اخطأت إدارة امريكا عبر ممثليها في الامم المتحدة برفض قراري الجمعية العامة للأمم المتحدة المتعلقين بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وسيادته على ثرواته .
هذا الخطأ بل الجريمة السياسية والحقوقية عائد إلى الأسباب التالية :
أولا : يتناقض مع مبادئ وأهداف الأمم المتحدة ..
ثانيا : يمثل إزدواجية وتناقضا بين تبني الحزب الديمقراطي لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان وبين التصويت الرافض الذي يعني الرفض لأحكام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وللمادة الأولى للعهدين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي كفلت للشعوب حق تقرير المصير وحقه بالسيادته على ثرواته .
ثالثا : أن هذا التصويت يشكل إستمرارا لسياسة ترامب العنصرية التي أدت إلى تراجع مكانة امريكا عالميا .
رابعا : إدارة امريكا بتصويتها جسدت ترسيخ مثال القوة وليس قوة المثال خلافا لتصريحات الرئيس بايدن في الايام الأولى من تربعه في البيت الأبيض .
خامسا : هذا التصويت يعكس عدم جدية السياسة الامريكية البايدنية بالعمل على تجسيد حل الدولتين الذي يعني تلقائيا الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس تنفيذا للقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية .
سادسا : رفض التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني يعكس إستمرار العقلية الإستعمارية التي رفضها ونبذها المجتمع الدولي عبر قرارات صادرة عن الجمعية العامة .
سابعا : تمثل دعما ومنح صك براءة للمستعمر الإسرائيلي على جرائمه وإنتهاكاته الصارخة بحق الشعب الفلسطيني وإجراءاته العدوانية التوسعية لتابيد إحتلاله الإستعماري لأراض الدولة الفلسطينية المعترف بها دوليا .
الإدارة الأمريكية التي تمعن بالإنحياز إلى سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي برفضها إحترام الإرادة الدولية التي جسدتها تصويت 168 دولة لصالح حقوق الشعب الفلسطيني وخاصة حقه بتقرير المصير إنما تضع نفسها شريكا للمستعمر الإسرائيلي بهمجيته وعنصريته كما ستضع امريكا مستقبلا في مواجهة الإرادة الدولية التي ستنتفض يوما إنتصارا لنفسها وستجد نفسها ايضا أمام تحديات ستؤدي حتما إلى تلاشي نفوذها وتراجع مصالحها على الساحات العالمية .
الشعب الفلسطيني مدعوما من أحرار العالم يطالب الرئيس الأمريكي رفع الحماية من الكيان الإستعماري الإحلالي الإسرائيلي إنتصارا لميثاق ومبادئ الأمم المتحدة ونبذا لمبدأ ترسيخ حق القوة الذي هدد ويهدد الأمن والسلم الدوليين .
فلسطين قيادة وشعبا عبرت وتعبر عن تقديرها لجميع الدول المؤمنة بالعدالة وبحق تقرير المصير للشعوب عامة وللشعب الفلسطيني خاصة .
الشعب الفلسطيني يتطلع إلى الدول الداعمة لحق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الإنتقال من مربع الدعم والتاييد إلى مربع الفعل الضاغط على سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لإنهاء إستعمارها لأراض الدولة الفلسطينية المعترف بها دوليا … الشعب الفلسطيني عانى ويعاني من نير الإستعمار الإسرائيلي العنصري وجرائمه في ظل غياب ترجمة الإرادة الدولية بدعم الشعب الفلسطيني ونضاله تنفيذا للقرارات الدولية ووفق الإستراتيجية التي عرضها الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس امام الجمعية العامة في ايلول الماضي نحو الحرية والاستقلال وتقرير المصير وتجسيد سيادته على أرضه وثرواته إلى واقع عملي لينعم الشعب الفلسطيني أسوة بباقي شعوب العالم بالحرية والإستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس .؟
المطلوب رفع الحماية عن المستعمر الإسرائيلي.. إحتراما للمجتمع الدولي. .؟ د. فوزي علي السمهوري
15