطينية حيّة ومتوهجة عبر المنابر الدولية كافة وخاصة في الأمم المتحدة.. وظل أبو مازن يؤمن بتراكم الجهود والتعاون مع المجتمع الدولي وتقديم الصورة الحيّة والحضارية للشعب الفلسطيني الصامد والمكافح حتى ينال حقوقه الوطنية، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على ترابة الوطني وعاصمتها القدس..
لا يؤمن أبو مازن بالرطانة والوعود المخدرة او العنترييات او الكلام المجاني، ولكنه يؤمن بأن كفاح شعبه هو الباقي واما الزبد فيذهب جفاء..
ولعل مراجعة أولية لمسيرة الرئيس أبو مازن تكشف عن المدى الذي وصلته قضية شعبه من وقرها في وجدان العالم وإرادته..
لقد كسب الرئيس أبو مازن بسياساته الوطنية الواضحة عبر شبكة من الاتصالات والتعاون الدولي كثيرا من المواقف، وما زال يكسب رغم حجم التشويش الهائل في الداخل والخارج من أطراف عديدة بعضها محسوب على الصف الوطني، ولكنها لم تدرك منذ شروعها في الانقسام وتكريسه أهمية الدور الذي يلعبه الرئيس محمود عباس عبر المحافل الدولية وكسب المزيد من دول العالم وشعوبه إلى جانب الحق الفلسطيني..
لقد استطاع الرئيس عباس إعادة أحياء وترميم كثير من مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ومكن المجلس الوطني من الإنعقاد وكذلك المجلس المركزي والهيئات المختلفة لفتح وللمنظمة، وكان هاجسه دائما أن تبقى منظمة التحرير حيّة متفاعلة كونها بيت الفلسطينيين جميعا والممثل الشرعي لهم والجهة المرجعية التي يتعامل العالم معها ..
الرئيس عباس شخصية محترمة في المحافل الدولية وقد استطاع بدبلوماسية فذة وخطاب فلسطيني واع أن ينفذ من أقطار كثير من الدول و أن يصل إلى موقع القرار فيها، و أن يخاطبها بما يضمن مواقف جديدة غير معادية بل وصديقه في كثير من الأحيان بعد أن كانت تلك الدول تقف وتنحاز إلى جانب الاحتلال اوتتفهم الممارسات الاحتلالية..
عشية إعادة الثقة في الرئيس أبو مازن والذي حملته فتح وما زالت تحمله قيادة تاريخية من قياداتها المؤسسة، فإن المطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى الالتفاف الفلسطيني الشامل حول قيادة الرئيس أبو مازن واسناده وتمكينه من مواصلة طريق الكفاح للشعب الفلسطيني بوسائل المقاومة الشعبية التي آمن بها في الميدان والوسائل الدبلوماسية الناجحة والواعية على المستوى الدولي والعالمي.
لقد آن الأوان أن تذهب حماس باتجاه إرادة شعبنا في الإمساك بالشرعية الفلسطينية والحفاظ عليها حتى تبقى حماس نفسها، فقد حافظت الشرعية الفلسطينية على حماس اكثر من حفاظ حماس على نفسها، وما زلنا نذكر بموقف فتح والرئيس عباس شخصيا من الموقف الدولي الصادر عن بعض الدول الكبرى المتنفذة التي اعتبرت حماس منظمة إرهابية.. فكان موقف الرئيس عباس حاسما ضد ذلك اليوم..
اليوم والوطنية الفلسطينية في أوجها.. وشعبنا صامد على ارضه ومؤمن بحق العودة في كل المنافي فإن البيعة تتجدد للرئيس عباس وإسناده ليصل صوت الشعب الفلسطيني الصامد في القدس والشيخ جراح، وحيث تريد إسرائيل فرض استيطانها او إقتلاع الفلسطينيين وتهجيرهم..
الثقة التي تجددت للرئيس تجعله أكثر عزما وعزيمة على المضي في طريق الخلاص من الاحتلال، إذ أنه يؤكد أن كفاح الشعب الفلسطيني ليس من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية وإنما من أجل حقه في الحرية والإستقلال وبناء الدولة.. وأن هذا الكفاح سيستمر متسلحاً بإرادة الشعب الفلسطيني والإرادة الدولية الحرة المؤيدة للحق الفلسطيني.
تتجدد الثقة وفتح أول المقاومة والرصاص وحامية المسيرة الفلسطينية تجدد ذكرى انطلاقتها في 1/1/1965 ليكون في سجلها 72 سنة من العمل المستمر، وفي سجل الرئيس كل هذا الزمن فقد كان أبو مازن ممن زرعوا الغراس الأولى لفتح وعملوا من أجل أن تقوم وتصمد وتقاتل وتعبر عن إرادة شعب تحت الاحتلال يتطلع للحرية..
الذين جددوا الثقة بأبي مازن وأعطوه أصواتهم انطلقوا من حرصه الأكبر على حماية مسيرة فتح ومنظمة التحرير وبقاء الحلم الفلسطيني قائما وفاعلا .. أنها مسيرة طويلة ارهقت الكثيرين فيها شهداء واسرى ومعتقلين وأيتام وثكلى والآم، ولكنها مصرة على المواصلة .. وها هو الرئيس ما يزال يرفع يديه وهو يضع شارة النصر، فما زال في العمر ما يعطيه لايمانة المطلق بعدالة قضية شعبة..
هنيئا لأبي مازن ومبروك ثقة فتح وثقة شعبه وثقة المجتمع الدولي بآخر المؤسسين للمسيرة..
الرئيس عباس.. ثقة!!
10