لا بد من توحيد الصف الفلسطيني وهذا لا يتم إلا من خلال إنهاء الانقسام، والاتفاق على برنامج سياسي تحرري قائم على أساس الشراكة السياسية التامة تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، التي يجب أن تضم كل فصائل العمل الوطني، وأن تعمل على أساس أن الكل الفلسطيني وحدة واحدة، وأن السلطة الفلسطينية هي ذراع من أذرع منظمة التحرير الفلسطينية، ولا يجب ولا يمكن أن تكون بديلاً لها.
إننا في هيئة النوايا الحسنة لإنهاء الانقسام، ومنذ أن أعلنا عن أنفسنا في شهر آب الماضي، نعمل مع مكونات الشعب الفلسطيني من أجل أنجاز الخطوة الأهم وهي إنهاء الانقسام، ومن أجل هذا عقدنا عشرات الاجتماعات، الذي كان آخرها في العاصمة السورية دمشق، وقد خرجنا بنتائج لا تختلف عن النتائج التي خرجنا بها خلال إجتماعتنا سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، أو في قطر أو في أنقرة أو لندن أو في غيرها من عواصم العالم حيث يوجد فلسطينيين، مما يؤكد على أن الجميع متفق على أن نقطة الانطلاق نحو وقف حالة السقوط الحالية هي إنهاء الانقسام.
إن خلاصة ما توصلنا إليه هي صعوبة الحالة الفلسطينية على كافة المستويات في ظل استمرار حالة الانقسام، أضافة إلى هرولة بعض الدول العربية نحو التطبيع والتحالف مع الكيان الصهيوني، واستمرار تطبيق صفقة القرن على الارض، وتمادي الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية في مشروعه الاحلالي الاقصائي، وتصاعد الاعتداءات في مدينة القدس على المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى تاريخ المدينة وجغرافيتها، هذا بالإضافة إلى الاعتداءات المستمرة على الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل، وحصار قطاع غزة وخنق الحياة فيه، واستمرار المعاناة في المخيمات الفلسطينية سواء في الأرض المحتلة عام 1967، أو في الشتات الفلسطيني.
كذلك حق الشعب الفلسطيني في ممارسة كافة أشكال المقاومة وصولاً إلى حقه المشروع في تقرير مصيره، ورفض التفرد بالقرار الفلسطيني من أي جهة كانت، مع ضرورة بناء استراتيجية نضالية شاملة بشراكة وطنية كاملة، وهذا يتطلب أساساً ‘نهاء الانقسام، والذي هو وصمة عار في التاريخ الفلسطيني، وصفحة سوداء وإنهاءه أولوية وواجب وطني لا يحتمل التأجيل أو المماطلة. وأيضا وبعد الاشادة بالجهود المبذولة لمقاضاة بريطانيا بشأن وعد بلفور والجرائم التي ارتكبت فترة الاحتلال والانتداب البريطاني ابتداء أمام القضاء الوطني الفلسطيني وثم أمام القضاء البريطاني والدولي، فلا بد من مواصلة هذه الجهود باعتبارها جبهة قانونية مساندة واساسية في النضال الوطني الفلسطيني من أجل تقرير مصيره والوصول إلى حقوقه المشروعة وعلى رأسها حقه في العودة.
وبناء على هذه الخلاصة فقد ارتأينا أنه من المهم والضروري الذهاب نحو تقييم كافة الحوارات والاتفاقيات السابقة ونتائجها وكذلك مخرجات جهود هيئة النوايا الحسنة لإنهاء الانقسام وتحديد أسباب فشل تطبيق كافة الاتفاقيات السابقة والخروج ببرنامج واضح لإنهاء الانقسام بما يلبي المصلحة العليا للشعب الفلسطيني والتغيرات على الساحة الدولية والضغط على طرفي الانقسام من أجل الامتثال لهذا البرنامج وتحميل المسؤولية للطرف المعطل، كذلك الدعوة إلى حوار شامل بمشاركة ممثلي الفصائل والقوى الفلسطينية وشخصيات وطنية في الداخل والشتات لبناء استراتيجية نضالية شاملة وبرنامج سياسي يلبي طموحات الشعب الفلسطيني.
وتحقيقاً لذلك فلا بد من الدعوة لتقييم كافة الاتفاقيات السابقة ومخرجات اجتماعات هيئة النوايا الحسنة وتحديد أسباب فشل تطبيق كافة الاتفاقيات السابقة، والخروج ببرنامج جامع لإنهاء الانقسام في ظل المواقف المستجدة بين طرفي الانقسام، يلي هذا الاجتماع التقييمي/التحضيري اجتماع وطني شامل في سياق الجهود الرامية لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني لبناء الاستراتيجية الوطنية النضالية والبرنامج السياسي الفلسطيني مع الأخذ بعين الاعتبار خطاب الاخ الرئيس محمود عباس الأخير في هيئة الأمم المتحدة بشأن عدم جدوى الالتزام بالاتفاقيات الموقعة (اتفاقيات أوسلو) وسحب الاعتراف بدولة الاحتلال.
إننا في هيئة النوايا الحسنة لإنهاء الانقسام نرى أن ما سبق من خطوات هي متفق عليها تقريباً من طرف جميع القوى الفلسطينية، ومن المهم السير بها قدماً وتنفيذها على الأرض، وبدأنا فعلياً بالتحضير لها، فنحن مصممون على إنهاء الانقسام كممر إجباري للوصول إلى ترتيب البيت الداخلي، والتفرغ لمجابهة المشروع الصهيوني الذي بدأ تنفيذه الفعلي باعلان بلفور عام 1917، مروراً بإقامة دولة الاحتلال عام 1948، وليس انتهاءً بمشروع الدولة اليهودية 2018، وصفقة القرن 2019، لأن المشروع الصهيوني مشروع احلالي توسعي استعماري لن يقف على حدود فلسطين بل غايته إقامة الدولة اليهودية من النيل إلى الفرات.
تسعى دولة الاحتلال إلى تغيير مقولة الأرض مقابل السلام إلى عبارة “سلام مقابل سلام” وهي بذلك تقفذ عن حقوق الشعب الفلسطيني، وتعمل على كي الوعي العربي باتجاه قبول “إسرائيل” رغم احتلالها وعقليتها الصهيونية العنصرية، ونحن نقول بأن الملف الفلسطيني بكل مكوناته سيبقى بيد الفلسطينيين ولن يكون ورقة في أيد أي كان، وعلينا نحن الفلسطينيون أن نكون الصخرة التي تتحطم عليها أحلام الحركة الصهيونية التوسيعية، فهدفنا بناء عالم جميل وشرق أوسط جديد قائم على الأمن والسلم وبناء حياة أفضل للأجيال القادمة بعيدة عن الصراعات والحروب.