عروبة الإخباري – غادر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الخميس، قطر متوجهاً إلى البحرين، بعد زيارة استغرقت يومين، ضمن جولة خليجية بدأها، الاثنين الماضي، من سلطنة عمان وتشمل الدول الخليجية كافة.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الأمير بن سلمان غادر قطر وبعث برسالة إلى أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أعرب فيها عن شكره وتقديره لما لقيه والوفد المرافق له من حفاوة استقبال وكرم الضيافة.
وقال ولي العهد السعودي في رسالته: “أكدت هذه الزيارة والمباحثات التي أجريناها معكم متانة العلاقات الأخوية بين بلدينا، والرغبة المشتركة في تعميق التعاون بينهما في المجالات كافة”.
وأعرب عن تمنياته للأمير القطري وشعب بلاده بالأمن والاستقرار والازدهار.
في السياق، نشر حساب “نديب قطر” الإخباري على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مقطع فيديو يظهر اصطحاب أمير قطر لولي العهد السعودي بسيارته الخاصة إلى الطائرة قبيل مغادرته الدوحة متوجها إلى المنامة.
وكان الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد استقبل الأمير بن سلمان على هامش زيارته إلى الدوحة، حسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية.
وفي ختام زيارة ولي العهد السعودي أصدرت الرياض والدوحة بياناً مشتركاً، أكد على العلاقات التاريخية الراسخة والوثيقة بين البلدين.
وقال البيان: إن “جلسة مباحثات عقدت بين أمير قطر وولي العهد السعودي تم خلالها استعراض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.
كما بحث الجانبان الفرص المتاحة في البلدين في مختلف المجالات؛ السياسية، والعسكرية، والأمنية، والاقتصادية، والتجارية، والاستثمارية، والصناعية، والثقافية، والرياضية، والبيئة، والطاقة، والبنى التحتية.
وأشار البيان إلى عقد الاجتماع السادس لمجلس التنسيق السعودي القطري، برئاسة مشتركة من أمير قطر وولي العهد السعودي.
وفي الشأن السياسي، أكد الجانبان عزمهما على تعزيز التعاون تجاه جميع القضايا السياسية، والسعي لبلورة مواقف مشتركة تحفظ للبلدين الشقيقين أمنهما واستقرارهما، وأهمية استمرار التنسيق والتشاور إزاء التطورات.
وفي الشأن الأمني والعسكري أعرب الجانبان عن ارتياحهما للتعاون العسكري بين البلدين، وأكدا استمرار التعاون في هذا المجال، وتعزيز تبادل المعلومات والزيارات والتدريبات المشتركة والاستفادة من الخبرات في المجالات التخصصية.
وفي الشأن الاقتصادي والتجاري، أكد الجانبان عزمهما على تطوير أوجه التعاون القائمة، والعمل على زيادة حجم التجارة البينية، حسب البيان ذاته.
كما اتفق الجانبان على تعزيز سبل التعاون حول سياسات المناخ الدولية، والتعاون على تنفيذ مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقتها السعودية.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز استفادة البلدين من الربط الكهربائي، وتعظيم الاستفادة من المحتوى المحلي في مشاريع قطاعات الطاقة، وتشجيع الشراء من المنتجات المصنعة في البلدين وتبادل الخبرات.
وشددا على دعمهما لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وأهمية التوصل إلى تسوية شاملة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً لحل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية.
وفي الشأن اليمني؛ أشاد الجانبان بتوافق وجهات نظرهما حول مواصلة جهودهما لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، يقوم على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216).
كما رحب الجانبان بما توصلت إليه أطراف المرحلة الانتقالية في السودان من تفاهمات، وأكدا استمرار دعمهما لكل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في السودان، وتمنياتهما للسودان وشعبه الشقيق بالاستقرار والازدهار.
وفي الشأن اللبناني أكد الجانبان أهمية إجراء إصلاحات شاملة تضمن تجاوز لبنان لأزماته، وألاّ يكون منطلقاً لأي أعمال تزعزع أمن واستقرار المنطقة أو ممراً لتجارة المخدرات.
وفي الشأن السوري، أكد الجانبان أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة في سوريا وفقاً لإعلان جنيف (1)، وقرار مجلس الأمن رقم (2254) لإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب السوري.
وفيما يتعلق بأفغانستان؛ أكد الجانبان ضرورة دعم الأمن والاستقرار في أفغانستان وعدم السماح بوجود ملاذات آمنة للإرهابيين والمتطرفين فيها.
وعبّر الجانبان عن أهمية دعم جهود الإغاثة والأعمال الإنسانية في أفغانستان.
أمير قطر يرحب
وفي وقت سابق، علّق أمير قطر على زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قائلاً إن “العلاقات بين البلدين تقوم على أسس راسخة”.
وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها ولي العهد السعودي العاصمة القطرية منذ اندلاع الأزمة الخليجية عام 2017.
ووصل الأمير بن سلمان إلى الدوحة، الأربعاء، في إطار جولة بدأها من سلطنة عمان، يوم الاثنين الماضي، ومن المقرر أن تشمل دول مجلس التعاون الست.
وأجرى أمير قطر وولي العهد السعودي جلسة مباحثات، وترأسا الاجتماع السادس لمجلس التنسيق بين البلدين.
وعقب اللقاء، كتب أمير قطر على حسابه الرسمي في موقع “تويتر” مرحباً بولي عهد السعودية، ومؤكداً أن العلاقات الأخوية بين البلدين “تقوم على أسس راسخة في التاريخ والمصير المشتركين”.
وأوضح الشيخ تميم أنه ناقش مع ولي عهد السعودية تعزيز التعاون بين البلدين، وأنهما أكدا خلال المباحثات أهمية دعم أمن واستقرار المنطقة والإقليم.
وتأتي جولة ولالعهد السعودي قبيل القمة الخليجية الـ42 التي ستقام في الرياض منتصف الشهر الجاري، والتي قال وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر الصباح، هذا الأسبوع: إنها “ستكون مفصلية”.
وتتزامن القمة المرتقبة مع تعثر المفاوضات الجارية في فيينا لإحياء الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، وهو الاتفاق الذي يمثل أحد أهم أولويات دول الخليج.
كما أنها القمة الأولى التي تنعقد بعد قمة “العلا” التي شهدت إعلان المصالحة، مطلع العام الجاري، ومن المتوقع أن تشهد حضوراً رفيعاً، وأن تخرج بقرارات تعزز وحدة مجلس التعاون.