عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
حين كان لبنان غير لبنان اليوم .. كان صرحا للاقتصاد ومتنفسا للحرية ومثالا للجمال.. يوم اسمي سويسرا الشرق ، وكان ابناؤه يخلصون له ويحبونه قالوا “نيال من كان له في لبنان مرقد عنز” كناية عن ان اي صاحب مال او مشروع في لبنان هو سعيد وموفق، كان ذلك في الماضي وكل الدعاء ان يعود المثل مرة اخرى وان لا يتوقف لبنان عند هذه المرحلة، حيث توقف اليمن عند اليمن الشقي بعد ان كان سعيدا، وعليكم ان تتاكدوا من ذلك من الاعلامي المعروف “جورج إرداحي” وهنا لفظناها باللبنانية..
قبل هذه المقدمة قلت للخادمة ناوليني واحدة من الصحف المركونة بالباب والتي لم اعد شغوفا بها كما كنت، خاصة بعد ان حرمت منتسبيها من رواتبهم ومن تاميناتهم، وراحت تتسول الحكومة وتنتظر حلبها علّها تتقي الاغلاق، اذ لم يعد هناك داع للصحافة الورقية، ولم تعد الصحافة الورقية تستوجب الدعم بعد ان انصرف العالم عنها لصالح الالكترونية والتطور، وهو الامر الذي ما زالت الحكومة لا تقتنع به ومازالت تطمح ان تنتصر وتستمر وتحقق شعبية عن طريق ما تكتبه هذه الصحف لها من مدائح وما تخفيه عنها من نقد…
قلت أعزف عن قراءة الصحف الاردنية رغم انني ما زلت اتتبع الوفيات فيها، وما زلت اقرأ المانشيتات لأرى أي الاخبار في اعتقادهم هو الاهم، رغم ان المانشيتات ايضا اصبحت مضللة واصبحت تقوم فيها الواسطة والتزلف، وهو ما جعل هذه الصحف تهون في نظر قرائها وفي نظر حتى مموليها، اذ لو حافظت على مستويات عالية من الحريات لكان القارئ وجد طريقة لدعمها حتى تجد طريقها لاتساع التوزيع، ولكن تلك حلقة جهنمية لا نريد الدوران فيها..
واعود الى خبر البنك العربي الذي يفرض نفسه على الصحف لقدرته على تحقيق نتائج فضلى واقرأ 26% ارباح مجموعة البنك العربي للتسعة اشهر الاولى من العام 2021 عام الكورونا بامتياز، واقول بيني وبين نفسي لله درك يا صبيح المصري ورفاقه في البنك ممن حملوه واصروا رغم ثقل المسؤولية من العبور به الى شاطئ الارباح عبر بحور الكورونا والتعطيل والاغلاقات والخوف من المستقبل..
إذ يسجل البنك العربي في العلن و على رؤوس الاشهاد ارباحا صافية بعد الضرائب والمخصصات بلغت اكثر من 271 مليون دينار، وهو رقم يزيد عن ذلك الذي لم تصبه الكورونا من قبل.. أليس فرق الربح هو فرق من الجهد بدله العاملون والمخططون والمنفذون في العربي لمن سهروا ورعوا و وفتحوا عيونهم جيدا .. فكان الولاء والاخلاص والعمل المثابرة هي الميزات التي جرى تقديمها ليظل البنك العربي في الصدارة ، وتظل أرباحه تطفو فوق كل اعراض الكورونا المعطلة “يا نار كوني بردا وسلاما”..
لم تكن الارباح هي المؤشر الوحيد اذ يمكن القول ان اجمالي حقوق الملكية والزائدة عن 10.4 مليار دولار امريكي نهاية الاشهر التسعة الاولى من العام 2021 هي مهمة جدا، ولذا جرى رصد رفع اصول المجموعة كلها الى 63.7 مليار دولار امريكي وهذا الرقم المذهل يقارن مع الرقم 52.5 مليار دولار والنسبة هي 21% مقارنة مع الرقم الذي سبقه ..
اما ودائع العملاء فقد ارتفعت هي الاخرى متجاوزة كل الاعراض وما بثته الاخبار لتستقر عند 24% وترجمتها 46.6 مليار دولار امريكي من 7 مليار تخص بنك عمان العربي..
صبيح المصري الذي ما زال وفيا لما وعد به حين جلس مكان المغادر شومان في ان يحافظ على العربي، وان يديم ايجابياته ويحول دون سلبياته كان مغبوطا ليقول ” ان النتائج المالية الايجابية للبنك تتماشى مع النهج الاستراتيجي الذي جرى اتباعه من ذلك اليوم”، اذا لم يبطل المصري في العربي اي سنه حميدة بل عظمها ولم يترك ما اعتقد انه خطأ إلا صححه.. وقد استوجب ذلك التحديث والتطوير انتهاج الرقمنة في العمليات الاساسية والتجارية لدورها في احداث النقلة الواسعة التي لمسها المتعاملون وجمهور البنك العربي والبنك المركزي، وكل من هو مهتم بدور العربي في الاقتصاد الوطني الاردني وفي المقدمة محافظ البنك المركزي الاردني ..اذا ان العربي لفت انتباه الجميع في التركيز لصناعة مستقبل مستدام نتاج تعزيز الاداء الاقتصادي ايضا..
اما نعمة الصباغ الرجل الصامت والذي يعتقد ان الكلام يجلب الحسد، فهو سرّب قولاً جرى نشره مفاده ان البنك العربي يتبنى احدث التكنولوجيا على صعيد الصناعة المصرفية ليقدم تجربة مصرفية متطورة وحلولاً مصرفية رقمية متكامله تتمتع باعلى مستويات الامان والمرونة لتلبية احتياجات عملائه، حيث اطلق (ريفلِكت) – أول Neobank في الاردن وما يعنية ذلك من اسلوب حديث وبسيط ومتكامل.. وهذه العبارة التي اكتفي بها صباغ تصرفها البنوك الاخرى دون ان تفعل شيئا مناسبا على صعيد تحقيقها ..
المصري صبيح وعد اعضاء مجلس الادارة ومن يهتم باجتماعاتهم وانجازهم ان يواصل البنك التغلب على التحديات بنفس النفس المعلن والقائم الان لتحقيق افضل النتائج، معتبرا ان النهج الذي تبناه مجموعة البنك العربي وتمارسه و تعتز به يستحق المحافظة عليه والدفاع عنه والتمسك به.. ويرى المصري ان قليل من الكلام كثير من الارباح هو ما ينتظره الناس من البنك العربي دائما..