عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
كيف يكون ذلك يا فطين ومن أين هذه الفكرة الملهمة؟ حين كنا في وقت مبكر من العمر شبابا راج مصطلح “العالم قرية صغيرة” الذي أطلقه الفيلسوف توم بين يتفشى استعمله المبهورون بالاتصالات وحين كان الفاكس معجزة جعل بعض الجالسين بداية استعماله يعلق “لو كنت في زمن نزول الأديان لادعوت النُبوة” لقدرة الجهاز على سرعة تبليغ الرسائل…
“إنني املك فاكس بمجرد وصول رسائل مكتوبة لي”.. يومها اعتبرنا حرية استعمال الوسائل هي الرسائل، كما قال عالم الاتصال الكندي :”الوسائل هي الرسائل” فالوسيلة أصبحت رسالة لننظر إلى الفاكس والتلفزيون والخلوي وغيرها .. ولذا فإن الرسائل تصبح جزءاً من ذلك..
نعم اصبح العالم قرية تبلغ اطرافها الأخبار بسرعة، أسرع من أن تبلغ أحدا في بيتك يسكن في الطابق العلوي منك، وهكذا صنعت الاتصالات من البشرية مجتمعاً واحدا، لكنها لم تنقذه من الحروب والخلافات التي زادت وتعقدت، حيث أصبحت وسائل الاتصال و حتى رسائلها جزء من الحروب والصراعات..
اليوم يقفز هذا المصطلح “العالم تحت سقف واحد” ليجدد اختصار العالم لمواجهة تحديات مشتركة لا يستطيع طرف أن يواجهها بمفرده، أو يتصدى لها بإمكانياته، ولذا لابد من التعاون الشامل الذي يجعل العالم تحت سقف واحد مشترك ، إذ أصبح هذا ضرورياً وإلا لن ندخل تحت السقف!!
لم تأخذ الدكتور فطين البداد نشوة الإنجاز بالاثم حين أطلق الشعار، ولم يبهره ما انجزته مجموعة “البداد كابيتال” بل انه رأى الامور من منظور آخر، حين رأى أن مشروعا استثماريا كذلك الذي انجزه في أيار الماضي من هذا العام على مساحة ثلاثة ملايين قدم ليكون فيه مجمع صناعي “مجمع الحلول الصناعية” تحت شعار “العالم تحت سقف واحد” فهذه الصناعات في تعدد مكوناتها التفصيلية لإنجاز عمل مشترك تقوم وعليها تواقيع معظم دول العالم التي تساهم بشكل مباشر وغير مباشر في المنتج ليصل إلى المستهلك..
والسؤال لماذا يأتي البداد بالعالم كله ليضعه تحت سقف واحد في موقع أردني تملكه البداد كابيتال، ما الدافع وما المكونات ولماذا لم يحدث ذلك هنا من قبل؟ لقد انتظرنا قليلا ليشرح لنا ونفهم كيف يستطيع رجل أعمال مستثمر أن يحشر العالم تحت سقف واحد في مشروع واحد متكامل بالرضى، والتعاون وليس القصر والإجبار فالناس لا تساق إلى الجنة بسلاسل!!
كان الدكتور فطين البداد يتحدث عن مجموعة دول عربية متجاورة تتعطش أسواقها لصناعات مشتركة أولية وهامة وتشكو غياب رؤوس الأموال المتحركة بسرعة او القادرة على استقطاب الكفاءات ، وظلت تشكو وتطالب شعوبها لكن لا أحد يعلق الجرس.. فهل جاء من يعلقه هنا أولاً..
.. ورأى أن يحمل معه خميرة المشروع من الخليج من دولة الإمارات فيكون ثمرة التعاون بين هذه الدول.. التي سماها سوريا ولبنان وفلسطين والعراق.
كان المقصود “صناعة الإنشاءات” وما تعنيه من صلة وما يتعلق بمكوناتها وبيئتها .. وتحدث عن مساحات لهذا السقف الذي سينقل إليه العالم، وكان خيارة الأول بلده الأردن ليبني السقف الأول من خلال البداد كابيتال، وكان مهمة ذلك السقف أن يحتوي كل الصناعات التي لها علاقة بقطاع الإنشاءات وما يترتب عليه من قطاعات صناعية أخرى في مكونات عديدة..
