عروبة الإخباري – قال وزير الصحة فراس الهواري، إن مشكلة تعاطي التبغ في المنطقة، وتحديدا في الأردن، تعد من أهم التحديات الصحية في إقليم شرق المتوسط.
وأوضح الهواري، في مداخلة له، عبر تقنية الاتصال المرئي، خلال أعمال الدورة الـ68 للجنة الإقليمية لشرق المتوسط، التي بدأت جلساتها العادية، أمس الثلاثاء، إن أرقام تعاطي التبغ في الأردن بدأت تصل لنسب غير مسبوقة، حيث تجاوزت النسبة عند الذكور الـ80 بالمئة من حيث الانتشار ومن حيث التعرض للتدخين القسري.
وأكد الوزير، أن مشكلة التدخين متعددة الأوجه؛ لذا لا يمكن حلها إلا من خلال الالتزام عالي المستوى والجماعي على مختلف القطاعات.
ودعا الهواري، جميع الشركاء والداعمين، للارتقاء بمستوى النظم الصحية بالإقليم، حيث كشفت جائحة كورونا أهمية التركيز على أنظمة الرعاية الصحية الأولية بمختلف أبعادها، والتركيز على الصحة النفسية، وصحة الأشخاص ذوي الإعاقة.
كما ودعا إلى دعم الكوادر الصحية العاملة والحفاظ على سلامتها، وتوفير الفرص المناسبة لها للقيام بدورها، كونها ركيزة أساسية من ركائز القطاع الصحي.
إلى ذلك، عرض المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، التقرير السنوي لأعمال المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بالتعاون مع البلدان، أمام أعضاء اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بدورتها الـ68، التي تستمر أعمالها حتى يوم غد الخميس.
وأبدى المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، قلقه من أن السرطان والأمراض غير السارية الأخرى التي تحصد أرواح الملايين كل عام، وانخفاض معدلات التمنيع، والتغيرات المناخية والبيئية الشديدة، هي تحديات صحية ملحة تواجه الإقليم.
ووصف المنظري، الإجراءات التي اتخذت على مدار العامين الماضيين في التصدي لجائحة كوفيد-19 في الإقليم، بأنها مثال على التضامن على نطاق هائل، وطريقة مثلى للعمل ينبغي تطبيقها فيما يخص كافة أولويات الصحة العامة.
ودعا منظمة الصحة العالمية، والدول الأعضاء، والشركاء، إلى التصدي لهذه التحديات بالزخم نفسه، والابتكار، والروح الجماعية التي أظهروها في مكافحة جائحة كوفيد-19.
وقال الدكتور المنظري: “لقد حشدنا معًا مزيدًا من الموارد في الاستجابة لجائحة كوفيد-19 أكثر من أي إقليم آخر من أقاليم المنظمة، ونحن لم نتجاوز خطر الجائحة حتى الآن”.
وأضاف “وقد فقد إقليمنا بالفعل ما يقرب من 300 ألف شخص، ومتحوِر دلتا ينتشر على نطاق واسع، وأمامنا الكثير لنفعله في نشر اللقاحات على نحو منصف في جميع البلدان، ولكن الرسالة الرئيسية من اللجنة الإقليمية لهذا العام هي: حان الوقت للبدء في إعادة البناء على نحو أفضل وأكثر إنصافًا”.
كما دعا المنظري الجميع للاستفادة من الزخم الناتج عن الاستجابة للجائحة من أجل تحقيق مكاسب دائمة في الأمن الصحي، وتسريع وتيرة التقدم نحو التغطية الصحية الشاملة، وتعزيز الأنظمة الصحية بالإقليم، وإعداد مجتمعات قادرة على الصمود.
واستعرض أعضاء اللجنة الإقليمية، خلال جلسات الدورة الـ 68، التقدم الـمُحرز في استئصال شلل الأطفال في إقليم شرق المتوسط، وهو الإقليم الوحيد الذي لا يزال يتوطن فيه شلل الأطفال البري.
كما استعرضوا، عمل اللجنة الفرعية الإقليمية المعنية باستئصال شلل الأطفال، مشيدين بالتقدم المحقق حتى الآن.
وأعربوا عن دعمهم للجهود الدؤوبة المبذولة، والتزامهم المستمر باستئصال شلل الأطفال البري قريبًا من البلدين اللذين لا يزال متوطنًا فيهما.
وناقش أعضاء اللجنة كذلك، ورقة تقنية عن تسريع وتيرة التأهب للطوارئ الصحية والاستجابة لها في الإقليم، والتي حظيت بدعم من الدول الأعضاء لتنفيذ توصياتها.
وبشأن جلسة النقاش عن أهداف التنمية المستدامة، تم عرض آخر مستجدات التقدم المُحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة في الإقليم، مع الإشارة إلى إحراز تقدم في أكثر من نصف المؤشرات بين عامي 2015 و2019.
وتم التأكيد على بذل جهود كبيرة، لا سيما في خفض وفيات الأمهات والأطفال والحديثي الولادة، وتحسين التغطية بالتلقيح، وتقليل حالات الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري والملاريا، وخفض معدلات الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية والتلوث.
وشددت حلقة النقاش على أهمية النهج المتعدد القطاعات والشراكات بين القطاعات المتعددة للتغلب على التحديات وسد الثغرات، والإسراع بوتيرة التقدم نحو تحقيق غايات أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
ويحضر أعمال اللجنةَ الإقليمية، وزراء الصحة وممثلون رفيعو المستوى من البلدان الـ 22 في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، وممثلون عن منظمات دولية وإقليمية ووطنية. (بترا)- وفاء زيناتيه