ليس من السهل أو الممكن الكتابة والحديث عن القائد الشهيد ابو عمار الذي قاد ثورة الشعب الفلسطيني في مراحلها المختلفة وما واجهته من مؤامرات وتحديات على الصعد الإقليمية والدولية من موقعه كرئيس لحركة فتح ورئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني فقد تمكن وأركان قيادته من وضع قضية فلسطين وحقوق شعبها بالحرية والإستقلال وتقرير المصير على قمة أولويات جدول القضايا العالمية وما مئات القرارات المؤيدة للقضية الفلسطينية الصادرة مؤسسات الأمم المتحدة وعن الإتحادات والتكتلات والمنظمات العربية والإسلامية والإفريقية وعدم الإنحياز إلا ثمرة لنضال الشعب الفلسطيني بما قدمه من تضحيات وإلتفاف جماهيري عريض حول م ت ف وقيادتها على مدار عقود من النضال الوطني بأشكاله المتعددة والمكفولة دوليا .
إغتيال ياسر عرفات :
بعد فشل سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي وحلفاءها وأدواتها من الضغط بكافة الوسائل على أبو عمار القائد الأمين والقابض بقوة وثقة بالنصر على حقوق شعبه الفلسطيني بهدف دفعه لتقديم تنازلات تتناقض أو تتعارض مع ثوابت الشعب الفلسطيني التي تم التوافق عليها وإقرارها من المجلس الوطني الفلسطيني أو تمس من السيادة الكاملة على القدس عاصمة دولة فلسطين بمقدساتها الإسلامية والمسيحية لجأ قادة الكيان الإستعماري الإسرائيلي العنصري الإرهابي لعملية إغتيال الشهيد ابو عمار إعتقادا منهم أن شخص ياسر عرفات هو العقبة أمام فرض الهيمنة الكاملة على فلسطين وتصفية حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948 متجاهلين أن مبادئ وأفكار وإستراتيجية ياسر عرفات هي المرآة الحقيقية لموقف الكل الفلسطيني قيادة وشعبا داخل الأرض المحتلة وخارجها مدعومة من احرار العالم .
فشل تحقيق أهداف الإغتيال :
لقد أثبتت الأحداث والوقائع بعد مضي 17 عاما على إستشهاد أبو عمار رمز الثورة الفلسطينية التي فجرتها حركة فتح عام 1965 فشل مخططات وأهداف سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي المتوخاة من إغتيال ياسر عرفات القائد إذ خاب ظن الحركة الصهيونية العدوانية التوسعية الإسرائيلية بأن من سيحمل راية النضال الوطني الفلسطيني خلفا لأبي عمار سيكون أقل صلابة وتمسكا بحقوق الشعب الفلسطيني الاساسية بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة العربية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفقا وتنفيذا للقرارات الدولية ذات الصلة وتقع على قمة تلك القرارات قراري الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 و 194 .
فالرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي حمل راية قيادة حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية ورئاسة دولة فلسطين مسلحا بثقة الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية مستمر في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقلة و بقيادة الشعب الفلسطيني نحو الحرية والإستقلال بحكمة وشجاعة بالرغم من تكالب جميع القوى وادواتها المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني بإنحيازها لصالح الكيان الإستعماري الإسرائيلي وخاصة إبان عهد الرئيس الأمريكي ترامب إلا أن لحكمته وشجاعته وصلابة موقفه في التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية مدعوما من أحرار العالم ومن دول عربية وإسلامية وفي مقدمتها الأردن مستمر في مواجهة مخططات المستعمر الإرهابي الإسرائيلي الهادفة إلى تأبيد إستعمارها لأراض الدولة الفلسطينية المعترف بها دوليا .
وما إجهاض مخطط ترامب نتنياهو التآمري ” صفقة القرن ” لتصفية القضية الفلسطينية أو إنتزاع تنازلات أو موافقات ضمنية من القيادة الفلسطينية إلا ترجمة لتلك المواقف الوطنية الراسخة في عقول ووجدان الشعب الفلسطيني طليعة الشعب العربي .
الشهيد ابو عمار مثل وجسد الهوية الوطنية الفلسطينية وحمل قضية فلسطين ببعدها السياسي الوطني عربيا وإسلاميا وعالميا كما ترفض حاليا القيادة الفلسطينية ورمزها الرئيس محمود عباس مخططات تحويل القضية الفلسطينية من البعد السياسي الوطني إلى البعد الإنساني والإقتصادي غير المقرون بالهدف الوطني بالتحرر من نير المستعمر الإسرائيلي .
في ذكرى إستشهاد أبو عمار يؤكد الشعب الفلسطيني على إلتفافه حول قيادته الشرعية وبمضيه قدما في نضاله وثورته بوسائل سلمية شعبية وبكافة الوسائل المشروعة والمكفولة دوليا وتم التوافق عليها بإجماع وطني حتى النصر والتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بإذن الله. ..