إنطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني” فتح ” في 1/ 1/ 1965 مثلت بالواقع ثورة الشعب الفلسطيني :
* للتحرر من نير الإستعمار الإحلالي الصهيوني الإسرائيلي
* وإقامة دولته العربية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف
* تمكين اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا قسرا من العودة إلى مدنهم وقراهم في وطنهم التاريخي فلسطين
توقيت إنطلاقة الثورة الفلسطينية :
إنطلقت الثورة الفلسطينية التي جسدتها حركة فتح عمليا في ظل ظروف إتسمت :
* تقاعس او تردد أنظمة عربية بالاعداد الحقيقي لمعركة تحرير فلسطين التي تعني إزالة كافة الحواجز أمام تحقيق وحدة عربية او تكامل عربي على أضعف تقدير .
* إستمرار مؤامرة القوى الإستعمارية التي صنعت قاعدتها الإستعمارية العدوانية ” إسرائيل” بالعمل على طمس الهوية العربية الوطنية الفلسطينية بل محاولة نفي وجود شعب فلسطيني .
* محاولة ترسيخ إضفاء البعد الإنساني على طبيعة الصراع العربي والإسلامي بعنوانه الفلسطيني مع الكيان الإستعماري الإسرائيلي وإقصاء البعد الوطني السياسي وما يعنيه ذلك حرمان الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على أرض وطنه التاريخي .
تحديات واكبت الإنطلاقة :
واجهت حركة فتح التي باتت فعلا إنطلاقة الثورة الفلسطينية تحديات عديدة منها :
* غياب العمق الإقليمي لدعم الكفاح المسلح بحرب شعبية طويلة المدى تهدف إلى تحرير فلسطين لأسباب وعوامل مختلفة .
* عدم تقبل دول الإقليم حركة فلسطينية تنادي بالكفاح المسلح مستقلة وغير مرتبطة باي نظام قاصرة مرجعيتها الوحيدة المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني المتمثلة في نيل الحرية والإستقلال .
* الخلافات البينية العربية الرسمية التي حالت دون توفير مختلف اشكال الدعم لرائدة الثورة الفلسطينية خلافا للموقف والرأي العام العربي الشعبي الذي عانى من ويلات القوات الإستعمارية لعقود طويلة الداعم لحركات التحرر والمناهض للإستعمار انما وجد وخاصة في فلسطين .
عدوان حزيران محطة تحول :
شكلت نتائج الحرب العدوانية التوسعية لقوات الكيان الإستعماري الإحلالي الإسرائيلي نقطة تحول في الفكر الرسمي العربي وإن بدت مرحلية تجلت في دعم الثورة الفلسطينية وخاصة بعد معركة الكرامة التي سطر بها الجيش الأردني والمقاومة الفلسطينية بقيادة فتح نصرا على الجيش الإسرائيلي الإستعماري الذي مني بهزيمة عسكرية وما نجم عنها من دعم وإلتفاف جماهيري تمثل بإلتحاق الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني طليعة الشعب العربي بصفوف الثورة الفلسطينية التي تمكنت من تكثيف وتصعيد نضالها ضد المستعمر الإسرائيلي الإرهابي .
هذا الواقع أدى إلى :
* نهضة عربية وإسلامية ومن أحرار العالم دولا وشعوبا مناهضة للمشروع الإستعماري العالمي باشكاله المباشر وغير المباشر وأدواته الكيان الإستعماري الإسرائيلي .
* اضحت الثورة الفلسطينية بعمقها العربي والدولي تشكل خطرا حقيقيا على إستمرار النفوذ والهيمنة الإستعمارية على الساحة العالمية وخاصة في خضم الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها من جهة وبين الإتحاد السوفياتي وحلفاءه من جهة أخرى .
تصاعد المؤامرات :
شكل تنامي المد الجماهيري الواسع للثورة الفلسطينية الذي جعل منها رقما صعبا لا يمكن تجاهله أو تجاوزه . إنعكس المد الجماهيري إيجابا على القوة العسكرية والسياسية وتأثيرها إقليميا ودوليا . نجم عن ذلك الدعم والمد الجماهيري ايضا تشكيل جبهات سياسية داعمة ومتضامنة مع حق الشعب الفلسطيني وثورته بقيادة حركة فتح العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية من أجل الحرية والإستقلال على إمتداد الساحات العالمية والذي إنعكس إيجابا على قوة حركات تحرر عالمية عاملة في اقاليم مختلفة من العالم مما باتت تمثل هدفا للقوى الإستعمارية يجب التخلص منه بإستخدام كافة الوسائل المالية والسياسية والعسكرية وما الإجتياح العدواني العسكري الإسرائيلي للبنان عام 1982 إلا خير دليل لما اضحت تمثله الثورة الفلسطينية من خطر حقيقي على نفوذ جبهة المعسكر الإستعماري عامة واداته الكيان الإستعماري الإسرائيلي خاصة .
تحديات بعد 57 عاما من الإنطلاقة :
لم تزل مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية تتصاعد وما تعنيه من :
▪ ضمان حرمان الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة وعلى رأسها قرار الجمعية العامة رقم 181 .
