عروبة الاخباري- كتب سلطان الحطاب
ليست المرة الأولى ولن تكون الاخيرة.. ونحن لم نستطع حتى اليوم ان ندخل كتبنا الى وزارة التربية والتعليم للوصول الى طلابها ومكتباتها، فالمعايير الموضوعة تحرّم الفكر وتقتصر على الوان محددة ومراقبة معينة لا يجيز القائمون سواها..
وحتى لا أطيل فإن كتبي عن الثورة العربية الكبرى الذي اجازته المطبوعات والديوان والذي رعاه سمو الامير علي بن الحسين في مدرج الحسين في امانة عمان.. رفضت اللجنة المشكلة للرقابة ان تشتري منه لأن فيه صور لزعماء الحركة الصهيونية في سياق الكلام عن مخاطر هذه الحركة، حين قام الاردن، والمسؤول في التربية لا يريد الطلاب ان يروا هذه الصور باعتبار ان حجبه لهذه الصور قد يكون كافياً لعدم اطلاع الطلاب عليها، وهي نفس الذريعة التي ابدتها الوزارة حين لم تشتري كتابي عن “عمان” وهي ذرائع يختبئ وراءها من يؤمنون بفكر محدد في وزارة التربية، وهي ذرائع كافية في اعتقادهم لحرمان الكتاب والمفكرين من الوصول الى وزارة التربية وطلابها..
اليوم أواجه نفس المشكلة في كتابي عن “مئوية الدولة الاردنية” الذي اجازته المطبوعات والنشر ووافقت عليه اللجنة الملكية المشرفه على المئوية ووزارة الثقافه حين كان الوزير الطويسي رئيس اللجنة، وقد ارسل لي كتاب تكليف بذلك، وجرى رقابة هذا الكتاب عند شراء مديرية الامن العام منه نسخاً وكذلك الجيش القوات المسلحة..
وتعود التربية والتعليم لخلق ذريعتها ويرد المسؤول عن ذلك ان الوزير فقط يمكنه وليس نحن من ان يقتني او يأمر بالشراء ولكن ليس عن طريقنا.. ثم جرى طلب دفع ثمن رقابة يدفعها المؤلف ويقدم ثلاث نسخ و ليس مضمونا الشراء، كما ان اللجنة هي التي تسعّر الكتاب وقد يكون تسعيرها قليلا وربما اقل من كلفة التأليف والطباعة، فهي التي تقرر ذلك.. ولا يحق للمؤلف ان يعترض إذ يمكنه الامتناع عن التزويد و نعود الى المربع الاول..
وزارة التربية ما زالت رهينة في يد الاخوان المسلمين، هم يقررون شراء الكتب ، ولذلك تفرغ المهرجانات ومعارض الكتب كتبها الدينية في الوزارة وتبيع كميات جديدة في كل سنة في حين لا تأخذ الوزارة كتبنا حتى التي تكلف من الديوان بتأليفها …
عندي عشرين كتابا عن مدن الاردن وفلسطين وكلها متخصصة في المدن ومجازة من المطبوعات، و لم يجر اقتناء نسخة واحدة منها، لأن المعايير تضعها جهات لا تريد ان تشتري من هذا اللون من الكتب او من اسماء مؤلفين محددة..
اكتب هذا كله لوزير التربية والتعليم عله يستطيع ان يفعل شيئا، فقد جاء كثير من الوزراء وخرجوا دون ان يتمكنوا من كسر حلقات كثيرة فهل نبقى هكذا؟!