عروبة الإخباري- كتب سلطان الحطاب
جاء الشريكان المميزان المهندس اسامة حسين والمهندس عمر ابو وشاح يحملان الخبرة والصناعة ورأس المال، وفوق ذلك الى الارادة والاصرار والرغبة الجامحة في تأسيس صناعة هامة وثقيلة وذات تقنية عالية كانا قد اسسا لها ووضعا حجر اساسها في الخارج قبل ان ينقلاها الى الوطن بعد حرب الخليج مباشرة..
وصل الرجلان يحملان الحلم، ولم يكن أحد يُعير اهتماما ..فالظروف انذاك في الاردن والاقليم كانت صعبة جداً، تتمثل في الخروج من حريق الخليج وحربها التي أكلت الاخضر واليابس وهدمت الكثير ومزقت كثيراً من الاسر والمراكز والوظائف ..
وسط تحديات كثيرة وكبيرة وتعقيدات وعقبات واجراءات لم تكن سالكة زرع الرجلان الفكرة وتعهداها، ومضيا يسقيانها بالاردن وبكل ما يملكان مما جمعا من ثروة ، وما هي إلا سنوات قليلة حتى غدى اسم “شركة بترا للصناعات الهندسية” على الالسنة، واذا بالبيوت التي لم تكن من قبل تعرف التبريد والتسخين تعرف اسم “بترا” وتتعامل معها، لتصبح هي الوحيدة في منازل الاردنيين على الاغلب والأعم..
وتوسعت الشركة وزادت طموحها وطورت وسائلها وتقنياتها وادخلت الجديد من اجهزة التبريد والتكييف الضخمة التي تزود بها المصانع وناطحات السحاب والابنية عديدة الطوابق، وما كان منها بحجم الغرفة، وقد رأت شركات عالمية ان المعايير التي تلتزم بها “شركة بترا للصناعات الهندسية” هي معايير عالمية مختبرة ومتفوقة، فبدأت التعاقدات معها عبر اوروبا والولايات المتحدة و اصبحت صناعتها في اضخم المباني الامريكية واكثرها تطورا، ووصل الاسم الى العديد من العواصم والشركات وبيوت الخبرة والصناعيين وحتى السياسيين ومقرري اشكال النهضة العالمية، ووجدنا ان وزير الخارجية الامريكي الاسبق كيري يحمل صورة اعلان لشركة بترا ويذكرها بتقدير كنموذج على النجاح حين زيارته للاردن، وقد كان ذلك لافتا، وكان الملك عبد الله الثاني وقد اثنى على انجازات واعمال الشركة اكثر من مرة وكرمها على التميز الذي ابقاها وفية لانجازها وخدمة الوطن الذي مكنها من ان تعبر عن نفسها..
ومنذ قامت “شركة بترا للصناعات الهندسية” وانا اتابع تميّزها ورياديتها وقدرتها على فتح الاسواق والتغلب على العقبات الكبيرة والكثيرة والاشكاليات العديدة التي واجهتها .. وكانت في كل ذلك مضرب المثل على الاصرار والاستمرار والصمود..
وكان المهندسان يعملان بتفان شديد ولا يبخلان في المساعدة على تقديم كل ما من شأنه تطوير الصناعة الأردنية وترويجها في التصدير فاستحقت التكريم والثناء وذكر أعمالها التي بلغت أصقاع العالم..
اليوم “بترا للصناعات الهندسية” شأن معظم الشركات واجهت وتواجه إعاقة كورونا هذه الجائحة التي شلت الاقتصاديات العالمية وما زالت، قيادة “بترا” تصر على الاستمرار والتحليق، وتدعو الى تمكين الصناعة الاردنية وبكل الوسائل الممكنة ان تتخطى كل الحواجز، وان تتظافر كل الجهود الوطنية الرسمية وغير الرسمية لانجاز هذه المهمة ، مهمة اعادة الحيوية للمناخ الاقتصادي الاردني، وهذا يتطلب دورا اكبر واعمق واذكى للحكومات المتعاقبة لتظل الصناعة عنوان التقدم والتطور والتنمية.
ولأنها شركة متفوقة فقد استطاع مديرها العام أن يكون رئيس جمعية المصدرين لما تحجزه شركته من مساحات تصديرية، وقد علق على ذلك أخيراً بضرورة أن يستفيد المصدرون الأردنيون مما راكمه الملك عبدالله الثاني من جهود في مساعيه وهو يلتقي برجال أعمال وشركات أجنبية في زياراته مروّجا للصناعات الأردنية ولمواد التصدير ، وداعياً إلى ضرورة تعزيز الصلة والروابط والتعاون ما بين القطاع العام والخاص، ليس بالكلام والقرارات وانما بالانظمة والقوانين والتشريعات التي تأخذ النفاذ ولا تكون مجرد نصوص فقط، إذ أكد المهندس وشاح أن إزالة المعيقات من أمام القطاع الصناعي يعني تسريع وتيرة النمو وتوليد فرص عمل تنعكس ايجابياً على المواطنين..
وكشف وشاح في تصريحه إلى أنه يوجد في عموم المملكة (17) الف منشأة صناعية بحجم استثمار يصل إلى (15) مليار دينار، وهذه الشركات توفر فرص عمل تبلغ 245 الف فرصة عمل، حيث تصل مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الاجمالي إلى نحو 25%.