▪إسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين المكفول حقوقيا وقانونيا وبقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
▪ إرتكاب كافة اشكال الإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وللقانون الدولي وللقانون الدولي الإنساني التي تصنف كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وحرب تطهير عرقي .
هذه الجرائم تتم وفق سياسة إسرائيلية إستعمارية ممنهجة تستهدف إعادة العقارب لمرحلة ما قبل عام 1948 إبان عهد الإنتداب الإستعماري البريطاني التي سادها حملة إرهابية إستهدفت مصادرة الأراضي الفلسطينية وممارسة أعمال القمع والتنكيل والقتل خارج القانون ودعم لا محدود للعصابات الإرهابية الصهيونية بهدف تمكينها من إرتكاب مجازر دموية تمهيدا لطرد مئات الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني خارج وطنه التاريخي وهذا ما تسعى إليه مجددا حكومة المستعمر الإسرائيلي حاليا من وراء دعم وتمكين عصابات المستوطنين الإرهابية من إرتكاب جرائمها وإقتحام المنازل على إمتداد اراض الدولة الفلسطينية المحتلة بحماية من الجيش الإسرائيلي الإستعماري الإرهابي فحكومة بينت اليمينية المتطرفة تفوقت على حكومة مجرم الحرب نتنياهو إرهابا وعنصرية وتطرفا وقتلا بحق فلسطين ارضا وشعبا ومقدسات مستغلة الإنحياز الأمريكي الأعمى وصمت المجتمع الدولي بقواه النافذة على جرائمها وإنتهاكاتها .
فتح ومشروعها الوطني سينتصر :
فتح قيادة وكوادرا وشعبا اكدت وتؤكد على السير قدما في ثورتها بكافة الوسائل المكفولة دوليا بإرادة لن تلين وبإيمان راسخ بالنصر على المستعمر الإسرائيلي بدعم من احرار العالم المؤمنين بتصفية الإستعمار .
فبعد 57 عاما على إنطلاقتها اثبتت فتح بنضالها الوطني جنبا الى جنب مع باقي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني فشل المشروع الإستعماري الإسرائيلي الهادف الى تقويض الحق الاساس للشعب الفلسطيني بتقرير المصير والتحرر من نير الإستعمار الإحلالي الإسرائيلي وحقه بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وما القرارات الدولية الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الأخيرة إلا تعبير جديد متجدد عن فشل سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي بحشد دعم واسع لسياستها العدوانية وعن إتساع الجبهة الدولية الداعمة لنضال الشعب الفلسطيني وفق الإستراتيجية الفلسطينية التي عرضها الرئيس محمود عباس امام الجمعية العامة للأمم المتحدة وأعاد التأكيد عليها في خطابه بذكرى 57 عاما على إنطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني ” فتح ” .
الذكرى 57 محطة تقييم :
الإحتفال بالذكرى 57 عاما على إنطلاقة الثورة الفلسطينية تشكل محطة إستراتيجية لتقييم سنة مضت بنجاحاتها وإخفاقاتها إن وجدت ووضع خطة عمل لسنة قادمة على اقل تقدير لتعزيز النضال الوطني الفلسطيني والنهوض بالمقاومة الشعبية حماية لشعبنا من هجمات عصابات الهاجانا ” المستوطنين ” بدعم عسكري رسمي من قوات الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري .
المؤتمر الثامن تعزيز لقوة فتح :
يشكل عقد المؤتمر الثامن للحركة محطة هامة لتعزيز وترسيخ وحدة ومنعة الحركة على قاعدة الديمقراطية المركزية وبناء إستراتيجية موحدة لمواجهة التحديات وإجهاض المؤامرات الإسرائيلية التوسعية ولإفراز وإشراك دماء جديدة في المواقع القيادية مع إيلاء أهمية خاصة للأقاليم الخارجية التي لعبت دورا مميزا طوال مسيرة الثورة بالتعاون والتنسيق في مع نظرائها من احزاب وقوى سياسية وإجتماعية ومنظمات مجتمع مدني في دعم هبة القدس الرمضانية وفضح جرائم سلطات الإحتلال الإستعماري الإحلالي الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني .
فقوة فتح تكمن في ثقة الشعب الفلسطيني بغالبيته العظمى داخل الأرض المحتلة وخارجها بمشروعها الوطني وإستراتيجيتها النضالية لتحقيق الأهداف الوطنية بالحرية والإستقلال وتقرير المصير .
فلنعظم قوة فتح بتعظيم جماهير الشعب الفلسطيني الذي يجدد إعرابه عن إستمرار تأييده ودعمه لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب بقيادة عمودها الفقري حركة التحرير الوطني الفلسطيني .
إرادة الشعب الفلسطيني ستنتصر. .. والمستعمر الإسرائيلي وادواته إلى هزيمة وزوال…وإن طال الزمن ؟ !
إنطلاقة فتح… ثورة الشعب… على الإستعمار…. حتى الحرية والإستقلال؟ د فوزي علي السمهوري
11