المبالغ المستثمرة التي ذكرها لمصر وللأردن (100) مليون تحت كل سقف منها، هي مبالغ الحد الأدنى، فهو لم يتحدث عن مبالغ كبيرة لجهة المصداقية والتراكم وليس المفاخرة لأن مثل هذه الصناعات تحتاج لرؤوس أموال كبيرة سرعان ما تتوارد حيث تؤتي أكلها وتبرر نفسها..
فالأسواق الخمسة التي ذكرتها “البداد كابيتال” وآخرى في الجزائر و شمال إفريقيا كلها جديده وناشئة ومتعطشة لأي مشاريع..
قبل “البداد كابيتال” تحدثت أصوات كثيرة إرادت نفس الفكرة، لكن لم يكن يتوفر لها سوى الكلام والشعارات، فضباب لندن موجود منذ وجدت الخليقة كما يقول الشاعر الانجليزي والفنان “أوسكار وايلد” ولكن الذي استعمله في اللوحات البريطانية الشهيرة ورسمها هو الذي اكتشفه فقد بقي مجهولا إلى أن اكتشفناه كما قال “وايلد” وأدخلناه مرسوماً في لوحاتنا!!..
المصداقية جاءت من الإنجازات الحية التي قامت بها البداد كابتال في الخارج ،وهنا على الأرض الأردنية موجودة منتجاتها وسرعة إنجازاتها و الاعتماد عليها، فقد شاركت بشكل فعال في توفير المستشفيات المتنقلة التي استوعبت 200 الف سرير في عموم المملكة، ولذا فإن الصناعات الأخرى وجدت في دعوة البداد للعالم تحت سقف واحد مخرجا وقدرة على الخروج ومعاودة الإقلاع، وهذا ما كان مع شركة (كادبي) المعنية بتطوير السلاح وآليات الحرب و التي يديرها صندوق الملك عبدالله الثاني، ونفس الموقف الذي اتخذه كادبي اوالصندوق يرى البداد ان مصر وحتى سوريا والجزائر وفلسطين والعراق في نفس الحال ،وأن القطاع الخاص المتطور والمتمكن قادر أن تضع العالم تحت سقف واحد يتوفر كل جوانب مكونات صناعة متقدمة ومتطورة، لأن هناك عشرات المشاريع الكبرى و الهامة في المنطقة كناقل البحرين وغيرها بحاجة إلى مثل هذه التوجهات..
“مايسترو” العمل المهندس زايد البداد الرئيس التنفيذي لمجموعة البداد كابيتال وهو يدير فريقه الأشبه بالعازفين ، إذ يتكون الفريق من 27 فرعا في 27 بلدا منتشرة حول العالم ، تعمل كلها لدعم القطاع الصناعي والهندسي و الألمنيوم والزجاج ومجموعة شركات أخرى متخصصة مثل هذه المجالات الإدارية واللوجستية والإدارية حيث ويعمل ما يقارب 4500 موظفا منهم 350 اردنيا في من المهندسين والفننيين والإداريين..
وهذه الشركة التي تضع العالم تحت سقف واحد هي الأكبر حسب قاموس جنتس في العالم في صناعة البيوت الجاهزة والقاعات المتنقلة ..وكانت البداد كابيتال قد بدأت من أبوظبي عام 2003 لتكون المجموعة العربية الأولى في العالم العربي التي توفر الحلول الخارجية العصرية والمباني المتنقلة والمؤقتة ووحدات الإغاثة.. فهل فهمنا الآن معنى وضع العالم تحت سقف واحد.. إذ هناك الكثيرون ممن يؤمنون بما يؤمن به فطين البداد وقد نجحوا، لكننا نحتفي بإبننا ابن الأردن الذي كان له اسهام كبير في تحليق الفكرة هنا والبداية من هنا إلى عالمنا العربي..